أحيت جامعة التكوين المتواصل بتيارت، الذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية، ببرنامج ثري دعيت له الأسرة الثورية وأساتذة و مؤرخون، الحفل كان مناسبة لالتقاء العديد من الوجوه الثورية و الأكادميين و الطلبة الجامعيين. الدكتور عطا لله سماعيلي رئيس مركز جامعة التكوين المتواصل بتيارت، أكد لدى افتتاحه الاحتفال، أن المغزى من الذكرى هو مواصلة مسير ثورة التحرير، والوفاء لرسالة الشهداء والمجاهدين والمتمثلة في بناء الوطن والتحصيل العملي الذي يفضي إلى خدمة البلاد، وصون رسالة الرجال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تعيش الأجيال المتعاقبة في كنف الحرية و رخاء العيش ولا يتأتى ذلك كما قال الدكتور عطالله إلا بالتحصيل العلمي. وقد تداول على منصة الحفل العديد من الأستاذة الدكاترة لإظهار دور ثورة نوفمبر التي أجمعوا على أنها عالمية وأن الجزائر كانت و لا تزال مرجعا ثوريا و سياسيا للدول و هذا باعتراف مؤرخين أجانب. الأستاذ عيسى علي في محاضرة له بالمناسبة، أكد على احترام حقوق الإنسان في بيان أول نوفمبر، و قبله في التعامل مع العدو وسجنائه، و لخص ذلك في ثلاث محاور أساسية أولها حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وهو أحد البنود الأساسية في حقوق الإنسان، ثانيها تكريس الديمقراطية في الحكم بالنسبة للدولة الجزائرية و ظهر ذلك في التداول على السلطة من الحكومة المؤقتة إلى غاية اليوم، والمحور الثالث يكمن في الحفاظ على الحريات الأساسية. وأضاف الأستاذ علي أنه لولا تضحيات شهداء نوفمبر السياسية والعسكرية لما تحررت شعوب كانت تنهل من بيان أول نوفمبر. الأستاذ شعلال كانت مداخلته حول المرجعية الدينية في التأصيل ومنهجية ثورة أول نوفمبر، ويظهر ذلك من خلال عجز فرنسا عن القضاء عن الهوية الدينية المتمثلة في الدين الإسلامي واللغة العربية والعمل الجبار الذي قامت به الزوايا في بداية الثورة وأثناء اندلاعها، وقد حث الأستاذ شعلال الشباب على الافتخار بثورة دوخت الحلف الأطلسي وقادته ويجب الخوض في أعماقها ومواصلة دراسة خباياها لكون ثورة نوفمبر لا تزال عذراء في دراستها من قبل الجيل الجديد وخباياها كبيرة. الأستاذة زهيرة أشادت بشباب نوفمبر الذي ضحوا بدراستهم والتحقوا بالثورة حتى اكتسبوا صفة الثوري الذي لم يقهر، واستطاعوا أن يدخلوا التاريخ العالمي، كما أظهرت شجاعة الشباب الجزائري في مواجهة الاستعمار بتفنيد أكذوبة فرنسا لا تقهر.