اختيار عنابة لتكون اليوم وُجهة اجتماع الثلاثية الحكومة، المركزية النقابية ومنظمات أرباب العمل ال20 ليس وليد الصدفة، وإنما للمكانة الاقتصادية التي باتت تحتلها «بونة «، حيث تشهد خلال السنوات الأخيرة حركة تنموية واسعة، ساهمت في إنعاش اقتصادها لتكون بذلك وجهة صناعية بامتياز، نتيجة المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بها والمشاريع المتنوعة قيد الإنجاز التي تشهدها الولاية. ولأن اجتماع الثلاثية سيناقش بالدرجة الأولى النموذج الاقتصادي الجديد الموجه لتنشيط النمو والاستثمار خارج المحروقات، فإن عنابة تلعب دورا بارزا في تحقيق ذلك، كونها ثاني منطقة صناعية بعد الجزائر العاصمة، تتوفر على عديد المنشآت والمركبات الهامة على غرار مركب الحجار للحديد والصلب، والذي يعد من أهم الإنجازات التي تحققت على أرض الجزائر، ويعمل إلى يومنا بكفاءة بعد أن تم إنقاذه من الإفلاس بفضل حنكة المسؤولين، ووقوف أعلى سلطة في الدولة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على هذا العملاق، وهو ما مكن من استعادة المركب وإعادة بعثه من جديد بخبرة جزائرية مائة بالمائة. شهد المركب عمليات تأهيل وعصرنة تدخل في إطار مخطط الاستثمار الذي استفاد منه، والذي من شأنه ترقية إنتاج الحجار إلى 2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا، حيث تم تخصيص 995 مليون دولار منها 635 مليون دولار لإعادة تأهيل المركب، وهو ما سيمكن الجزائر قبل نهاية سنة 2017 من التخلص من التبعية للخارج في مجال استيراد الحديد، وجدد رغبة الحكومة الجزائرية في أن تصل طاقة إنتاج المركب من الحديد إلى 03 مليون طن سنويا. إلى جانب مركب الحجار للحديد والصلب تتوفر عنابة أيضا على مركب الفوسفات الذي يتواجد في الجنوب الغربي للمدينة، حيث جاء الهدف من إنشائه خلق صناعات تحويلية وتحقيق اقتصاد مندمج ومتكامل. وتزخر عنابة بمناطق صناعية عديدة، على غرار المنطقة الصناعية «مبعوجة» والمتواجدة ببلدية سيدي عمار، والتي تلعب دورا مهما في هذا المجال، حيث أنها تتوفر على العديد من المؤسسات العمومية والخاصة، على غرار تحويل البلاستيك، إلى جانب المنطقة الصناعية «عليليق» المتواجدة على الطريق الوطني رقم 16 تتوفر على العديد من الوحدات الصناعية منها ONALAIT وCOOPCID.. في حين أن المنطقة الصناعية برحال والتي تتربع على 92 هكتار فتجمع العديد من النشاطات والوحدات الصناعية، كما تم مؤخرا المصادقة على مشروع لإنشاء منطقة صناعية جديدة بذات البلدية، والتي تعتبر امتدادا للمنطقة الصناعية الأولى، حيث تبلغ مساحتها 368 هكتارا تمتد من مخرج حي بوقصاص إلى غاية حدود ولاية سكيكدة، وستكون بها مشاريع هيكلية اقتصادية، وما زاد من أهمية المنطقة الصناعية الجديدة قربها من ميناء ولاية عنابة، الذي يبعد عنها بحوالي 40 كم وميناء سكيكدة الذي يبعد بحوالي 55 كم.. مع العلم أن مجموع الوحدات الصناعية بالولاية يبلغ حوالي 174 وحدة. عنابة وبمشاريعها الاقتصادية تسير نحو تحقيق النهوض بالاقتصاد خارج المحروقات، وذلك من خلال المشاريع الاستثمارية الاقتصادية التي تشهدها، والمقدرة ب 36 مشروعا مبرمجا لتجسيدها على أرض الولاية، حيث تسعى السلطات المحلية على المدى البعيد لإنشاء قاعدة لتطوير الاقتصاد المحلي، والمعتمد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتجة للثروة. ومن أهمها المشاريع الاقتصادية الخمسة التي انطلقت بالمنطقة الصناعية عين الصيد ببلدية عين الباردة، وهي وحدة لإنشاء مصنع لمعدات اللحام، ووحدة لإنشاء المعدات والأعمدة الكهربائية، إلى جانب مصنع لتعليب الطماطم ومصنع أخر لمعدات البناء. من جهة أخرى، تحصي ولاية عنابة 9 مناطق للنشاط التجاري، والتي تتربع على مساحة تقدر ب152 هكتار، موزعة على مناطق سيدي سالم 11 هكتارا، بما يعادل 81 قطعة أرضية، ذراع الريش 10 هكتارات ب44 قطعة، إلى جانب الحجار الذي يتربع على 2 هكتار وبلديات التريعات ب17 هكتارا، إضافة إلى مجاز الغسول بعين الباردة تتربع على 13 هكتارا بمعدل 171 قطعة أرضية مهيأة، والعلمة 30 هكتار بمعدل 8 قطع أرضية..