مشاركة وطنية متميزة والكلمة كانت أكبر المحتفلين اختتم، أول أمس، المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية في طبعته ال 13 بتيسمسيلت، المهرجان الذي دام 6 أيام كاملة استمتع من خلاله جمهور تيسمسيلت بأحلى القصائد، وأرقى الأغاني البدوية، الحضور المتميز الذي أمتلئ به مسرح الهواء الطلق بالمدينة تجاوب مع جميع من اعتلى المنصة. من بين اكتشافات المهرجان في طبعته 13 الشاعر الشاب كوزي فاروق ابن مدينة سطيل، بولاية الوادي، الذي ألهب الجمهور بقصيدتين، حيث استهل القصيدة الاولى بمقدمة ظن الجميع ان الشاعر الشاب ولهان بالغزل غير انه سرعان ما تغزل بالجزائر فوصف جمالها وعدّد مناقبها وصبرها واحتضان أبنائها رغم غرورهم، كما قال. أجمع ممثلو 34 ولاية الذين حضروا المهرجان على نجاحه سواء من حيث التنظيم أو من حيث غزارة الإنتاج، وأنتج الشعراء في جميع الأنواع من الغزل إلى الحكمة إلى الحنين إلى الوطن والتغني به. اعتبر مدير الثقافة لولاية تيسمسيلت السيد محمد داهل وهو محافظ المهرجان بأن الطبعة 13 شهدت نجاحا باهرا بشهادة الضيوف سواء من حيث التنظيم أو من حيث استقطاب اكثر من 100 شاعر و مطرب شعبي كلهم أخذو نصيبهم فوق المنصة. وعن الهدف الاسمى، قال متحدثنا، انه فخور لكون المهرجان جاء لتجسيد ما جاء في الدستور المعدل والذي يلح وينص على المحافظة على التراث اللامادي وهو ما تجسد في المهرجان، كما شكر كل من ساهم في انجاح المهرجان، وكانت جريدة “الشعب” أول جريدة تغطي المهرجان قبيل انطلاقته. صرحوا ل“الشعب “ الشاعر رشيد مرنيز، رئيس فرقة “أشعار الحضنة” لولاية المسيلة: “مشاركة فرقتي في هذا المهرجان هو شرف لنا، لكنه سيثري رصيدنا واحتكاكنا بجمهور تيسمسيلت الذواق للشعر والطرب الشعبي، وما قدمته في المهرجان هو غيض من فيض والهدف الاسمى هو المحافظة على ثراتنا وهويتنا و رسالتي للشباب –من فرط في ارثه و حضارته، فهجرته احسن من بقائه”. وجاء الفنان مرنيز بمقطوعات متنوعة سماها كوكتال للطرب الشعبي ومواويل لخليفي احمد، أيقظت همم جمهور مسرح الهواء الطلق. الشاعرة سليم شريفة من تيبازة: «احسب نفسي كسرت الكثير من الطابوهات في شعر المرأة، فقد خضت في مواضيع ما سبقني فيها أحد، وجاءت قصيدتي من قصة واقعية عشتها في المحاكم جراء تعرضي للظلم من طرف احد الاشخاص و رغم المرارة و طول النضال انتصرت في الاخير وأخذت حقي بقوة القانون، وقد جسدت قصتي في قصيدة ستبقى خالدة ، ونضال القلم أصدق وأقوى من نضال السيوف. الشاعر الشعبي عمر الزيعر من تيارت: رافق كل طبعات المهرجان ال 13 ومهرجانات الشعر الشعبي، قال انه من أراد ازاحة الهموم وانصاف المظلوم فما عليه سوى تعاطي الشعر سواء ينتجه أو يكون مستمعها مداوما وملما، الشاعر زيعر قدم قصيدة مطولة تعالج مشكل اجتماعي كبير والمتمثل في تعاطي الرشوة، وكيف ان من يتعاطاها يخرج من ملة المجتمع ويصبح عالة عليه. للاشارة الشاعر عمر زيعر يعكف منذ سنوات على اخراج بحث اكاديمي جديد يتناول قوافي جديدة لم يسبقه إليها أحد ووعدنا بالسبق في نشرها والحديث عنها. الشاعر حجو عبد القادر، ابن تيسمسيلت: بعد ان قدم مقطوعات شعرية من نظمه، تجاوب معها الجمهور وكانت كلها وطنية وواعظة، قال ان الشعر هو السبيل الوحيد لتلقين الوطنية الحقة. الشيخ عطا لله كان ملح المهرجان أكد الشيخ عطا الله ل “لشعب” ان مجيئه الى المهرجان لعدة أسباب أولها المشاركة في إحدى أكبر التظاهرات الشعرية وثانيها الالتقاء بالفنانين والشعراء لاستضافتهم والاحتكاك بهم، وقد قدم كعادته دعابات ونكت وأشعار، كما قلد مطربين مشرقيين كأم كلثوم وفريد الاطرش، وحتى أغان لمطربين غربيين، مما أدى بالجمهور الى المطالبة بصعوده المنصة في كل مرة. المطرب الشعبي ويسي زيان، من ولاية الجلفة: ذكّر الحضور، بعميد الاغنية البدوية المرحوم خليفي احمد، حيث من استمع إليه يحسب ان المرحوم على الركح يغني، فقد جاء بمواويله وأغانيه، وعن مشاركة فرقته قال انه جاء متعبا، لكونه كان في جولة في جهة أخرى، وقال لنا انه رغم سنه مقارنة مع مطربي الاغنية البدوية، إلا انه احتك بمعطي بشير وبلاوي الهواري وخليفي احمد ومطربين غربيين وجورج وسوف الذي طلب منه الغناء له وارسال مقطوعته عبر الفايس بوك. وقد استطاع هذا الشاب ان يلهب منصة الشعر بمواويله الصحراوية. وسنعود لفعاليات المهرجان في مراسلات قادمة.