تواجه الجزائر كغيرها من الدول مشكل التغيرات المناخية وما ينجر عنها من انعكاسات سلبية على البيئة والانسان، وقد شرعت منذ أشهر في التحضير لخارطة طريق لمواجهة الظاهرة، والتي ستعرضها في قمة ''كوبنهاغن'' المزمع عقدها قبل نهاية السنة الجارية. وتحضيرا لهذا الموعد الهام، تم عقد لقاء تشاوري والتنسيق بين عدة وزارات منها على الخصوص وزارة الطاقة والمناجم، و وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة. وحسب مسؤول بوزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، فإن مثل هذه اللقاءات ستسمح بتمثيل جيد للجزائر وتكفل أمثل بمصالحها، كون بلادنا ليست بمنأى عن أخطار التغيرات المناخية وما ينجرّ عنها. وكانت قد احتضنت شهر أوت الماضي أديس أبابا بأثيوبيا مؤتمرا لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي حول التغيرات المناخية، وقد سبق هذا اللقاء انعقاد المؤتمر ال 13 لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في شهر جويلية الفائت بليبيا، تم خلاله المصادقة على إعلان الجزائر الصادر في ماي ,2009 حول اللائحة الإفريقية المشتركة في كوبنهاغن التي ستكون بمثابة قاعدة للاتحاد الإفريقي المشترك حول التغيرات المناخية. وحسب مصدر من وزارة البيئة، فإنه تم تكليف الجزائر بتنسيق الأنشطة الإفريقية في مجال التغير المناخي، وهذا ما يلزم بلادنا بحضور جميع الاجتماعات المخصصة لهذه الظاهرة، كما تسعى لتطبيق الإطار العالمي للخدمات المناخية، قصد تعزيز أنظمة المراقبة وتطويرها. ويُتوخى من هذا المسعى، استباق الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية التي اشتدت حدَّتها جراء ارتفاع درجة حرارة الأرض، مع الإشارة إلى أن الجزائر معرضة لتفاقم الكوارث خاصة بعد تسجيل حصيلة مأساوية للفيضانات التي طالت عدة مناطق من الوطن خلال السنوات الأخيرة. وبالرغم من أن الجزائر تشهد تسرّب عدد كبير من اللاجئين من المجاعة والجفاف عبر الحدود الجنوبية خاصة، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة سعيها لحماية البيئة من خلال تشجيع مقاربة شاملة تضم الإنشغالات المرتبطة بالمناخ والتصحر والتنوع البيئي. وتجدر الإشارة إلى أن خبراء المناخ في العالم يسعون من جهتهم إلى وضع إطار دولي من أجل تطوير مصالح الرصد الجوي عبر العالم، بهدف الوصول إلى أفضل التوقعات المتعلقة بالإنفلات المناخي الذي يشهده العالم حاليا مثل العواصف، الفيضانات، الجفاف والتلوث، وهي قضايا تهم الجزائر بشكل كبير نظرا لموقعها الجغرافي وخاصة لخطورتها على الإقتصاد والصحة.