بعد الوعكة الصحية التي ألمّت بالمطرب القدير وشيخ أغنية الشعبي، الشيخ اعمر الزاهي، بلغنا أن هذا الأخير يتواجد منذ يوم الأربعاء الفارط بمستشفى الشرطة «ليغليسين» بالجزائر العاصمة، حيث يتابع علاجا مكثفا هناك ويلقى الرعاية الكاملة. وتضيف مصادرنا بأن المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، قد أعطى تعليمات صارمة بالتكفل التام بالشيخ الزاهي، عرفانا له بما قدّمه للفن والثقافة الجزائريين، وتأكيدا على دور الشرطة في المجالين الاجتماعي والثقافي، دور تجلى في أكثر من مناسبة، نذكر منها التكفل مؤخرا بعلاج الشيخ عبد المجيد مسكود، أحد الوجوه الغنية عن التعريف في سماء الفن الجزائري. ويعدّ اعمر الزاهي، واسمه الحقيقي اعمر آيت زاي، أحد شيوخ الأغنية الشعبية القلائل المتبقين على قيد الحياة، والذين عاصروا جيل الشعبي الذهبي، يتقدمهم الحاج امحمد العنقة رحمه الله. ولد «عميمر» في جانفي 1941 بعين الحمّام بولاية تيزي وزو، قبل أن ينتقل إلى الجزائر العاصمة.. بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، وكان أول ما غنى للمؤلف الشهير محبوب باتي. ومن أشهر ما أدى نذكر «ما حاجتي بضيّ الشمع»، «زنوبة»، «من هو روحي وراحتي» وغيرها من الأعمال الخالدة، دون أن ننسى أغاني التراث مثل «يوم الجمعة خرجوا الريام» و»الحراز». عُرف عن تفاديه الظهور العلني سواء في الإعلام أو المهرجانات والتظاهرات الكبرى، واكتفى بإحياء الأعراس والمناسبات العائلية الضيقة، ولكنه مع ذلك لم يفقد من شعبيته شيئا، شعبية ازدادت مع مرور السنين نظرا لقيمة الزاهي الفنية الكبيرة.