أعلن التلفزيون الرسمي في إيران مقتل ثمانية أشخاص في أعمال الشغب التي هزت العاصمة طهران أمس وتلت مظاهرات نظمتها المعارضة. في حين ذكرت مواقع للإصلاحيين أن السلطات اعتقلت فجر أمس المعارض إبراهيم يزدي الذي كان وزيرا للخارجية في أول حكومة بعد الثورة الإسلامية. وطبقا لمصادر وزارة الاستخبارات الإيرانية فإن بين القتلى من وصفتهم إرهابيون معادون للثورة. ونسبت وسائل إعلام رسمية إيرانية إلى مصادر أمنية في وقت سابق قولها إن القتلى سقطوا في ظروف غامضة وإن قوات الأمن لا تتحمل مسؤولية قتلهم، مشيرة إلى أن تحقيقا فتح في ملابسات هذه الأحداث. في سياق متصل، قال موقع جرس على الإنترنت المقرب من المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي: إن قوات الأمن اعتقلت فجر أمس السياسي المعارض إبراهيم يزدي، كما ألقت القبض على إحدى قريباته. ويترأس يزدي حركة الحرية المحظورة وكان وزيرا للخارجية في أول حكومة إيرانية بعد الثورة الإسلامية التي أطاحت بشاه إيران عام 1979 لكنه هُمش بعد تولي المحافظين السلطة. يذكر أن يزدي اعتقل عقب الانتخابات الرئاسية في جوان الماضي. وتحدثت مواقع إلكترونية محسوبة على التيار الإصلاحي عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات واعتقال المئات، بالاشتباكات التي شهدتها مظاهرات نظمتها المعارضة في ذكرى عاشوراء. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بين القتلى بطهران علي حبيبي موسوي، ابن شقيق الزعيم المعارض والمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الماضية مير حسين موسوي. وذكر موقع جرس المحسوب على التيار الإصلاحي أن المظاهرات نُظمت في مدن طهران وأصفهان وشيراز ونجف آباد وقم وتبريز ومشهد وبابول، في حين أكدت السلطة أن المواجهات انحصرت بالعاصمة وأسفرت عن اعتقال نحو ثلاثمائة من المحتجين. وعلى المستوى الدولي، نددت فرنساوالولاياتالمتحدة وإيطاليا بالتدخل العنيف الذي نفذته الشرطة الإيرانية ضد المتظاهرين، واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مايك هامر تدخل الشرطة الإيرانية ضد المحتجين قمعا عنيفا وظالما تمارسه الحكومة بحق المدنيين. وقال المتحدث الأمريكي في بيان أصدره الأحد بواشنطن ندين بقوة القمع العنيف والظالم للمدنيين بإيران الباحثين عن ممارسة حقوقهم الكونية. وأضاف: الأمل والتاريخ إلى جانب الذين يتطلعون بسلم إلى حقوقهم المدنية، وكذلك ستكون الولاياتالمتحدة. كما شدد على أن الحكم بالعنف والتخويف لم يكن أبدا عادلا، مضيفا: كما سبق أن قال الرئيس باراك أوباما في أوسلو، فإنه عندما تخشى الحكومات من تطلعات شعوبها أكثر من خشيتها من قوة أي دولة أخرى، فإن ذلك شيء معبر. ومن جهتها أدانت فرنسا ما سمته الرد العنيف للشرطة الإيرانية على متظاهرين عاديين وكذلك الاعتقالات العشوائية التي نفذتها في صفوفهم، حسب ما جاء في بيان أصدرته الأحد وزارة الخارجية. أما إيطاليا فأدانت تدخل الشرطة ضد المتظاهرين ودعت إلى حوار سياسي، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: الحفاظ على حياة الناس قيمة أساسية يجب الدفاع عنها في كل مكان وتحت أي ظرف. وأضاف البيان: أن إيطاليا تأمل أن يقوم حوار بين المعارضة والحكومة الإيرانية في إطار يحترم حقوق الإنسان وخصوصا منها الحق في الحياة.