طالب مختصون في علم الآثار والتاريخ القديم خلال ندوة فكرية نظمت بمسرح باتنة الجهوي ، من السلطات المعنية ممثلة في وزارة الثقافة والجامعة الجزائرية بضرورة المسامة الفعالة والجادة في على إرساء قواعد مدرسة جزائرية مختصة في علم الآثار لها مقوماتها وأبجدياتها وهويتها الخاصة في دراسة الآثار بالجزائر وأشار عدد من أساتذة الجامعات المختصين في علم الآثار على هامش لقاء تكريمي على شرف مدير الثقافة لولاية باتنة والباحث في علم الآثار عمر كبور، إلى ضرورة الإسراع في دراسة الآثار الموجودة في الجزائر بطرق علمية ومحترفة تراعى فيها خصوصية كل منطقة للحفاظ عليها من الاندثار تأخذ بعين الاعتبار الرؤية الجزائرية في ذلك والتي يجب أن تكون ناقلة لحقيقة تاريخ كل معلم أثري. وأوضح الأساتذة وفعاليات المجتمع المدني والمختصون في علم الأثار الذي نشطوا مداخلات تطرّقوا خلالها لمضمون رسالة الدكتوراه للباحث عمر كبور الموسومة «المجتمع القديم لمنطقة القنطرة من خلال الكتابات والمخلفات الأثرية خلال الفترة الممتدة ما بين القرن الأول والثالث الميلاديين»، أنّ الأطروحة كانت سباقة للحديث عن تاريخ منطقة لها تاريخ عريق ضارب في عمق التاريخ، وبها مقوّمات أثرية تحتاج للمزيد من البحث والتحري لفهم مكونات مجتمع تلك الحقبة الزمنية القديمة، كما تظهر قيمة هذا البحث الأكاديمي في المزج بين التاريخ والعمران وعلم الآثار لإماطة اللثام على خبايا القنطرة، خاصة وأنّ الباحث عمر كبور ركّز في بحثه على الجانب الاجتماعي للسكان الأصليّين قبل قدوم الرومان، حيث نقل واقعا حقيقيا خاليا من التزييف والتشويه، كما أشار إلى ذلك حاجي ياسين رابح أستاذ جامعي بمعهد الآثار بجامعة الجزائر، والذي ذهب بعيدا في مداخلته حين أكد إمكانية تعميم البحث على عدة مناطق بالجزائر. بدورها الدكتورة زهرة شتوح أستاذة في التاريخ بجامعة الحاج لخضر باتنة 01،اعتبرت البحث فرصة حقيقية للأساتذة والمختصين لمعرفة تاريخ المنطقة من البداية، خاصة وأن الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية القيمة بالجزائر ماتزال تحتاج لدراسات أكاديمية تؤرّخ لها. أما الباحث عمر كبور صاحب الأطروحة، فأشار إلى أن البحث هو عصارة مجموعة كبيرة من الدراسات والبحوث الممتدة على مدار 30 سنة من العمل والدراسات الميدانية لمنطقة القنطرة، وكشف معالم حياة السكان في تلك الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ الجزائر.