أكدت الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف الشمال الأطلسي( الناتو) أن الجزائر منطقة مهمة في الحوض المتوسط، وهي شريك أساسي لا يمكن الاستغناء عنه لترقية التعاون بين ضفتي المتوسط بحكم موقعها الاستراتيجي وإمكانياتها البشرية ومواردها الطبيعية بحيث تعد من بين أكبر الدول المنتجة للبترول والغاز، مشيرة إلى أهمية إيلاء أهمية للتعاون في هذه المنطقة لمواجهة التحديات التي تواجهها في المجالات الأمنية والاقتصادية وإيجاد حل لمختلف القضايا المشتركة بالمنطقة. أشار السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني في كلمة ألقاها خلال اليوم البرلماني الذي جمع البرلمان الجزائري بالجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي أمس بمقر المجلس إلى أهمية التشاور حول المواضيع المتعلقة بالفلاحة، الطاقة، والهجرة باعتبارها قضايا تهم المجتمع الدولي بأكمله وتستدعي أجوبة وسياسات تشاورية تتعدى الحدود الوطنية. مضيفا أن الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة والطاقة أصبح أمرا مستحيلا وهو ما يفرض علينا فتح المجال لنظرة تضامنية في العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية. وذكر السيد زياري أن أزمة الطاقة والتغيرات المناخية والأمن الغذائي وكذا الضغوط الديمغرافية والهجرة هي قضايا تتميز بحساسية بالغة تهدد أمن البشرية واستقرارها كونها مرتبطة فيما بينها جذريا وتشكل تحديات قصوى من المستحيل أن يقتصر حلها على حلول جزئية. ودعا رئيس الغرفة البرلمانية السفلى أعضاء وفد الجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي إلى تقييم الأمن الطاقوي للمجموعة التي ينتمون إليها كون الجزائر بلد منتج ومصدر للغاز الطبيعي يهدف إلى ضمان حصته في الأسواق الدولية وتأمين مواردها، مبديا تأسف الجزائر للمواقف والسياسات الطاقوية المتخذة من طرف بعض الدول دون التشاور المسبق مع البلدان المنتجة. وفي هذا السياق أوضح السيد زياري أن الطابع الاستراتيجي للطاقة يقتضي شراكة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الشركاء مع مراعاة الاستثمارات الضخمة التي سخرت لضمان تمويل الدول المستهلكة على المدى الطويل. ورغم كل الأزمات التي مرت بها الجزائر فهي لم تتخل يوما عن إمداد شركائها في الضفة الشمالية بالمحروقات، متسائلا عن البديل أو المقابل المخصص للجزائر من طرف هذه الدول. غير أن الجزائر تمكنت من الخروج من أزمتها بمفردها دون أي دعم سياسي أو مادي أجنبي، في ظل لا مبالاة شركائنا وهي المصاعب التي لا زالت تؤثر على نظرتنا للعالم الغربي وخاصة بلدان الجوار يضيف المتحدث. كما دعا السيد زياري وفد الجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي إلى التعامل مع ظاهرة الهجرة بكل وضوح وبكل مسؤولية، مطالبا بإدانة وردع الاستغلال الجائر والتوظيف السياسي لهذه القضية الإنسانية تحت مبرر تأثيرها على سوق العمل، وهوية البلدان المعنية مما أدى إلى بروز ظواهر مؤسفة تتمثل في مظاهر الإقصاء والتهميش لجاليات الأجانب المقيمة منذ عقود وبصفة شرعية، وهو ما يستدعي التعامل مع الظاهرة بحكمة وتبصر في إطار البحث عن حلول مناسبة وبدائل ناجعة تصون حقوق الإنسان. ملحا على أهمية جعل البعد الإنساني عاملا من عوامل التقارب والتضامن بين الشعوب وليس مصدرا للصراع أو خلق الصعوبات بين بلدان النزوح والهجرة. لذا لا بد من تحرك الدول الأورومتوسطية واتخاذ مواقف وسياسات معتمدة على تكريس التضامن في العلاقات الدولية. من جهته عبر رئيس لجنة الاقتصاد والدفاع بالجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي عن اهتمام الجمعية بالقضايا الاقتصادية والأمنية لكشف مختلف المسائل التي تشغل بلدان ضفتي المتوسط في الوقت الذي بات فيه من الضروري التحكم في المناخ السياسي والأمني الذي تعمل فيه. وأشار المتدخلون في هذا اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون في بعده البرلماني بين ضفتي المتوسط لحل جل المشاكل المشتركة.