في ظرف أقل من أسبوع، تتجه عشاق "الكلاسيكو" الأشهر والأمتع والأقوى فوق المعمورة إلى اسبانيا، وبالتحديد إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو، بمناسبة احتضانه لقاء العودة من كأس "السوبر" الإسباني بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، بعد أن افترق الفريقين الخميس الماضي على فوز البارصا بثلاث أهداف لهدفين بملعب كامب نو. مواجهة الليلة، والتي تنطلق على الساعة التاسعة ونصف بالتوقيت الجزائري، ستشد إليها الأنظار بالنظر إلى خصوصيتها وأهميتها، وسيحاول فيها فريق برشلونة بقيادة "البرغوث" ميسي إضافة لقب آخر إلى خزائنه الملئية بالألقاب والكؤوس، والكل يرشح برشلونة لعودة قلب العاصمة الإسباني مدريد بالتاج الغالي، خاصة في ظل التراجع المخيف لفريق مورينيو، وما تحقيقهم إلا نقطة واحدة من مباراتين في "الليغا" إلا دليل عن الواقع المر الذي يمر به الريال، لكن على العكس من ذلك، سجل فريق برشلونة انطلاقة حسنة بتحقيقه لانتصارين من مبارتين، جعله يتصدر الليغا رفقة رايو فاليكانو وبلد الوليد بست نقاط، متقدما بخمس نقاط ح كاملة عن الغريم الريال. على كل حال أن مواجهة اليوم يتكون حافلة بالإثارة والمتعة، والفريق الذي يعرف كيف يستغل أخطاء منافسه سيكسب المواجهة. هدف يتيم يكفي الريال لتتويج ستكون الفرصة متاحة أمام ريال الليلة، من أجل أن يظهر معدنه الحقيقي عندما يسيتضيف غريمه برشلونة في "سانتياغو برنابيو" في إياب مسابقة كأس "السوبر" التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس، وسيكون فريق مورينيو بحاجة إلى الفوز (1- صفر) من أجل تجريد النادي الكاتالوني من اللقب وذلك لأن الأخير فاز ذهابا 3-2. التعادل في جميع الأحوال يخدم البارصا مهما تكن نتيجة التعادل في حال انتهاء مواجهة اليوم بين الغريمين الريال والبارصا، ستخدم مصلحة الفريق الزائر، حيث سيحافظ على تاجه، كونه يتقدم منافسه الريال بفارق هدف يتيم 3/2. الريال مطالب بالرد على التعثرات الأخيرة يمتلك الريال الفرصة للرد على هاتين الهزيمتين من خلال مباراته المقررة بعد غد الأربعاء أمام برشلونة في إياب كأس "السوبر"، والتي يحتاج فيها الريال للفوز بهدف نظيف أو 2/1 أو بفارق هدفين حتى يحرز أول لقب له في الموسم الحالي. الريال تحت الضغط يواجه ريال مدريد ضغطا مبكرا، يتمثل بإمكانية خسارته أول ألقاب الموسم عندما يواجه غريمه الأزلي برشلونة في إياب مسابقة الكأس السوبر الإسبانية لكرة القدم الأربعاء، بعد خسارته ذهابا أمامه 2-3 الأسبوع الماضي في كاتالونيا. بالإضافة إلى خطر خسارة المسابقة الافتتاحية في الموسم، يقدم ريال بداية متواضعة في الدوري المحلي الذي يحمل لقبه، إذ حصد نقطة يتيمة من مباراتين حتى الآن بعد تعادله مع فالنسيا وخسارته أول الأحد أمام مضيفه خيتافي 1-2، ليتخلف بفارق خمس نقاط أمام برشلونة الذي تصدر مع جوهرته الأرجنتينية ليونيل ميسي (4 أهداف) بعد مرور مرحلتين فقط. واعتبر مدرب الفريق الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو أن الخسارة أمام خيتافي "غير مقبولة"، لكنه لم يلق باللوم هذه المرة على حكام المباراة مثلما فعل في مباراة برشلونة عندما أدعى أن الهدف الأول جاء من تسلل. وقال مورينيو الذي يلقب نفسه بالمدرب "الأوحد": "في المباريات الأخيرة، دافعنا بطريقة قوية للغاية أمام الكرات الثابتة، وقبل يومين على المباراة المقبلة (ضد برشلونة) لا يمكننا فعل المزيد، يتعين على اللاعبين القيام بواجباتهم". قدوم مودريتش إلى مدريد لتغطية خسارة خيتاقي قد يكون الخبر الجيد الوحيد في الأيام الماضية نجاحه بالتعاقد مع صانع الألعاب الكرواتي لوكا مودريتش من توتنهام الإنجليزي لمدة خمسة أعوام. ولم يستبعد اللاعب القصير القامة مشاركته في مباراة الأربعاء على رغم يومه الحافل الإثنين: "أشعر بحالة جيدة، ويجب أن أتمرن مع باقي أعضاء الفريق، لكني جاهز للعب ضد برشلونة، لم أخض المباريات، لكني تدربت مع مدرب اللياقة وعملت كثيرا كما خضت مباراة مع كرواتيا، أمل أن تكتمل جهوزيتي بعد مباراتين". إصابة بويول ومشكلة دفاع البارصا لدى برشلونة، حامل اللقب في السنوات الثلاث الأخيرة و10 مرات في تاريخه، يحوم الشك حول مشاركة قائد الدفاع المخضرم كارليس بويول، الذي عانى من كسر في عظمة وجنته للمرة الرابعة في مسيرته، بعد اصطدامه بلاعب اوساسونا رولاند لاماه، ولعب بويول بقناع خاص في السنوات الماضية وقد يكرر ذلك في مباراة اليوم. ويدرك رفيقه في الدفاع جيرار بيكي أهمية اللقاء ضد الفريق الأبيض: "اللقب هو أهم من التتويج في برنابيو، على رغم أننا سنذهب لحصد اللقب، لكن لا أعتقد أن ذلك سيؤثر على الدوري الطويل الأمد". وعن تخلف مدريد بفارق خمس نقاط عن برشلونة، قال بويول: "هذا مفاجئ، لم يتوقع أحد أن نتقدم بخمس نقاط بعد مباراتين فقط، لكن هذا لا يعني شيئاً، خاضوا الكثير من المباريات بدون أي خسارة، ويمكنهم خوض 30 مباراة أخرى بدون أن يخسروا، نحارب أمام أحد أفضل الفرق في العالم لذا يجب أن نكون جاهزين". وأراح تيتو فيلانوفا الباحث عن لقبه الأول كمدرب لبرشلونة بعد خلافته جوسيب غوارديولا، لاعبي وسطه تشافي هرنانديز وبيدرو رودريغيز في مباراة اوساسونا. لا تغيير في نهج برشلونة كان برشلونة أظهر في الذهاب أنه حافظ على أسلوبه رغم رحيل غوارديولا، إلا أنه افتقد إلى الغريزة القاتلة أمام المرمى، ما تسبب بحرمانه من تحقيق فوز كبير. وكان بإمكان برشلونة أن يحسم اللقاء بنتيجة كبيرة، إذ سيطر تماما على مجريات المباراة وحصل على العديد من الفرص لعل أبرزها في الدقائق الخمس الأخيرة حين كان بإمكانه أن يجعل النتيجة 4-1 عبر ميسي، لكن الأخير فشل في ترجمتها لتنتقل الكرة إلى منطقة "بلاوغرانا" دون أي خطر فعلي، حيث وصلت لقدمي حارسه فيكتور فالديس الذي تأخر في تشتيتها ما سمح للأرجنتيني أنخيل دي ماريا بخطفها وإيداعها الشباك، فعزز بذلك حظوظ فريقه في تجريد النادي الكاتالوني من اللقب لأنه بحاجة للفوز 1-0 في الإياب. النهائي الثاني على التوالي للفريقين في "السوبر" التقى الفريقان في المسابقة الموسم الماضي وفاز برشلونة باللقب، بعد أن تعادلا ذهاباً 2-2 في مدريد قبل أن يفوز إياباً على أرضه 3-2. كما أزاح برشلونة غريمه من الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس بالفوز عليه ذهاباً في مدريد 2-1 قبل تعادلهما إياباً 2-2. أما في الدوري فتبادلا الفوز خارج قواعدها، حيث حسم برشلونة لقاء الذهاب 3-1 في مدريد، قبل أن يفوز ريال إياباً في كاتالونيا 2-1. الكلاسيكو المقبل يوم 7 أكتوبر يلتقي الفريقان في الكلاسيكو الأول في الدوري في 7 أكتوبر في برشلونة.