اعتبر، أمس، ممثلون عن الجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي، أن الجزائر شريكا مهما تثق فيه أوروبا كثيرا، على اعتبار أن الجزائر تؤسس لشراكة قوية وجيدة مع الدول الأوروبية على غرار استمرارها الدائم في تزويد أوروبا بالطاقة، حيث أبدوا اهتماما محسوسا بالمسائل الإقتصادية والأمنية الوطنية، ملتزمين خلال السنة المقبلة بالوقوف على آثار الأزمة الإقتصادية لدى دول العالم الثالث. إستحسن، هوڤ بايلي، مكلف بلجنة الأمن والإقتصاد بالناتو، خلال استقبالهم لأول مرة في الجزائر، من طرف المجلس الشعبي الوطني كثيرا، تجربة الجزائر كدولة متوسطية لديها علاقات متميزة في إطار العلاقات ما بين دول الشمال والجنوب. وأشار، بايلي، أن علاقة أوروبا بالجزائر قديمة تعود إلى عدة قرون، مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى، واعترف أنها كانت ولازالت مزودا دائما ووفيا للطاقة وشريكا موثوقا به، يحرص دائما على تأسيس شراكة قوية مع الدول الأوروبية. وتحدث، المكلف بلجنة الأمن والإقتصاد بالناتو، عن اهتمامهم بالملفات الإقتصادية والأمنية، ولم يخف أنهم سيتناولون هذه المسائل بالكثير من التشريح الواسع، وإثارة كل ما يهم السياسيين في منطقة البحر المتوسط والأطلس والناتو. وأوصى، بايلي، في سياق متصل، بضرورة التحكم في المناخ السياسي والأمني، مثمنا إدراج الجزائر لعدة مواضيع للنقاش، يتصدرها آثار الأزمة الإقتصادية وعناصر الأمن الغذائي، حيث التزم خلال العام المقبل، بأن يعكف الناتو على الوقوف على آثار الأزمة الإقتصادية على دول العالم الثالث. واعترف، فهيت إيردم، رئيس الفوج الخاص للبحر المتوسط، بأن التحديات التي تواجه دول منطقة البحر المتوسط، جد معقدة، لذا دعا إلى ضرورة التعاون ما بين بلدان المنطقة في البحر المتوسط، لأنه صار لا مناص منه. ونوه إيردم بالإمكانيات الكبيرة التي تنام عليها منطقة البحر المتوسط، من قدرات سياحية وموارد طاقوية، إلى جانب الفضاءات الثقافية ذات الخصوصية المتميزة التي قال إنها مليئة بالتحديات، على غرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وذهب ذات المتحدث، إلى التأكيد بأنهم حضروا بهدف إقامة الحوار بشأن التحديات في عدة مجالات مثل الغذاء والطاقة. ويرى، إيردم، أن الناتو يوفر عدة أدوات وآليات عمل بالنسبة لبرلمانات الدول، وقال أن الجزائر منطقة التقاء بصورة منتظمة. وأوضح أن الناتو، يولي أهمية كبيرة لملف الهجرة، وخلص إلى القول، في سياق متصل، أن تقرير هذه السنة يتمحور حول الهجرة. وشدد، عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، على ضرورة أن يستثمر البعد الإنساني كأداة للحوار الثقافي وعاملا جوهريا من عوامل التقارب والتضامن بين الشعوب، وليس مصدرا للصراع أو خلق الصعوبات بين بلدان النزوح والهجرة. واغتنم، رئيس المجلس الشعبي الوطني، الفرصة ليستعرض التحديات التي تواجه الجزائر، وحددها في ضرورة الإستجابة لمتطلبات الصحة والتربية والتكوين والتشغيل في بلد وصفه بالشاب، إلى جانب حتمية بناء اقتصاد عصري ومتنوع خارج ثروة المحروقات ومواصلة الإنتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد عقلاني مع تكريس دولة القانون وإرساء الحكم الراشد، وقال زياري الرجل الأول في الغرفة البرلمانية الثانية أن الجزائر تمنح الأولوية لبعض القطاعات، مثل الصناعة والسياحة والتكنولوجيات الحديثة. واعتبر، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن التحولات العميقة التي تعرفها العلاقات الدولية، تمنح للبرلمانات دورا خاصا ومميزا، لأنه صار بإمكان المنتخبين نسج روابط ثقافية وترقية التفاهم وتكريس الصداقة بين الشعوب والمجتمعات. وتوقع، زياري، أن يسمح هذا اللقاء بالتشاور حول الفلاحة والطاقة والهجرة والقضايا التي أوضح بشأنها أنها تهم المجتمع الدولي بأكمله وتتطلب أجوبة وسياسات تشاورية تتعدى في الكثير من الأحيان الأطر الوطنية. ووقف، زياري، على أهمية المحروقات، هذه الثروة الزائلة، مذكرا بموقف الجزائر داخل منظمة الأوبك لتحقيق توازن المصالح وتكريس أسعار معقولة تحت ضغط التحديات. وأشار، زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى أن الجزائر، تعد أكبر الدول المستوردة للحبوب والحليب، منوها بعودة انتعاش القطاع الفلاحي مستقبلا، وخلص إلى القول في هذا المقام، ان الجزائر تعيش ثورة خضراء. وبخصوص الهجرة، قال زياري، أن الجزائر كانت بلد عبور إلى أوروبا، وصارت اليوم بلد إقامة للمهاجرين من أربعين بلدا من بلدان الجنوب، وخاصة من إفريقيا، وهو يجعل الجزائر حسبه تتعامل مع ظاهرة الهجرة بكل وضوح ومسؤولية.