تزويد السوق الوطنية ب90 منتوجا قريبا يقلص فاتورة الاستيراد أثمرت فرص الاستثمار التي أتاحتها الدولة الجزائرية للمتعاملين في الصناعة الصيدلانية ببروز شركات وطنية خاصة يسيرها شباب جزائريون تمكنوا من ولوج هذا الميدان بكل ثقة والنجاح في تصنيع الأدوية، التي كانت حكرا على المخابر الأجنبية وبالتالي ساهموا في تلبية احتياجات السوق الوطنية بالأدوية محليا، ومن بين هذه المؤسسات الشركة الصيدلانية الجزائرية «صوفال» بوهران الرائدة في القطاع الصيدلاني بالجزائر. تمكنت الشركة الصيدلانية الجزائرية «صوفال» العائلية، التي تأسست سنة 1991 والمختصة في تطوير إنتاج وحفظ الأدوية الجنيسة من تزويد السوق الوطنية بنسبة 70٪ من احتياجاتها، والتوصل لتصنيع المضادات الحيوية الجنيسة، بحيث تسوق 70 نوعا من الدواء بأشكال مختلفة سواء أقراص، وكبسولات، ومسحوق يتناول عن طريق الفم أو الحقن، كما أنها تغطي عشر فصول علاجية مختلفة وهي المضادات الحيوية، داء السكري، الالتهاب، مضادات الهيستامين، طب القلب، طب المعدة، المسكن، أمراض المسالك البولية، الزكام والفيتامينات، علما أن كل هذه الأدوية يتم تصنيعها بعناية ووفقا للمقاييس الدولية. أنتجت شركة «صوفال» العام الماضي أكثر من 30 مليون علبة منها 25 مليون دواء بشكل حقن و4.6 مليون بشكل أقراص، مما مكن الشركة من تحقيق رقم أعمال ب2.6 مليار دج سنة 2016، ونسبة نمو بأكثر من 52 بالمائة خلال ثلاث سنوات، كما أعلنت عن أول وحدة لإنتاج المضادات الحيوية السفالوسبورين بشكل جاف، وهي في طريق إطلاق خط ثاني للإنتاج سيتم تدشينه قريبا والذي سيخصص لشكل الحقن، بحيث سيتمكن الجزائر من تقليص تبعيتها للاستيراد في مجال المضادات الحيوية، حسب ما أكده نائب رئيس مخبر صوفال علال عمري في تصريح ل»الشعب» على هامش زيارتنا لوهران رفقة وزير الصحة مؤخرا .مضيفا أن وحدة إنتاج الأشكال الجافة عملية منذ جانفي 2016 وموجهة لسوق المواد الصيدلانية، وخلال هذه السنة ستوزع شركة «صوفال» 70 منتوجا تحت أربع أشكال مختلفة. تزويد السوق ب90 منتوج في آفاق 2018 وتصدير فائض إنتاج الحقن وتتوقع المؤسسة في آفاق 2020 تغطية السوق الوطنية بتصنيع منتوج مضاد السرطان والكظرية «الكوركيتويد»، قطرات العين، والأشكال السائلة، كما تعتزم تزويد السوق ب90 منتوجا إلى غاية 2018 بخمس وحدات إنتاج، وب1.6 مليار دج استثمارات جديدة، بحيث ستكون قدرات الإنتاج آفاق 2019 ما نسبته 70٪ لبلوغ 100٪ خلال الخمس سنوات، مما سيسمح بخلق 120 منصب شغل وتقليص فاتورة الاستيراد للمنتجات السفالوسبورين بأكثر من 70٪. علما أن الشركة الصيدلانية الجزائرية المزود التاريخي للصيدلية المركزية للمستشفيات، بحيث تحصلت سنة 1999 على فرع متخصصة في التوزيع تسمى «تيفاكو»، والتي سمحت بتوزيع منتجات صوفال للأدوية عبر كل التراب الوطني، وتريد أخذ حصة 25 بالمائة من سوق الأدوية خاصة السفالوسبورين، كما تشغل أكثر من 200 شخص، وأكثر من 400 شخص عبر خمس وحدات الإنتاج ووحدة للتكييف بوهران، وطاقمها يخضع بانتظام للتكوين على أحدث التطورات في عالم الصيدلة، حسب مسؤول المؤسسة. وأكد علال في هذا السياق، أن أهداف شركة صوفال هو تقوية موقعها في سوق الأدوية عبر تنمية سلسلة الأدوية وتعزيز علامة « صنع في الجزائر»، ليصبح المصنع المحلي الأول في الميدان الصيدلاني والمساهمة في تقليص فاتورة استيراد الأدوية عبر تطبيق المرسوم الوزاري بتاريخ 30 ديسمبر 2008. وأشار نائب الرئيس إلى أن تشكيلة الأنواع الجافة تضم 19 منتجا بكل الأشكال وجرعات الخلط تمثل من 7 إلى 8 منشأ نشط على مستوى السوق، منها ثلاث منتجات سوقت العام الماضي وسبع أخرى وزعت هذه السنة، وتسع منتجات ستسوق في 2018، في حين المجموعة عن طريق الحقن يحتوي من 5 إلى 6 دواء نشط على مستوى السوق، بفضل أجهزته الفعالة والتكنولوجيات المتقدمة. وجددت شركة «صوفال»، إلتزامها بتلبية احتياجات السوق المحلي بالأدوية خاصة الصيدليات المركزية والمستشفيات، والولوج إلى الأسواق الخارجية لتصدير فائض إنتاج الحقن بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتجدر الإشارة إلى أن مجمع «صوفال» هي مؤسسة عائلية، بحيث فضل الوالد علال الذي كان تكوينه في الميدان الاقتصادي الاستثمار في مجال صناعة الأدوية منذ 25 سنة، وكانت البداية بالشروع في التعبئة والتغليف الابتدائي والثانوي ثم تصنيع الإنتاج الجاف، والآن اقتحم ميادين أخرى بتصنيع منتجات دقيقة تتطلب الكثير من الإجراءات والصرامة، بهدف تحقيق الاكتفاء في تشكيلة السفالوسبورين بالجزائر، وتقليص فاتورة الاستيراد، بحكم أن الشركة تنتج أدوية كانت تستورد في السابق وتكلف خزينة الدولة نفقات باهظة، حسب ما أوضحه الابن علال عمري.