«الشعب»/ في حفل تأبين الراحلة مراسلة جريدة «الشعب» بقالمة أمال مرابطي جرى بغزة تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس وإشراف وزارة شؤون الاسرى المحافظات الجنوبية والمركز الثقافي الجزائري ألقى د.لؤي عيسى سفير دولة فلسطين لدى الجزائر كلمة هذا نصها الكامل: من عمق القضية الممتدة عبر تاريخ أمتنا بكل مكانتها ومعالمها الإيجابية والسلبية المتجلية بالحفاظ على حريتنا والتمسك بهويتنا وثقافتنا، أطلت دائما الجزائر على فلسطين بالرغم من جروحها ومعاناتها واستمرت بقوة أكبر بعد استقلالها معلنة تسليم الراية راية الثورة الجزائرية للثورة الفلسطينية معتبرة فلسطين وقضيتها المعيار الحقيقي لاستقلال الأمة وحريتنا، وأعطتها كل ما تستطيع من الدعم والمساندة ، معتبرة إياها المرحلة الثانية من الثورة الجزائرية ، وبادلتها الثورة الفلسطينية التحية قثبتت مفاهيمها وأطروحاتها واستفادة من تجاربها، واتبعت خطواتها فأنتج ذلك أجيالا جزائرية حملت هم فلسطين باعتبارها قضية داخلية جزائرية ، فحطمت بذلك الحدود وانتصرت على الجغرافيا، فكانت أكبر وأكثر لصيق فلسطيني، وبذلك عاشت فلسطين وغاصت في عمق أعماق الشخصية الجزائرية لتكون جزءا أصيلا من جيناتها ومورثاتها. ومن هنا أتت الشهيدة المناضلة أمال مرابطي كمنتمية إلى هذه الأجيال وممثلة لمفهوم الشباب الجزائري بكل أطيافه وشرائحه وتطلعاته وآماله وأحلامه ، فكتبت وتنقلت وشاركت وضحكت وبكت وتفاعلت مع كل حدث، تألمت مع كل آهة أم أسير، وعاشت أوضاع كل أسرة شهيد، وتطلعت من خلال فلسطين إلى أمة تستطيع أن تنتزع لها بقعة تحت الشمس هذا العالم. إنها أمثولة نحملها لكم يا شعبنا الفلسطيني الصابر الصامد ، لنقول لكم كل الجزائرفلسطين بكل أطيافها وأحزابها وشرائحها وأرضها وأشجارها ، وحتى حكومتها ورئيسها وجيشها. رفعت الأعلام الفلسطينية في كل مكان في شوارع الجزائر وبيوتها ومتاجرها ومكتباتها ومدنها، رفعها الجميع بكل عفوية وحب وأمل وبالمقابل رفعت أعلام الجزائر في فلسطين على قبة الصخرة، واحتضنت جثامين شهدائنا، وتلفح بها مقاتلونا وأصبح إسم الجزائر من أسماء بناتنا تيمنا بها. إخوتي الأعزاء لنعطي الجزائر حقها ولنكن بمستوى فهمها وهذا لا يأتي إلا بالوحدة وبهزيمة الانقسام وعقلية الانقسام التي لن تنهزم إلا بمقولة الرئيس هواري بومدين « إننا يجب أن لا نكون يمينيين ولا يساريين بل فلسطينيين «، وبالتالي أعتبر أن فلسطين عقيدة بحد ذاتها كل من يؤمن بها يؤمن بالوحدة والسلام والتحرر ومواجهة الظلم والعنصرية ، وكل ما عدا ذلك تجزئة وتفرقة وارتهان لقضيتنا على مذابح وأعتاب المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وابتعاد عن الهدف الذي قامت عليه الثورة الجزائريةوالفلسطينية والتي استشهدت أمال مرابطي وهي تؤمن بها وأمثالها. يا أهلنا يا شعبنا يا مناضلينا ويا فصائلنا، لنتوحد ولنرفع رأسنا عاليا كما قال رئيسنا أبو مازن لأننا فلسطينيين اعتمدنا رب العزة على هذه الأرض ولهذه المهمة وأيضا لنبحر بمفهوم الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الذي قال لكم عبر خطابه للرئيس أبو مازن « إن الجزائر كانت ومازالت وستظل مع فلسطين جاهزة في الوقت الذي يتهرب فيه كثيرون من دفع ثمن دعم فلسطين ومواجهة الصهيونية والتحالفات الدولية ومقابل ماذا مقابل مصالح آنية زائلة. تنبري الجزائر وشعب الجزائر وأحزاب الجزائر ليعلنوا جاهزيتها لدفع ثمن قضية فلسطين قضية الأمة قضية الإنسانية . لقد آمنت شهيدتنا أمال مرابطي أن فلسطين ليست جواز سفر إنها هوية نضالية إنسانية ضد الصهيونية والعنصرية والاستغلال والاستعمار . لتتوحد أمتنا وشعبنا وفصائلنا ضد عدو واحد يريد أن يسلبنا كل شيء ولنا أمثولة من الجزائر وتجربتها ومن شهيدتنا أمال مرابطي رحمها الله. الحرية لأسرانا المجد والخلود لشهدائنا الأبرار