شكل الإعلام العمومي درعا واقيا للمجتمع الجزائري، من خلال تطرقه للمواضيع الجادة والموضوعية التي تخدم الأمة والمواطن وابتعاده عن أسلوب التهويل والإثارة، مثلما تقوم به بعض الجرائد الخاص،ة من أجل هدف تجاري محض. ومايزال الإعلام العمومي يقوم بهذه الوظيفة وهي حقيقة لا يمكن إغفالها، على الرغم من الانتقادات التي توجه له على أنه إعلام السلطة، ويتجنب الخوض في القضايا الحساسة. من الجرائد العمومية التي حافظت على خطها الافتتاحي وواصلت مهمتها في تنوير الرأي العام وتقديم له مواضيع جادة، يومية «الشعب»، التي استحدثت لها في السنوات الأخيرة عدة صفحات تتعلق بالشباب، المرأة، الطفولة، التاريخ والصحة، مواكبة التطورات الحاصلة في هذا الميدان، مع تعزيز شبكة مراسليها عبر الولايات لضمان تغطية عادلة لكل ولايات الوطن في الجرائد، تندرج في إطار سياسة الرئيسة المديرة العامة للجريدة فيما يسمى بخدمة الإعلام الجواري. في هذا الصدد، أكد أستاذ مادة الحركات التحررية بقسم التاريخ بجامعة الجزائر-02 أحمد شرف الدين، أن جريدة «الشعب» لعبت دورا مهما بعد الاستقلال إلى غاية بداية فترة التعددية، من خلال انفتاحها على المثقفين الذين كانوا يكتبون باللغة العربية، خاصة المؤرخين، الذين كتبوا مجموعة كبيرة من المقالات على صفحات الجريدة، منهم عميد أساتذة التاريخ الشيخ أبوالقاسم سعد الله، الأستاذ قنان، قائلا في تصريح ل «الشعب»: «استفدنا منها كثيرا عندما كنا طلبة ومعيدين بالجامعة». وأبرز أستاذ مادة الحركات التحررية بقسم التاريخ، في هذا السياق دائما، أن أهم دور لعبته يومية «الشعب»، تناولها لقضية التعريب، بحيث فسحت المجال للتعبير عنها ودراستها والدفاع عنها كقضية وطنية أساسية. وبحسبه، فإن هذان مجالان مهمان جدا بالنسبة له، شاكرا الجريدة على تناول هذه القضية في ذلك الوقت. بالمقابل، أشار الدكتور شرف الدين إلى أنه حاليا ربما أصبح دور جريدة «الشعب» يختلف، من حيث أنها بقيت مفتوحة على القضايا المهمة الكبرى، بالمقارنة مع غيرها، التي تحاول الانفتاح على فئات معينة وقضايا محدودة، لسبب بسيط وهو أن يومية «الشعب» ليست جريدة تجارية، بينما أغلب الجرائد الأخرى اليوم تتجه إلى هذا الاتجاه وهو البيع وتربية القراء في أمور عديدة. ويقترح الأستاذ الجامعي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، أن تبقى جريدة «الشعب» على مواقفها الأساسية وهي الدفاع عن الوطن والقضايا الوطنية وقضايا العروبة. وبحسبه، ينبغي أن تنظر في تجربة الصحف الأخرى الجديدة، لاسيما الأخذ بعين الاعتبار الوسائل الجديدة التي تعمل بها فئة الشباب، لإعادة توجيه بعض الصفحات من أجل استيعاب هذه التجربة.