رأى الدكتور أحسن ثليلاني من جامعة سكيكدة، أن الجزائر محظوظة جدا، كونها تحتضن أضخم تظاهرة فنية، ستؤثر إيجابا على الحركة المسرحية في الجزائر. كما اعتبر «ثليلاني» كاتب وباحث وناقد وأستاذ جامعي متخصص له عديد الإصدارات في أدب الأطفال والمسرح والنقد الأدبي والترجمة، أنّ «المهرجان العربي للمسرح عرس ثقافي كبير وفرصة لا تعوض للاحتكاك بالمحترفين العرب ومشاهدة أحسن العروض العربية، نظرا لدقته اللامتناهية في انتقاء الأسماء المشاركة في العروض والندوات والمحاضرات. أكّد نفس المتحدّث، أنّ «الحركة المسرحية في الجزائر تعيش حالة من التململ، في ظل تراجع التمويل الذي اعتبره ضرورة لتحقيق التنمية الثقافية والفنية على تعدُّد أوجه هذا الإبداع وتَشَعُّب نواحي هذه الحقول»، على حد تعبيره. وقال في تصريح ل «الشعب»: جمهور اليوم جديد، لا يهتم بالفنون الراقية ذات القيمة المهمة، إنما يميل إلى التركيز أكثر على الثقافة الاستهلاكية، وهو ما جعله يؤكّد بما لا يدع مجالا للشك، أن «صناعة الوعي الاجتماعي والوعي السياسي أصبحت مهمة صعبة جدا». تطرق ثليلاني إلى التطورات التي مر بها المجتمع الجزائري، مرورا بالعشرية السوداء التي حطمت، بحسبه، جزءا مهمّا من المسرح الجزائري، قائلا إن «الثقافة والفكر والإبداع والقيم الجمالية، لم تحتل بعد مكانتها الحقيقية داخل هذه التحولات». عن دور الفاعلين الخواص ومدى مساهمتهم في إثراء المشهد الثقافي، أجاب الدكتور قائلا: «نحلم أن يشارك الخواص في بناء مسرح أو يدعم واحد منهم إنتاج السينما، وهذا مربوط بالتطور الاجتماعي والفكري لأصحاب المال، لكن الوصول إلى هذا المستوى لا يزال بعيدا، لإن البرجوازية الجزائرية متوحشة لا تملك ثقافة وهمّها الوحيد المادة والمزيد من المال». كما أشاد محدّثنا بالاحترافية العالية التي أظهرتها الهيئة العربية للمسرح، حيث بعد كل عرض يتناولها أستاذ معقب بالتحليل والتعليق، فيما ينشّط رئيس جلسة هذا اللقاء مع الجمهور. ويشارك الدكتور أحسن ثليلاني في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي بوهران، بصفته رئيس جلسة لمناقشة العرض المسرحي القلعة لفرقة المسرح الكويتي، من إخراج علي الحسيني.