أوضح خابر عمر رئيس المحافظة الوطنية للساحل، على هامش الملتقى الوطني الثاني حول التنوع البيولوجي، المنظم بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة، « أن أول إستراتيجية وضعت لحماية التنوع البيئي كانت خلال سنة 2000 وتم إثراؤها بعد ذلك، وخلال أكتوبر من سنة 2016 تم المصادقة على مشروع الإستراتيجية الوطنية لحماية التنوع البيئي، حيث ضمت 04 توصيات، 21 هدفا، و113 نشاط في الميدان، كما تطرقت هذه الإستراتيجية إلى 3152 نوع نباتي من بينها 50 نوعا مصنفا في طريق الانقراض، وما يفوق 400 تم تصنيفها من خلال مراسيم تنفيذية لتصبح بقوة القانون محمية، إضافة إلى إحصاء أكثر من 1700 منطقة رطبة بالجزائر». قدم رئيس المحافظة لمحة عن القوانين والآليات المنظمة لهذا القطاع الحيوي، وعددها 10 قوانين لحماية الساحل، والثروات البيولوجية، مؤكدا « على ارتباط حماية البيئة بالتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن عملية الاستغلال لابد أن تكون بعقلانية»، مضيفا« انه لتحقيق ذلك تم استحداث من قبل الوصاية هيئات عمومية لفرض هذه الحماية القانونية، كالمركز الوطني لتطوير البيولوجيا، محافظة الساحل، وغيرها من الهيئات التي تتكفل بهذا الجانب ». كما أكد خابر عمر«أن الملتقى الوطني الثاني حول التنوع البيولوجي، يكتسي أهمية كبيرة في التحسيس من أجل حماية التنوع البيولوجي بالجزائر، مطالبا كل الفاعلين في مختلف المجالات، المشاركين بهذا الملتقى أن يقدموا إضافات إلى هذا الميدان، والخروج بتوصيات، حتى يتم تثمينها وتفعيلها فيما بعد والاستفادة من الخبرات المتاحة». فقد أكد المشاركون في اختتام أشغال الملتقى الوطني الثاني للتنوع البيولوجي المنعقد بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة على ضرورة إنشاء بنك للمعلومات يخصص للتنوع البيولوجي على المستوى الوطني، من شأنه حسب سميرة بيرييش مديرة البيئة لسكيكدة ربط التواصل بين الجامعة والإدارة في مجال تبادل المعلومات، لأن الباحثين الجامعيين يقومون بدراسات وبحوث متعددة وهامة في مجال البيئة إلا أن تلك الدراسات لا تبرح الوسط الجامعي، دون أن تتمكن الإدارات المختلفة المهتمة بالمجال البيئي من استغلالها». وأشارت مديرة البيئة «انه سيتم إنشاء بنك معلومات للمنطقة الرطبة قرباز صنهاجة بسكيكدة، للكم الهائل من الدراسات الجامعية التي أعدت بخصوص هذه المنطقة والتي للأسف غير متواجدة إلى حد الآن على مستوى مديرية البيئة للولاية». وأضافت سميرة بيرييش في هذا الخصوص«انه سنقوم بجمع كل هذه الدراسات المتعلقة بهذه المنطقة قبل شهر ديسمبر المقبل، وبالتوازي سيتم إقامة عدة ورشات للعمل على مستوى الولاية تخص منطقتي قرباز صنهاجة ببلدية بن عزوز، ومنطقة القل التي تتوفر على غطاء نباتي وغابي هام». ومن بين توصيات الملتقى المطالبة بإنشاء شبكة تواصل بين مختلف جامعات الوطن فيما يتعلق بتبادل الخبرات في مجال التنوع البيولوجي، ونشر البحوث والمعارف لفائدة الطلبة والأساتذة، كما ألح الأساتذة المشاركون في هذا اللقاء على مواصلة الجهود من أجل جعل مركب قرباز صنهاجة كمحمية وفق ما ينص عليه القانون 11/02 المؤرخ في 17 فبراير 2011 والمتعلق بالمجالات المحمية نفس الأمر بالنسبة لغابات منطقة القل. للإشارة، أشغال الملتقى الوطني الثاني حول التنوع البيولوجي بالجزائر، المنظم بقصر الثقافة والفنون بسكيكدة، وذلك على مدار اليومين، من تنظيم مديرية البيئة لسكيكدة، والجمعية الوطنية الجزائرية لعلم الطيور، بمشاركة نخبة من الأساتذة من مختلف جامعات الوطن، وبحضور المدير العام لمحافظة الساحل، ويهدف هذا الأخير إلى ربط التواصل بين الباحثين والإدارة والتحسيس بالأهمية الكبيرة لحماية التنوع البيولوجي بالجزائر، وقد استفاد المشاركون في هذا اللقاء في يومه الأخير، من خرجة ميدانية بمنطقة قرباز صنهاجة لمعاينة وضع بحيرة الحاج الطاهر والتي تعد مقصد 3 آلاف طائر مهاجر من جميع الأصناف حسب عديد البحوث المقدمة وكذا لإحصاء الطيور ومعرفة المشاكل التي تعاني منها هذه المنطقة بمحاولة إيجاد حلول مناسبة لها.