أصدرت جريدة الشعب في الذكرى الخمسين لتأسيسها في ديسمبر 1962 بعد أشهر قليلة من استقلال الجزائر عددا خاصا يحمل شحنة من الحنين و الذكريات عن بدايات أول جريدة بالعربية تصدر بعد الاستقلال. ويعتبر هذا العدد الخاص الذي جاء في شكل مجلة -والذي نشرته الوكالة الوطنية للنشر والإشهار-تحت عنوان "مسيرة نصف قرن: أقلام حبرها من عرق و دم " تكريما لكل الذين ساهموا من صحافيين و تقنيين وعمال في بناء و تطوير هذه المؤسسة الإعلامية العتيدة والوقوف عند أهم المحطات التي ميزت سجلها في مختلف المراحل التي عرفتها الجزائر التي تحتفل أيضا بخمسينية استقلالها كما أكده مسؤولو الجريدة . وحمل العدد الكثير من الذكريات التي لايزال يحتفظ بها الأحياء من الجيل الأول الذي قدم الكثير من أجل النهوض بالجريدة و تطويرها "رغم قلة الإمكانيات و نقص التجربة انذاك" كما جاء على لسان الرواد الأوائل الذين عملوا بها . و اعتبر الكثير من الذين ساهموا بشهاداتهم و تصريحاتهم في هذا العدد أن جريدة الشعب كانت بمثابة "مدرسة تكون فيها معظم الكتاب و الأدباء الحاليين و كبارالصحافيين و الموظفين السامين ". و لم تنس الجريدة في هذه الذكرى فضل الأوائل الذين ساهموا بأقلامهم و مواقفهم في رفع التحدي و قدموا للقارئ مادة إعلامية "ثرية" و بأسلوب "متميز" لكل ما كان يجري في الجزائر و في العالم . كما خصص العدد حيزا واسعا لمقالات و شهادات أسماء بارزة ضمن المدراء الذين تعاقبوا على رئاسة الجريدة و عددهم 17 مديرا. و من بين هؤلاء خصت بالذكرالمرحوم علي مفتاحي احد مؤسيسها و محمد الميلي و الصوت الجهوري عيسى مسعودي الذي ارتبط اسمه بإذاعة "صوت الجزائر الحرة " وغيرهم . كما تضمن العدد مساهمات و شهادات بعض من مدراء الشعب السابقين مثل رئيس مجلس الأمة عبد القادربن صالح و رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة و كلمة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله إلى جانب حوارمع عزالدين بوكردوس المدير السابق للشعب الذي بقي في هذا المنصب مدة 18 سنة. و خصص العدد أيضا مقالا للمديرة الحالية لجريدة الشعب أمينة دباش أول امرأة تنصب على رأس الجريدة منذ نشأتها التي أكدت أنها ستعمل جاهدة على "إعادة المجد لام الجرائد العربية بالجزائرباعتمادها العمل الجواري والاحترافية لترقية الخدمة العمومية". كما فتح العدد صفحاته لشهادات أشهر الكتاب و الأدباء الجزائريين الذين تعاملوا مع الجريدة حيث ثمن أمين الزاوي الدورالذي لعبته الجريدة في إرساء معالم الثقافة قائلا "لم تدرالجريدة ظهرها أبدا للثقافة و للمثقفين ورغم أن البلد كان في زمن الحزب الواحد إلا أنها كانت مساحة لجميع المثقفين والأدباء من اليمين إلى اليسارللتعبير" مضيفا أن الجيل الأول من مؤسسي الصحافة الحرة المعربة خرجوا من عباءة الشعب . و قال الروائي واسيني لعرج أن جريدة الشعب كانت "الصدرالواسع لكل الذين كانوا يكتبون باللغة العربية حيث أعطت للهاجس الثقافي الأهمية التي يستحقها".