أقر ممثلو الوفد الأمريكي المكون من أعضاء عن مجلس الشيوخ وعن »الكونغرس« الامريكي، بقلة المعلومات والمعطيات التي بحوزتهم والخاصة بمنطقة الساحل التي تبقى محل اهتمام كبير من قبلهم، فيما أكد محند برقوق منشط اللقاء الذي احتضنته جريدة »الشعب« أمس أن المنطقة معقدة على اعتبار أنها مفتوحة على الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر وبالمخدرات لافتا الانتباه الى أنه مشكل جهوي لا بد أن يحل في اطاره وأن الجزائر تلعب دورا رياديا فيه. تمحورت الانشغالات المطروحة من قبل الوفد الامريكي الذي نزل ضيفا على جريدة »الشعب« أمس في أعقاب استقباله من قبل مصطفى فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الانسان حول عدة قضايا غير أن منطقة الساحل نالت حصة الأسد، وفي هذا الشأن أوضح منشط الندوة بان معالجة قضية الساحل تقوم على استراتيجية مبنية على 3 أسس عملية ووقائية واستباقية على أساس التنبؤ. واستنادا الى ذات المتحدث فان منطقة الساحل متشعبة من حيث المشاكل كونها مفتوحة على الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر والمخدرات غير أن أمريكا غفلت كل هذه الأمور الهامة ويقتصر تركيزها على الارهاب فقط على الرغم من التطرف الديني ليس السبب الوحيد اذ يضاف له تنامي الحركات الاجرامية والمتاجرة بالمخدرات. ولعل أهم ما نبه له برقوق أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن قضية الساحل مشكلة جهوية ولا يجب اخراجها من هذا الاطار للتمكن من معالجتها مع مراعاة الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، مع العلم أن مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية قد أكد مؤخرا بأن هذه القضية أخذت أكثر من حجمها في وسائل الاعلام مؤكدا أن الحل في أيدي هذه الدول. وعلاوة على منطقة الساحل استفسر ممثلو »الكونغرس الامريكي« عن تفاصيل تخص قضية الصحراء الغربية حيث استفسرت السيدة هارجس عن مدى حدوث اجماع لدى الجزائريين حول القضية الصحراوية بغض النظر عن موقف الدولة الجزائرية المساند لهذه القضية، وكيف يقيمون جولة روس الاخيرة والمفاوضات الجارية. وفي هذا الشأن قدم برقوق عدة توضيحات حيث ذكر بان المسألة تتعلق بتصفية استعمار أولا وقبل كل شيء، وأن هناك إجماع من طرف الجزائريين المتواجدين فهم يجمعون على أنها قضية تقرير مصير وهي بذلك مسألة مبدأ بالنسبة لهم، ومن هذا المنطلق أضاف يقول: لطالما عبرت الجزائر عن موقفها المساند لمثل هذه القضايا خارج حدود القارة السمراء، مشيرا الى »بيليز« في القارة الامريكية وتيمور الشرقية. وبعد ما أشار الى أن الحدود بين البلدين لا تتجاوز 42 كلم لفت الاستاذ الجامعي الانتباه الى ممارسات السلطات المغربية التي تحتجز مالا يقل عن 200 الف مواطن صحراوي، بالاضافة الى ترحيل المواطنين المغاربة واسكانهم في الاراضي الصحراوية، ولم يفوت الفرصة للاشارة الى أن النفقات المغربية العسكرية قفزت الى أزيد من 1,5 مليار دولار، وما يرافقها من انتهاك لحقوق الانسان داخل الاراضي الصحراوية، ولعل آخرها ما حصل للمناضلة أمينتو حيدر، مذكرا بان الجمهورية الصحراوية من بين الدول المؤسسة للاتحاد الافريقي، كما أنه معترف بها من قبل أزيد من نصف دول العالم، فيما لا تعترف أي دولة، بما فيها فرنسا التي تدعم المغرب، بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية. وفي معرض رده على الانشغال المتعلق بروس، أكد برقوق بأنه دبلوماسي على دراية جيدة بالمنطقة والقضية وهناك اعتراف على المستوى الدولي بأن النزاع بين المغرب والصحراء الغربية وأن الجزائر وموريتانيا بلدان مراقبان، وأقر الجانبان بوجوب ايجاد حل سلمي للقضية، وسجل، بالمناسبة، الدور السلبي للسفير الفرنسي الذي هددت بلاده باستعمال حق الفيتو لسحب المادة المتعلقة بوجوب حماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية أثناء تجديد المينورسو في .2009 وخلص ذات المتحدث الى القول بانه يجب ان نعترف بأن الامر لا يتعلق فقط بتطبيق القانون الدولي في العلاقات الدولية، وانما بدور الدبلوماسية في انجاح أو إفشال المساعي، مضيفا ان أمريكا، حسب اعتقاده الشخصي، لا بد أن تلعب دورا أكبر، لا سيما بعد التفاؤل الذي تركته الرسالة التي بعث بها الرئيس الامريكي أوباما الى الملك محمد السادس، وانطلاقا من هذه النقطة سألت احدى المساعدات عن التطورات المسجلة بعد مجيء أوباما وعلى ضوء تصريحات هيلاري كلينتون المكلفة بالشؤون الخارجية. وفي هذا السياق أكد برقوق أن أهم ما تم تسجيله هو التخلص من مجموعات الضغط التي كانت موجودة في عهد أوباما، مشددا على ضرورة لعب أمريكا الدور المنوط بها لتخليص شعب بأكمله من قيود المستعمر وتلعب دورها في حماية حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية، لا سيما وأن المملكة ضربت عرض الحائط كل القوانين بما فيها الواردة في اتفاقية جنيف، وبرأيه الشخصي فان أمريكا فشلت في حماية حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية. للاشارة فان ممثلة الوفد الامريكي أكدت حرص عضو مجلس الشيوخ دافيد كوبرن الذي يمثل مدينة »أوكلاهوما« على مثل هذه القضايا ونقله بأمانة لكل الانشغالات المطروحة.