قرر السيد نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي يومي 24 و25 سبتمبر الحالي دون تحديد المكان. ويتساءل المتتبعون عن سرّ إقدام بن براهم على هذه الخطوة المفاجئة وغير المنتظرة بسبب الموقع الذي لا يحسد عليه حاليا، نظرا لتزايد الضغط عليه لتنحيته من قبل جماعة بومشرة وهو قائد كشفي من الغرب الجزائري.وما يطرح هنا بإلحاح، هو أن بن براهم يسير على جيلين الأول يعتقد على أساسه أنه أزاح خصومه بصفة نهائية، وهذا غير صحيح ومخطئ في ذلك إن تأكد من ذلك، لأن المؤتمر الاستثنائي سيدخله في متاهات أخرى يجهلها، من الناحية التنظيمية وتكون لعبة الكواليس الأقوى فيها، فهل أرسى بن براهم قواعد مسبقة تضمن له أن يكون هذا المؤتمر كما خطط له وفق مقولة ''كل شيء تمام''؟ من السابق لأوانه التصريح بأي شيء، في هذا الشأن إنطلاقا من أن خصومه أظهروا قوة فريدة خلال الأيام الماضية، مفادها أن الأزمة مستفحلة في قيادة الكشافة.. ولا تنتهي إلا بمصالحة شاملة بين أبنائها، وهذا بفرض خيارات صعبة منها رحيل وجوه معينة.الفرضية الثانية هي أن بن براهم يكون قد توصل إلى حقيقة بعد المجلس الوطني الأخير بأن هناك إجماعا حوله من قبل بعض القيادات والشخصيات السابقة، وهذا أمر يصنف في خانة النسبية، لأن المؤتمر الاستثنائي قد يفاجئ بن براهم.فمن الصعوبة بما كان، أن تكون هناك أرضية مريحة لبن براهم أو لخصومه، لأن المؤتمر سيد في خياراته قد يجدد الثقة في نور الدين أو يبعده ليجد حلا وسطا لا يقلق أحدا، لتعود الكشافة إلى ما كانت عليه في السابق.. لأن المجلس الوطني الأخير لم يحل الإشكال، بل زاد من تعقيده عندما سارع إلى إقصاء كل رأي مخالف أو معارض وهذا خطأ ارتكبه بن براهم، لذلك يصعب توقع أي شيء في ظل سكوت ''المعارضة'' التي أقصاها قائد الكشافة... فهل أخطأ بن براهم في الدعوة إلى مؤتمر استثنائي هذه المرة؟ فمن نصحه بذلك وهو يدري أن الكشافة أصبحت مريضة بحكم دخولها مرحلة روتينية قاتلة انحرفت عن الإبداع وأصبح همها الحفاظ على المناصب ولو على حساب أشياء أخرى.