يعلن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم من سطيف الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية 2009/ ,2010 وتعتبر هذه المحطة هامة جدا بالنسبة لأسرة التعليم العالي والبحث العلمي للوقوف على ما ستمنحه السلطات من تحفيزات لإنعاش البحث العلمي والقضاء على الاختلالات التي تعرفها الجامعة الجزائرية التي تمر بمرحلة انتقالية طال أمدها وتسعى لحجز مكانتها في المجتمع، والمساهمة في تعزيز المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بمختلف الإطارات والموارد البشرية ومنه النهوض بالتنمية المحلية. استفادت الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة من أظرفة مالية ضخمة جدا، لتدارك النقائص وتوفير الإمكانيات اللازمة للمؤطرين والطلبة، من أجل الوصول إلى بيئة ملائمة للتعليم العالي الذي نجح في تحقيق الأهداف الكمية، في انتظار الوصول إلى منهجية تدريس عصرية تراعي التحولات العالمية التي يعتبر فيها البحث العلمي محرك التطور والتقدم للدول وهو الذي يحط ويرفع الدول. وفي هذا السياق، قامت الدولة بمنح 200 مليار دينار لقطاع البحث العلمي من أجل الوصول إلى نتائج أبحاث في مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية للنهوض ببلادنا التي تعرف تأخرا رهيبا، ووصل بنا الأمر إلى الاستنجاد بالعمالة الدولية لتغطية النقص والحصول على الكفاءات اللازمة لإنجاز العديد من المشاريع العملاقة التي سطرتها الجزائر للنهوض بالتنمية. وستكون وقفة الرئيس مناسبة لمناقشة المشاكل التي يعانيها أساتذة التعليم، خاصة من ناحية الأجور والسكن الذي يرهق تحسين الوضعية الاجتماعية للنخبة وانعكس سلبا على تأدية مهامها، فجل المشاكل والإضرابات التي عرفتها الجامعة كانت بسبب الأجور والسكن لأكثر من 35 ألف أستاذ الذين يأملون في التخلص من المشاكل الاجتماعية للتفرغ نهائيا لمعركة التكوين وتحسين التلقين العلمي، لأن الطلبة الجامعيين حاليا يعانون من نقص المستوى، وأصبحت شهادات التخرج مشكلا أكثر منها حلا في ظل صعوبات الحصول على وظيفة. كما سيعطي الرئيس توجيهات هامة للأسرة الجامعية، من خلال توضيح ما تحتاجه البلاد من التعليم العالي والبحث العلمي وكذا الرهانات التي تنتظره مستقبلا. واختيار ولاية سطيف لافتتاح السنة الجامعية لم يكن عبثيا، في ظل النجاحات الكبيرة لجامعة فرحات عباس التي باتت قطبا احترافيا يُضرب به المثل، وهو ما جعلها تحتل مراتب متقدمة وطنيا ومنبرا لاستقطاب العديد من الطلبة الأفارقة، وهو ما يعتبر قيمة مضافة للجامعة الجزائرية التي تصبح مصدرا لاستقطاب مداخيل هامة للبلاد وتصدير صورة إيجابية عن مراكز العلم في بلادنا التي تراجع صيتها كثيرا في السنوات الأخيرة.