تلجأ العديد من النسوة ببجاية في هذا الشهر الفضيل، إلى صنع المنتوجات التقليدية التي يكثر عليها الطلب، منها المطلوع، الديول، القطايف، والكسكسي، حيث تتفنن في تحضيرها ما يجعل العديد من المواطنين يقبلون على شرائها. خلال الجولة التي قادت «الشعب»، إلى أسواق بجاية، لاحظنا عرض أنواع من العجائن التي تصنعها النسوة بهدف زيادة الكسب المادي للعائلات، يقوم أطفال ببيع هذه الأنواع التقليدية من العجائن التي أصبحت مطلوبة بشكل كبير من طرف المواطنين في هذا الشهر الكريم. وفي هذا الصدد قالت السيدة مدينة: «لا يمكن لكثير من الصائمين الاستغناء عن اقتناء هذه الأطباق التقليدية خاصة خبز المطلوع، الذي يعدّ حضوره أساسيا على طاولة الفطور في شهر رمضان، بل أكثر من ذلك، فإن المطلوع ينافس أجود أنواع الخبز الذي يصنعه الخبازون، حيث يفتح شهية الصائمين عند الإفطار، وعليه فالكل يقبل على شرائه، سيما وأن هناك زوجات لا يعرفن كيفية تحضير المطلوع، أو لا يستطعن تحضيره لأسباب مختلفة خاصة النساء العاملات». أما السيد عمار فقال في هذا الصدد: «أنا أحب خبز المطلوع ولا يمكنني الاستغناء عنه، لذلك تعلمت زوجتي كيفية إعداده من أجلي ونجحت في ذلك، ولا أتفق مع الذين يقومون بشراء هذه المادة من الأسواق، وإلا ما فائدة المرأة في بيت زوجها إن لم تحضر له ما يشتهيه، خاصة وأن الطرقات والأسواق تفتقد لأدنى معايير وشروط النظافة، فضلا عن الأضرار التي قد تتربص بالمستهلكين، حيث يكون الخبز عرضة للغبار والجراثيم». أما لامية فأكدت أن بيع المواد الغذائية المصنوعة في البيوت، سلوك نابع من العادات والتقاليد الجزائرية، خاصة في شهر رمضان الذي يكثر فيه الإقبال على هذه المادة، إلى درجة تشكيل طوابير في الفترة المسائية ساعات قبل الإفطار، لكن كما قالت لامية أنه على المستهلك أن يختار البائعين الذين لديهم سمعة طيبة في تحضير هذه المواد، لأنها تصنع في البيوت في غياب الرقابة وشروط النظافة، وعليه فهذا النشاط يمكن استغلاله بشكل جيد إذا ما تم توجيه الصانعات توجيها سليما». أما عمي صالح فقال في هذا الشان: «أنا من محبي خبز المطلوع، فيوميا وقبل آذان المغرب بساعة أو نصف ساعة أذهب رفقة أصدقائي إلى مخبزة تقليدية لشراء مطلوع ساخن رائحته تنبعث من بعيد، والجدير بالذكر، اننا نملك العديد من الخيارات، فهناك، مطلوع الكوشة، مطلوع الفرينة، والشعير، أما عن النظافة فأنا أثق في صاحبة هذه المخبرة التي تعمل بإتقان والكل يشهد لها بذلك». هذا ويقول الطفل صابر وهو تلميذ في يدرس بالابتدائية، «كلما حل شهر رمضان تقوم أمي بتحضير المطلوع، حيث تعطيني كمية أبيعها بعد صلاة العصر، وإذا نفذت تلك الكمية تزيد لي كمية أخرى، وأنا اختار الأحياء الشعبية اين اصب حادينا زبائننا الذين أعجبهم المطلوع الذي ابيعه، وأنا أقوم بهذا العمل من أجل مساعدة عائلتي، وفي الحقيقة أفرح حين أدخل على أمي وأعطيها حصيلة اليوم، لأنني أرى ابتسامتها الجميلة وهو ما يعني لي الكثير».