ذات مساء، كنت أسير في أحد شوارع العاصمة مهموما مرنكا، خاوي البطن، مطأطئ الرأس، شارد البال.. وأنا أسير، أسير، أسير.. مرددا في نفسي أغنية الفنان مارسيل خليفة، وحيدا مهموما، حالتي حالة.. كنت أينما مررت إلا وأثير شفقة كل من رآني، وقال عني: يا الله، هذاك مسكين، يتيم.. إلى أن أصابني تعب وإرهاق شديدين.. وأصدقكم القول يا خاوتي، إن أوّل شيء فكرت فيه وتبادر إلى ذهني حينها، هو أن أسرع الخطى وألتحق ببيتي بأية وسيلة كانت، برية أو جوية أو بحرية، لا يهم أصلها أو فصلها، وأرمي بجثتي على الفراش مثل الخشبة، حتى أستريح مما أنا فيه من هم وغم وسوء الحال.. علما أن منزلي لم يكن يبعد عن مكان تواجدي سوى بكلومتر واحد فقط.. وصلت البيت بعد ثلاثين دقيقة بالتمام والكمال، وهناك، زهات لي ليام، وبردت خاطري كيما نحب أنا.. يا خاوتي.. وأعطيتها برقدة ماريكان.. لكن مع الأسف، حدث ما لم يكن في الحسبان.. وقلت في نفسي النائمة، يا ليتني ما نمت وما رأيت ما رأيت.. لقد رأيت فيما يرى النائم في منامه، حادثة غريبة، عجيبة، مخيفة.. رأيت عجوزا شمطاء، ترتدي ثيابا بالية، عورتها مكشوفة، أقدامها حافية، وليس في رأسها شعر.. سألتها من أنت؟ قالت: أنا هي فضيحة 2010.. قلت: أي فضيحة؟ قالت: فضيحة أم الدنيا في إفريقيا؟ قلت مقاطعا: آه، فضيحة بنات الليل؟ قالت لا، بل في بنغيلا. قلت: تقصدين حكاية المنشطات؟ قالت: لا، لا تتعجل، اسمع وفقط. قلت: هاه، راني بلعت فمي، واصلي. قالت: أنا فضيحة أم الدنيا في بنغيلا. ألم تسمع؟ لقد أنجبت أم الدنيا أربعة أبناء غير شرعيين، يعني أولاد الحرام كما تقولون إنتم، قيل لنا إن أبوهم يدعى أبو الدنيا، رفض الاعتراف بأبنائه الأربعة، وسافر إلى المونديال.. قاطعت العجوز وقلت: وهل من شهود على هذا الزواج العرفي؟ وهؤلاء الأبناء، اللقطاء الأربعة؟ ردت غاضبة: نعم، هناك الحكم كوفي كودجيا البينيني، الذي حضر عقد القران، لكنه حاول هو الآخر الهرب إلى جنوب إفريقيا، واللحاق بأبي الدنيا، لكن عساس الدنيا منعه من ذلك وأخبره أن شهادته لا يؤخذ بها، وأنه ذاهب إلى بلد لا يظلم عنده أحد، وأن جنوب إفريقيا ليست أنغولا.. وهنا فقط صحوت من النوم فزعا، واستغفرت الله على هذا الكابوس.. وللحديث بقية