أشرف وفد بلجيكي مكوّن من ثلاثة خبراء بيئيين، على تنظيم ورشات تكوينية وتحسيسية حول الرسكلة وتسيير النفايات المنزلية بسيدي بلعباس، بمشاركة مختلف الفاعلين في المجال، من جمعيات بيئية، ممثلي المجتمع المدني، ممثلي التربية، الإعلام، الشبيبة والرياضة والشؤون الدينية، طلبة جامعيين وممثلي الجماعات المحلية. ركز الخبراء البلجيكيون خلال الورشات المقامة على خلق شبكة من الفاعلين البيئيين وتكوينهم في مجال التحسيس والتوعية والاستشارة البيئية، في محاولة لإسقاط التجربة البلجيكية الناجحة في مجال تسيير النفايات المنزلية ورسكلتها على ثلاث ولايات بالجهة الغربية للوطن، مع احترام مبدإ خصوصية كل منطقة وتكييف البرنامج وفقها. كما بحث الخبراء مع المشاركين في الورشة، كافة الأسباب والعوائق التي من شأنها عرقلة سير البرنامج وإيجاد حلول تتمشى معها، حيث تم التطرق للسبل الناجعة في عملية التحسيس والتوعية والتقنيات المستحدثة لإنجاح العملية التحسيسية، مع بيان أسباب فشل هذه العمليات. هذا وتطرق الخبراء، بإسهاب، إلى العملية التكوينية للمستشار البيئي من خلال عرض نماذج بلجيكية نجحت في هذا المجال، وساهمت بشكل مباشر في الرفع من الثقافة البيئية لدى محيطها، كل في قطاع عمله ومحيط عيشه. ولإثراء عمل الورشة، قام الخبراء أيضا بعرض آخر الأفكار التي توصل إليها البرنامج لإدماج المواطن وعلى اختلاف فئاته العمرية ومستواه العلمي في عملية تسيير النفايات، الرسكلة والفرز من المصدر، من خلال الاستعانة بحاويات ذكية تجلب المواطن وتحفزه على رمي النفايات داخلها بعد مشاركته في ألعاب داخلها، فضلا عن الاستغلال الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السمعية البصرية لتمرير الرسالة التحسيسية بطريقة مؤثرة وفعالة. للإشارة، فإن مشروع تسيير النفايات “أجيد”، تشرف عليه الوكالة الوطنية للنفايات ويندرج ضمن مشروع اتفاقية تعاون جزائرية - بلجيكية في مجال تسيير النفايات ورسكلتها، حيث رصد للمشروع غلاف مالي هام يساهم الطرف البلجيكي ب11 مليون أورو من قيمته، في حين يقدر إسهام الطرف الجزائري بمليار دينار جزائري ويمس، خلال ثلاث سنوات، مدة المشروع، ولايات سيدي بلعباس، مستغانم ومعسكر. وستستفيد هذه الولايات من منشآت متخصصة لتسيير النفايات وفق أحدث الطرق والتكنولوجيات، مع إخضاع إطاراتها وعمالها لبرامج تكوينية حول كل ما يتعلق بإعادة رسكلة النفايات وتحويلها ومحاولة بلوغ مرحلة الفرز انطلاقا من مصدر النفايات، وكذا سبل التنسيق والعمل المشترك بين مختلف المصالح المحلية، ناهيك عن وضع برامج ومخططات للتدخل وكيفيات تطوير عمل مراكز الردم التقني للنفايات.