قدّم البروفيسور شمس الدين شيتور كتابه الجديد «من أجل جزائر وفية لتاريخها ومفتونة بالمستقبل»، الذي ترجمه الزميل الصحافي أمين بلعمري، وأصدرته جريدة «الشعب» بالاشتراك مع دار «الحكمة» للنشر. يضمّ الكتاب، الصادر باللغتين العربية والفرنسية، مجموعة من المقالات التي نشرتها جريدة «الشعب» للكاتب على صفحاتها سنة 2014، والتي أعطى فيها رؤيته كمثقف ومهتم بمختلف القضايا والمسائل داخل الجزائر وخارجها. جاء الكتاب في حلّة قشيبة، في قرابة الخمسمائة صفحة من القطع المتوسط، مقسما إلى قسمين أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الفرنسية. وقسّم الكتاب إلى محاور أربعة: حمل المحور الأول عنوان «الجزائر»، حيث جمعت فيها المقالات التي تتطرق إلى القضايا الوطنية والداخلية، ومن عناوين هذه المقالات نذكر «تقديس أفلان أول نوفمبر»، «تعاسة فكرية في الجزائر»، «إذا كنت رئيسا للجمهورية أؤدّي اليمين»، «دستور من أجل تنمية مستدامة»، «لننهي من الكرة عفيون الشعوب التحديات الحقيقية التي تواجه البلاد»، «انتقال طاقوي، تنمية مستدامة ومكان الغاز الصخري»، «انخفاض سعر البترول»، «السيارة ضرورة»، «نتائج التجارب الذرية في الصحراء»، «الصداقة الجزائرية - الفرنسية» و»النظام التربوي في دوامة من أجل ميثاق الأخلاق». أما المحور الثاني فحمل عنوان «الإسلام»، ويتضمن مقالات مثل «هل لحياتنا معنى؟»، «الإسلاموفوبيا واللاّساميّة»، «إسلام القلوب»، «الحضارة الإسلامية والمعرفة الكونية جحود غلاة الإيديولوجية»، «عيد الأضحى: الويب 2.0 ضد الرموز الروحية»، «العرب أولئك المنبوذون في الغرب»، «الإسلام المعيش وكأنه خطيئة» و»بوكو حرام». المحور الثالث خصّص لفلسطين، واشتمل على ثلاث مقالات: «غزة: سياسة اللاّعقاب إلى متى؟»، «لقاء عباس، بيريز، فرانسوا»، و»غزة الشهيدة صمت في العرب إننا نقتل أطفالا». أما المحور الرابع فجاء أوسع جغرافيا، إذ حمل عنوان «العالم»، واشتمل على ست مقالات هي «المثقفون صانعو تاريخ أمّ مداهنو حكّام؟»، «من أجل استقلال لحركة عدم الانحياز»، «خوزيه موخيكا رئيس ليس كالآخرين»، «رحل غابريال غارسيا ماركيز»، «الروبوت فيلة على سطح المذنب تشوري بحثا عن الحياة»، «المأزق الليبي: تقسيم أم فدرالية؟». وفيما افتتح الجزء باللغة الفرنسية نبذة عن البروفيسور شيتور، نجد في الجزء العربي توطئة بقلم الرئيسة المديرة العامة ل «الشعب» أمينة دباش، جاء فيها قولها، إن هذه المبادرة جاءت في تفتح الجريدة «على الأقلام الجزائرية التي يحتويها الخزان الفكري والثقافي لبلادنا». وعن الجزء العربي يقول الزميل أمين بلعمري: «هذا العمل هو في الأصل مقالات ساهم بها البروفيسور شيتور سنة 2014 وقمت بترجمتها إلى العربية، وارتأت السيدة المديرة تثمين هذا المجهود من خلال نشره بالاشتراك مع دار النشر «الحكمة»... حاولتُ قدر المستطاع نقل أفكار البروفيسور شيتور بكل أمانة ودقة». وأضاف: «كثير من الشباب لا يحسن اللغة الفرنسية لظروف معينة، بالمقابل هناك جيل لم يسعفه الحظ لكي يتعلم اللغة العربية، وبذلك تصير الترجمة همزة وصل بين جيلين سابق ولاحق». أما البروفيسور شيتور، فأجاب عن سؤالنا حول سبب اختياره الجزائر عنوانا رئيسيا لكتاب يتطرق إلى عدة محاور مختلفة، بقوله: «اخترت هذا العنوان لأن الجزائر هي أكثر ما يهمّني، ولكن لا يمكن فهم القضايا المتعلقة بالجزائر إذا قمنا بعزلها عمّا يحدث في محيطها وفي العالم»... كما استرجع تجربته مع الصحافة الوطنية: «بدأت الكتابة في الجرائد منذ قرابة 30 سنة، وكان رئيس الحكومة حينذاك مولود حمروش، وكنت مستشارا لديه، قد طلب منّا الكتابة في الجرائد، ومن بينها «ليكسبريسيون»، قبل أن أكتب في جريدة «الشعب»... هي مقالات أقدم فيها رأيي كمثقف يحب بلاده»، يخلص شيتور، الذي اعتبر أن مشكلة العرب أن لديهم ثلثي احتياطات النفط وبدل أن نستثمر هذه الثروات في التنمية، فإننا نستهلك فقط، مؤكدا أن «مستقبل الجزائر هو المعرفة والعلم لا غير».