لا تسامح مع من يحاول بث التفرقة والتطرف أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أهمية ميثاق الشرف الذي يجري إعداده من قبل أطراف ثلاثة: الوزارة وسلطة الضبط لقطاع السمعي البصري وكذا وسائل الإعلام، من أجل خطاب يحافظ على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف الديني الدخيل على البلد. دعا الوزير عيسى خلال لقاء جمعه، أمس، بالأئمة بدار الإمام بالمحمدية، إلى اغتنام شهر النصرة، الذي ولد فيه خير الأنام محمد – عليه الصلاة والسلام – لنشر المحبة والأخوة والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، لقطع دابر كل من يحاول بث الفرقة والانقسام فيه من خلال محاولة نشر إيديولوجيات لا تمت بصلة إلى المرجعية الدينية الوطنية، من خلال محاولة إدخال مذاهب وأفكار، غير سنيّة، والدعوة إلى التشيّع. مبرزا أهمية التكوين في مجال الخطاب الديني الإعلامي، الذي يختلف عن ذاك الذي يلقى في المساجد. وقد أعلن في هذا الإطار، في تصريحات للصحافة عقب اللقاء، أن فكرة التشيع على الطريقة الأحمدية، التي حاول أصحابها التغلغل ونشر الأفكار التي تحملها، قد تم إفشالها، وذلك من خلال التحقيق الذي قامت به الجهات الأمنية، لتأخذ العدالة مجراها، مشيدا بالدور الذي قامت به وسائل الإعلام التي دافعت بقوة عن المرجعية الدينية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي قام به في هذا المجال، ما أدى إلى فضح هذه المرجعية الشيعية، التي تريد تقسيم البلد إلى طوائف ونحل، لكنه لم يرد الإفصاح عن الأشخاص المتورطين ولا عن المناطق التي كانت هدفا لهذا الفكر المتطرف. كما ذكر بالدور الذي قامت به أئمة المساجد، الذين اتصلوا بضحايا هذه المدرسة «الأحمدية»، الذين أكدوا عودتهم إلى المحضنة الدينية الوطنية، معلنا عن لقاء مرتقب يجمع المتورطين «التائبين»، وإطارات الشؤون الدينية، ليبيّنوا لهم خطورة «هذه المسألة التي ليست لعبة ولا صفقة تجارية، ولا تأشيرة ولا مكانة في الخارج، إنما يتعلق الأمر بالأمن الفكري للجزائر، وتبيان خطورته على الأمن القومي للبلد». ولا يمكن تحصين الأمة من هذه الأفكار الدخيلة والخطيرة، إلا بالعودة إلى المحضنة والمرجعية الدينية الوطنية، الموروثة عن علماء الجزائر الذين ذاع صيتهم داخل البلد وخارجها، بينهم الشيخ محمد عبد الرحمان الأزهري المسمى «سيدي محمد بوقبرين» والذي سمي حي «المدنية» ب «الحامة» اشتقاقا من اسمه، هذا العلامة الذي خص الوزير عيسى قبره بزيارة ترحم وتفكر قبل أن يلتقي بالأئمة. ولهذه الزيارة دلالة، عمد الوزير أن يذكّر من خلالها أهمية الاقتداء بالمشايخ والعلماء الذي أنجبتهم الجزائر، أمثال الشيخ سيدي محمد «بوقبرين»، الذي تعود تسميته هذه لاختلاف وتضارب حول المكان الذي دفن فيه، بين ضريحه المتواجد بحي المدنية وقرية بونوح في « بوغني « في القبائل، التي ولد فيها، قبل أن يأتي إلى العاصمة. من بين ما تركه هذا العلامة المتخرج من جامع الأزهر، حتى لقب ب «الأزهري»، كما ذكر الأستاذ عبد الحليم بيشي في محاضرته، أنه غيّر الكثير من الأعراف والعادات، وساهم بشكل كبير وفعال في التربية الاجتماعية وكان يتميز بجمعه بين الفقه والتربية، وهو صاحب الطريقة الرحمانية التي تسمى باسمه وكان كذلك مؤسس المدرسة التيجانية.