يعقد حزب التجمع الوطني الديمقراطي الدورة الأولى لمجلسه الوطني، نهاية الأسبوع، ولعل أهم النقاط الواردة في جدول أعماله، المصادقة على النظام الداخلي وتنصيب المكتب، ويأتي هذا الاجتماع الهام الذي كان مرتقبا خلال الصائفة في أعقاب المؤتمر الوطني الثالث المنعقد نهاية شهر جوان الأخير. يجتمع أحمد أويحيى، الأمين العام للأرندي، ابتداء من الغد وعلى مدى يومين بأعضاء المجلس الوطني المنبثقين عن المؤتمر، وخلال اللقاء سيتم التنصيب الرسمي للمكتب الوطني للتشكيلة التفرغ للمواعيد السياسية المرتقبة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية وتعديل الدستور.وكانت قيادة ''الأرندي'' قد غيرت خطة عملها خلال الآونة الأخيرة بعدما ضبطت أولوياتها التي يتصدرها التكفل بالشباب وامتصاص البطالة التي تشكل أكبر هاجس لهم، حيث استغنت عن الجامعة الصيفية وعوضتها بلقاءات جوارية جهوية لشرح اللوائح المنبثقة عن أشغال المؤتمر الرابع المكرسة للسياسة الجديدة للحزب.ويأتي هذا اللقاء متزامنا والدخول الاجتماعي والمدرسي الذي تزامن بدوره وشهر رمضان، ولن يفوت أويحيى الفرصة للتطرق الى أوضاع الجبهة الاجتماعية وملف القدرة الشرائية التي تأثرت بفعل ارتفاع أسعار المواد الأساسية وكذا تزامن الدخول المدرسي وشهر رمضان وعدم تراجعها رغم تأكيد وزير التجارة تراجع الأسعار بعد انقضاء الأسبوع الأول من الشهر المعظم.وعلى الصعيد التنظيمي للتشكيلة، فإن اللقاء سيشهد تنصيب المكتب الوطني وعلى الأرجح، فإن أويحيى يكون قد ضبط كل الأمور تحسبا لتنصيبه ولن يطرح الموضوع مشكلا نظرا للانضباط الذي يميز الحزب وتحكمه في زمام الأمور، ولعل ما يؤكد ذلك استقرار التشكيلة على عكس أحزاب أخرى لاسيما زميليها في التحالف الرئاسي ممثلين في ''الأفلان'' و''حمس'' بعدما وجدت هذه الأخيرة صعوبة في احتواء الخلافات الداخلية. وفيما يخص الشق السياسي، فإن أويحي سيعطي توجيهات للأعضاء القياديين تندرج في اطار استعدادات الحزب تحسبا لتعديل الدستور وللانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام ,2009 كما أنه سيحثهم على مضاعفة المجهودات لتعزيز مكانة ''الأرندي'' الذي أحرز تقدما بفضل الاستحقاقات الانتخابية للتشريعيات والمحليات التي جرت في 2007 والتي استطاع خلالها الحفاظ على موقعه ورغم أن تحسن نتائجه لم يمّكنه من زحزحة ''الأفلان'' والعودة مجددا الى الموقع الريادي، إلا أنه حافظ على المرتبة الثانية، على عكس ''الأفلان'' الذي وإن استطاع الحفاظ على موقعه الريادي إلا نتائجه على غرار ''حمس'' تدحرجت.ورغم الاختلافات الجوهرية بين قادة التحالف ممثلين في أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم وأبو جرة سلطاني إلا أنهم يتقاطعون في أن هذه الهيئة التي تكرس التفافهم حول برنامج رئيس الجمهورية ستبقى قائمة ولن تتأثر بمواقفهم، مع العلم أن العهدة المنتهية بحوزة ''الأرندي'' ولم يسلمها بعد ل ''الأفلان''، وقد يكون مرد هذا التأخير الترقب الذي تشهده الساحة السياسية لتعديل الدستور.للإشارة، فإن أشغال المجلس الوطني التي تعقد بمقر تعاضدية عمال البناء بزرالدة ستتوج بندوة صحفية ينشطها أحمد أويحيى الجمعة في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا.