استعرض أمس البروفيسور »غاب دوسفان« مدير عام المركز الهولندي للعلاقات الدولية في النقاش الذي عقب محاضراته المتمحورة حول موضوع »الاندماج الاوروبي والطاقة« القطاعات التي يمكن ان تعزز فيها كل من الجزائروهولندا شراكتها الاقتصادية، منها القطاع المالي، وأعاد المتحدث نقص الاستثمارات في الجزائر الى الصعوبات التي يواجهها المستثمرون، مؤكدا بأن فرص الاستثمارات المباشرة متوفرة لكن لابد أن تكون الجزائر جاهزة ومستعدة . أوضح ضيف جريدة »الشعب« في معرض رده على سؤال حول ما يمكن ان تقدمه هولندا للجزائر في الميدان الاقتصادي خارج بيع المنتوج الخام في أسواقها، بان على الجزائر ان تصنع منتوج نضعه في الاسواق العالمية لأن الاقتصاد يقوم أساسا على التجارة مثلها في ذلك مثل هولندا على سبيل المثال ومثل دول أخرى. وأكد المدير العام للمركز الهولندي للعلاقات الدولية لدى تناوله مسألة الاستثمارات المباشرة، بأنه في الميدان مازالت هناك مشاكل تعترض طريق المستثمرين، لكن أضاف يقول، هناك عدة فرص واستغلالها لابد أن تكون الجزائر جاهزة ومستعدة لتلقيها، وبوابة يمكن تعزيز الشراكة في الميدان الاقتصادي بين البلدين في عدة قطاعات يأتي في مقدمتها القطاع المالي والبنكي وكذا الفلاحي. وأقر ذات المتحدث لدى رده على سؤال طرح خلاله صاحبه إشكالية اوروبا ، العملاق الاقتصادي والقزم السياسي على اعتبار أن كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية والقضايا الدولية حكر في يد أمريكا، وهل أن أوروبا محكوم عليها بالبقاء قزم سياسي، أقر غاب بان الاتحاد الاوروبي قررت الدول الاعضاء فيه التنازل عن جزء من سيادتها لصالح كل الدول الاوروبية العضوة للخروج بموقف موحد في السياسة الخارجية، لكنه أشار الى أن الاتحاد مطالب بالتفطن لضرورة وضع مقاربة موحدة بخصوص دول الضفة الجنوبية. وحرص ضيف »الشعب« في هذا السياق على التوضيح بأن أوروبا ينبغي أن تعزز روابطها مع دول الضفة الجنوبية لتحرير نفسها من التبعية لنفس الدول لتلبية حاجاتها الطاقوية في إشارة إلى روسيا ودول أخرى، لكن وعلى عكس أمريكا التي تفضل التواجد العسكري في الدول التي تحوي الطاقة مثلما هو الشأن بالنسبة للعراق والتستر وراء حجة اقرار الاستقرار العالمي. وبرأيه فإن الاتحاد الاوروبي مقبل على مرحلة جديدة في مساره وإذا فوت فرصة توطيد علاقاته مع دول الضفة الجنوبية وتحديدا حول شمال افريقيا في إشارة الى الجزائر وتونس والمغرب فإنها ستهمش نفسها خلال المرحلة المقبلة على اعتبار أنها لاتمثل قوة سياسية على غرار الولاياتالمتحدةالامريكية، واستدل في الاشارة الى الضعف السياسي للاتحاد الاوروبي بالحرب الأهلية في يوغوسلافيا. وتطرق المحاضر ايضا إلى أهمية التعاون بين الدول المغاربية التي يمكنها بفضل التعاون فيما بينها من تعزيز نفسها وتشكل بذلك قوة اقتصادية، مشيرا الى أن هولندا استفادت كثيرا من جارتها المانيا، وقال في رده على سؤال أعاب على فرنسا مساعيها الرامية الى تكسير الاتحاد المغاربي والحيلولة دون نجاحه من خلال إجراء صفقات مع مختلف الدول منها بيع الأسلحة للمغرب وليبيا، أوضح غاب بأنه لاينفي وجود مشاكل الا أنه بالمقابل الح على ضرورة الوصول إلى اتفاق يرضي كل الاطراف. واعترف المختص في العلاقات الدولية بان ادارة الاتحاد الاوروبي ظهره لباقي الدول وتحديدا دول الضفة الجنوبية وانشغاله بالمقابل بالدول الشرقية، يأتي من منطلق الأنانية وترتب عنه تفويت الفرصة عليه لتوطيد علاقته مع عدة دول وفي مقدمتها الجزائر، واعتبر موقف الاتحاد منطقي من الناحية السياسية ، لكنه لفت الانتاباه إلى ضرورة توجيه الانظار الى دول الضفة الجنوبية وتحديدا شمال افريقيا. ولم يشاطر غاب رأي طرح فيه أحد المتدخلين سياسة أمريكا التي تختلق أحداثا لتبرر تواجدها بالدول التي تحوي الطاقة لتضع يدها عليها والانعكاسات السلبية التي تنجر عن هذا الاستيلاء على دول اوروبا، حيث قال »لست قلقا من هذه المسألة« داعيا هولندا ومختلف دول القارة الى العمل على تعزيز العلاقات الثنائية لتعزيز خطوطها وتواجدها في الدول من خلال تعزيز الشراكة الاقتصادية معها، وحرص على التوضيح بأن هولندا ساندت أمريكا سياسيا في الحرب الخليجية الثانية وليس عسكريا لكنها دعمت مسار إعادة الأعمار.