توجت أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطنية المختتمة أمس باعادة تزكية عبد العزيز بلخادم في منصب أمين عام، كما تبنت استعادة التسميات القديمة لهياكل الحزب وفي مقدمتها اللجنة المركزية بدل الهيئة التنفيذية التي أقرها الأمين العام السابق علي بن فليس، وبنجاح أشغال المؤتمر يكون بلخادم قد كسب الرهان ونجح في قطع أصعب مرحلة لقيادة التشكيلة الى الاستقرار ووضع حد لشقاق دب في صفوفها عشية المؤتمر الثامن وبقي هشا رغم المؤتمر الجامع. جرت أشغال المؤتمر التاسع للحزب العتيد في أجواء عادية فرغم بعض الخلافات التي تحدث في كل التشكيلات السياسية، إلا أن مهندس المؤتمر بلخادم نجح الى حد بعيد في ترتيب البيت، من أجل التفرغ الى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لا سيما التشريعيات والمحليات التي يفصلنا عنها سنتين فقط، بعدما حفظ درس الانتخابات الأخيرة لتجديد مجلس الأمة جيدا، لا سيما وأن منافسه التجمع الوطني الديمقراطي لم يضيع فرصة انشغاله بالتحضير للمؤتمر التاسع ليسجل عودته بعدما وضع يده في يد حزب العمال. المؤتمر الذي سارت أشغاله في ظروف عادية وسجل مشاركة قياسية بحوالي 3500 مندوب بالاضافة الى عدد يضاهيه من الضيوف، ثميز أيضا بالرسالة التي وجهها الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة لأشغال المؤتمر تضاف الى عدة رسائل أخرى مؤيدة ومساندة منها رسالة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة وكذا رسائل من جمعية أبناء المجاهدين وقدامى المحكوم عليهم بالإعدام. بلخادم كان يؤكد في كل مرة بأن الاختلاف داخل الحزب ظاهرة صحية وانه يقبل الرأي والرأي الآخر على عكس أحزاب أخرى، الا أنه يكون قد ارتأى ضبط أمور الحزب وغلق المنافذ أمام كل المحاولات للتشويش على القيادة واستقرار الحزب عموما، في مرحلة هامة تتأهب فيها التشكيلة لاستحقاقات مصيرية بالنسبة لها لأنها مطالبة بالحفاظ على الأقل على مرتبتها الريادية. ولعل الأمر الاكيد أن المؤتمر التاسع محطة هامة وأكثرها مسؤلية حسب بلخادم الذي ذكر لدى افتتاحه الأشغال بأن المؤتمر الثامن الجامع اتسم بتغليب صوت العقل وتصحيح الأخطاء دون عقد، واعترف بتأجج الاحقاد وتشكيل زمر وعصب كانت بمثابة عوامل عرقلة وبمثابة العصي في الدواليب، لم يتوان في التأكيد بأن ترسيخ عامل الوحدة لم يكن هينا. وفيما يخص هيئة التحالف الرئاسي فإن بلخادم وعلى غرار زميله أحمد أويحيى وأبو جرة سلطاني أكد نجاح التجربة مؤكدا بأنه أثبت جدارته في الساحة السياسية وأرسى قواعد ممارسة وتقاليد أخلاقية افتقدتها البلاد في العشرية السوداء، واعتبره بمثابة اضافة متميزة في العمل السياسي لترسيخ مبدأ الدفاع عن مؤسسات الدولة وضمان استقرارها مما قطع الطريق أمام دعاة التشكيك. للاشارة فإن حرص بلخادم على التذكير بأهم الانجازات في عهده على رأس الجهاز التنفيذي منها ملف الأجور يؤكد العودة القوية للحزب العتيد الذي انشغل خلال الأشهر الأخيرة بالتحضير لمؤتمره.