اهتمت كنفدرالية إطارات المالية والمحاسبة في جامعتها الصيفية بموضوع التكامل الاقتصادي المغاربي، الذي لم ينطلق بالوتيرة المطلوبة التي تستدعيها المرحلة في زمن عولمة زاحفة لا تقبل بالوحدات الصغرى. وترى الكنفدرالية التي تناسب جامعتها الصيفية هذه المرة بالذكرى أل 11 من نشأتها،في التكامل المغاربي ضرورة حتمية للمنطقة التي تحتل موقعا جيواستراتيجيا في غاية الأهمية، وتواجه تحديات المتغيرات السريعة المكسرة للحواجز والحدود. وهي مسالة ذكر بها كريم محمودي رئيس الكنفدرالية في تصريح لنا، أسبوع قبل أشغال الجامعة الصيفية المقررة من 21 إلى 23 جوان الجاري، بالعاصمة، بمشاركة خبراء جزائريين وأجانب. وحسب محمودي فان الجامعة الصيفية لهذا العام، تحمل خصوصية وتمايز من حيث المشاركة النوعية التي يمثلها قبول خبراء من أعلى المستويات، منهم 14 خبيرا أجنبيا، دعوة الحضور، لإثراء الحدث الذي يصنع في ظرف استثنائي. وتترجم حالة التمايز، إنشاء جمعية المغرب + ( مغرب بليس)، هدفها المساهمة قدر المستطاع في ترقية العلاقات الاقتصادية بين الدول المغاربية، وتهيئة مناخ الأعمال للمشاريع الموحدة، وتقاسم المهام، والحديث بلغة واحدة مع الآخر الذي ما انفك يعتمد سياسة فرق تسد، لإبقاء المنطقة هشة لا تقوى على المواجهة والتحدي. ويترجم حالة التمايز أيضا، قرار الكنفدرالية منح جائزة الدكتور احمد فرنسيس، وزير المالية في الحكومة المؤقتة الجزائرية، لعبد السلام كشادة خبير محاسبي بالجماهيرية، اعترافا لجهوده في العمل المغاربي المشترك، ودفاعه عن مغرب موحد مقرر مصيره بنفسه بلا املاءات واكراهات الخارج. وكشف محمودي عن أسماء بارزة في الاقتصاد، محل التكريم بالجامعة الصيفية، منهم عمر حسناوي، مدير التنمية الدولية بمجموعة ڤبروخافن تكنولوجيڤ بالولايات المتحدة، وإسماعيل ولد خالف أستاذ بجامعة نواقشوط. وشملت التكريمات وجوه جزائرية معروفة في قطاعات المالية. ولم تستثن العملية الصحافة الوطنية التي فاز ثلاث صحافيين من الإعلام السمعي والمكتوب بهذا الاستحقاق منهم يومية ڤالشعب.ڤ وكشف محمودي عن تفاصيل التظاهرة التي دأبت الكنفدرالية على تنظيمها كل موسم صيف، في ندوة صحفية. وقال انه حرص على تنوع المواضيع وتعددها تجسيدا لقاعدة الرأي والرأي الأخر، وفتح المجال الواسع للنقاش حول التكامل الاقتصادي المغاربي، ولماذا لم ينطلق بوتيرة أخرى تعطي للمجموعة، الديناميكية والانتعاش أسوة بتكتلات أخرى عرفتها المعمورة، تسجل حضورا قويا في الخارطة التي تضيق تحت حدة المنافسة. وتطرح الإشكالية المثيرة، كيف يمكن للمنطقة المغاربية أن تخرج عن مسار الاندماج الذي تعيشه بانبهار مجموعات كبرى متباعدة، في مختلف جهات العالم معطية القناعة الوحيدة عن مرحلة جديدة يستحيل فيها أن تبقى الدولة القومية وحدها مالكة بزمام الأمور والانفراد بتسيير شؤون الرعية إلى ابعد الحدود في ظل تشابك العلاقات والروابط وصعود التجمعات والمنظمات والتكتلات إلى السطح. فقد ضرب الاتحاد الأوروبي المثل في التكامل الاقتصادي. وكشف للملا كيف لهذا الاتحاد الذي انطلق في بداية التجربة من مجموعة الحديد والصلب، أن يصل بأعضائه إلى ابعد مدى في الاندماج بتوفر الإرادة، ووضع الثقة في هذا الفضاء الذي قهر الجغرافيا وذوب التوترات وقرب الوحدات السياسية إلى درجة كانت تعد من ضرب الخيال والجنون. وأعطت تكتلات أخرى صورة حية على أن التكامل عامل قوة إضافية يحسب لها الحساب، والاتحاد المغاربي السباق لفكرة التلاحم والتوحد، لا يمكنه أن يشد عن القاعدة، ويشكل حالة استثناء بالمرة.