قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، “ إننا نناضل من أجل تعزيز استقلالية القطاع الاقتصادي وتشجيع الاستهلاك الوطني، في إشادة منه بالسياسة العامة التي انتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بهدف تحقيق هذا المسعى“. أضاف الغازي، خلال ندوة صحفية، عقدها أول أمس، على هامش زيارة عمل وتفقّد، قادته إلى عاصمة غرب البلاد: الدولة حريصة على دعم وتشجيع المؤسسات المنتجة، التي تساهم في تجسيد سياسة الدولة، الرامية إلى خلق الثروة. ثمّ استطرد قائلا : ستبذل الدولة خلال السنة الجارية 2016 والسنة التي تليها، جهودا أكبر، لتشجيع الاستثمار وتنويع الصادرات، منوّها في سياق متّصل بالمكاسب الهامة التي تحقّقت في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب “أنساج” و الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة “كناك”. وبلغة الأرقام، أكد الوزير النتائج الإيجابية المحققة على مستوى الوطني، والتي تعكسها ميدانيا، حوالي 350 ألف مؤسسة مصغرة، تمكّنت خلال سنوات قليلة من خلق مليون ومائة ألف منصب شغل في مختلف القطاعات، يضيف نفس المسؤول، مؤكّدا: “غدا ستصبح مؤسسات كبيرة”. وحول المشروع التمهيدي لقانون العمل، أفاد الغازي بأن نص القانون في صيغته الجديدة، لم يعرض بعد على البرلمان، مؤكّدا لكل الأطراف المعارضة له، بأنّه يحمل إضافات كثيرة، تتطابق مع العصر وجاءت لتعزيز تطبيق معايير العمل الدولية، لاسيما ما تعلّق بحقوق العمال ومحاربة الاستبداد والعبودية التي تحرّمها وتجرّمها كل الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية. ودعا المسؤول الأول عن القطاع إلى ضرورة دعم السياسة الوطنية الخاصة بتشجيع سياسة تعويض الاستيراد من خلال الإنتاج المشترك، وهو ما تحقق مع شركة “توسيالي ايرون ستيل اندوستري” ببطيوة (شرق وهران) التي تصنّف كأكبر مصنع خاص لتحويل الحديد والصلب على المستويين الإفريقي وبالبحر الأبيض المتوسط . حيث ساهم هذا المصنع الجزائري_التركي كمرحلة أولى في خلق 1600 منصب عمل، بقدرة سنوية تصل إلى 1.250 مليون طن، وهذا في انتظار استلام وحدة إنتاجية، ثالثة بطاقة 2,5 مليون طن سنويا، والتي من المزمع أن يشرف على تدشينها رئيس تركيا، مع أواخر2017. كما يرمي هذا الاستثمار المجسد على أرضية تتربع على نحو 25 ألف متر مربع إلى تقليص استيراد هذا المنتوج بحوالي 45 بالمائة، وفق مسؤولي المركب، الذين أكّدوا مساعي المصنع للتخلص التدريجي من استيراد المواد الأولية، القادمة أساسا من إسبانيا وأستراليا، وهذا بعد دخول منجم الحديد لغار جبيلات حيز الإستغلال، إلى جانب إنجاز رصيف للرسو بميناء أرزيو. وستسمح هذه الاستثمارات برفع الطاقة الإنتاجية السنوية لمركب “توسيالي” إلى أزيد من 4 ملايين طن من مختلف أصناف الفولاذ بتكلفة استثمارية إجمالية تقدر بنحو 1,7 مليار دولار، مع توقعات بتحقيق زهاء 3800 ألف منصب مباشر و6 آلاف منصب غير مباشر، كما أشير إليه. يذكر أن الوحدة الانتاجية الأولى لمركب الفولاذ “توسيالي ايرون أند ستيل” تختص في تصنيع العديد من المواد الفولاذية الموجهة لشتى المجالات الصناعية وللبناء، وذلك عبر إعادة رسكلة النفايات الحديدية وباستعمال الطاقة الكهربائية، حيث تمكنّت من إنتاج أكثر من 1 مليون طن سنويا. وتتيح الوحدة الإنتاجية الثانية التي تندرج في إطار توسعة المركب تصنيع الأسلاك الحديدية الموجهة خصوصا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تنشط في مختلف المجالات الصناعية، وذلك بطاقة إنتاج سنوية تقدر بنحو 700 ألف طن وبتكلفة إستثمار بلغت 110 ملايين دولار. وقام الغازي، خلال نفس الزيارة بمعاينة مصنع مارتور الجزائر “ المتخصص في إنتاج المقاعد لمؤسسة صناعة السيارات “رونو”، والتي تطمح لتجهيز21 ألف سيارة”سيمبول” خلال سنة 2016 و40 ألف سيارة “سيمبول” و “رينو سانديرو” ، خلال الفترة الممتدة من 2017 إلى 2019، حسب الشروحات المقدّمة من قبل مسيّر المصنع، الذي وفّر في مرحلته الأولى زهاء 100 منصب شغل جديد. كما أعرب الوزير عن إعجابه بالمنتجات الوطنية المشاركة بصالون البصريات، المختتم أول أمس، مذكرا بأن هذه المهنة، مسجلة ضمن عمل الحكومة كأولوية بهدف التقليص تدريجيا من الاستيراد موجها تعليمات للمدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للقيام بعمل ثلاثي مع صانعي زجاج النظارات الطبية والمختصين في البصريات للتوقيع على اتفاقيات في هذا الإطار، مشددا في سياق متّصل على ضرورة دعم وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لبيع منتجها بالسوق الوطنية.