أفادت أرقام حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية من مسؤولين محليين في العراق، أن رئيس الوزراء نوري المالكي حل في الطليعة في المحافظات الشيعية بينما حل منافسه إياد علاوي أولا في المناطق السنية في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في العراق. ووفقا لتلك الأرقام، فقد حل إئتلاف دولة القانون بزعامة المالكي أولا في المحافظات الجنوبية التسع وهي النجف وواسط وذي قار والديوانية والبصرة وكربلاء والمثنى وميسان وبابل، وتشغل هذه المحافظات 119 مقعدا في مجلس النواب العراقي المؤلف من 325مقعدا. أما في محافظات العرب السنة الأربع وهي الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوي، فقد حلت قائمة العراقية بزعامة إياد علاوي في المرتبة الأولى، وتشغل تلك المحافظات 70 مقعدا في المجلس. وحلت قائمة العراقية في المرتبة الثانية في ثلاث محافظات شيعية هي بابل والمثنى والبصرة لكنها جاءت في المرتبة الثالثة في المحافظات الشيعية الست الأخرى بعد الائتلاف الوطني الذي يضم الاحزاب الشيعية الرئيسية باستثناء حزب الدعوة. أما في محافظة كركوك التي يتنازعها الأكراد والعرب وتشغل 12 مقعدا برلمانيا، فقد حل التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الرئيسيين أولا يليه القائمة العراقية ثم إتلاف دولة القانون. وتشغل المحافظات الكردية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك 41 مقعدا في البرلمان الذي يضم أيضا 15 مقعدا تعويضيا موزعة على الاقليات (ثمانية مقاعد) والقوائم الصغيرة. ولن تتمكن أي قائمة من الحصول على غالبية تمكنها من تشكيل الحكومة بمفردها لذلك ستكون هناك تحالفات قد تؤخر تشكيل حكومة عراقية لعدة أشهر. من جهة أخرى، سجّلت مشاركة العرب السنة في التصويت معدلات مرتفعة تراوحت بين 61 و73 بالمئة. ومن المقرر، أن تصدر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الجزئية يوم الخميس المقبل بينما يفترض أن تعلن النتائج النهائية في 18 مارس الحالي والرسمية أواخر الشهر الجاري. أعلنت المفوضية في وقت سابق أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 4,62 ٪، وهذه النسبة هي أقل من النسبة التي سجلت في الانتخابات التشريعية الأولى بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2005 وبلغت 76 ٪. ومن ناحية ثانية، حقّق مؤيدو مقتدى الصدر رجل الدين المناهض للولايات المتحدة عودة في الانتخابات البرلمانية العراقية في حي مدينة الصدر الفقير ببغداد والذي كان في وقت من الأوقات معقلا للمتشددين الشيعة لكنه الآن مؤشر للمشاعر السياسية للشيعة. ومقتدى الصدر الذي حشد الشيعة العراقيين ضد الجيش الأمريكي بعد الغزو في عام ,2003 ثم اختفى عن الساحة السياسية منذ أن بدأ دراساته الدينية في ايران قبل عدة سنوات كسر حاجز الصمت قبل الانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد. وحث مقتدى الصدر مؤيديه على التصويت في الانتخابات وهي خطوة مهمة للعراق وهو يكافح لتعزيز ديمقراطيته وامنه قبل انسحاب امريكي مزمع بحلول نهاية عام .2011 وتبين المؤشرات الأولى أن الاستراتيجية ربما أتت ثمارها في حي مدينة الصدر الذي يقيم فيه أكثر من مليوني نسمة للائتلاف الوطني العراقي وهو ائتلاف شيعي كبير انضم الصدر إليه. وكانت حملة التيار الصدري الانتخابية هذا العام أفضل كثيرا من ناحية التنظيم عن الانتخابات المحلية التي جرت في العام الماضي. وعقد مقتدى الصدر مؤتمرا صحفيا نادرا في طهران يوم السبت وحثّ العراقيين على التصويت للمساعدة في تمهيد الطريق »لتحرير« العراق من القوات الأمريكية.