شكلت الأزمة التي تتخبط فيها كرة القدم المغربية في السنوات القليلة الماضية، مصدر غليان لدى الشارع المغربي في الآونة الأخيرة، الذي بات قلقا من الوضعية الحرجة التي يمر بها المنتخب المغربي، وانعدام مؤشرات الخروج منها على الأقل في الوقت الراهن، لاسيما بعد فشل أسود الأطلس من الترشح لنهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم بأنغولا وجنوب إفريقيا على التوالي، الأمر الذي كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس احتقان الشارع المغربي، باعتبار أن كرة القدم كانت دائما تمثل الواجهة المشرقة للرياضة المغربية، على بعد أشهر قليلة من انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012، والتي أوقعت قرعتها المغرب رفقة المنتخب الجزائري، ما أثار تخوفات الجماهير المغربية من فشل أسود الأطلس في التنافس على تأشيرة التأهل أمام محاربي الصحراء، الذين سجلوا عودة قوية لواجهة المنافسات الدولية، في ظل الإرادة السياسية التي صارت تهتم أكثر من أي وقت مضى بمستقبل كرة القدم الجزائرية، وتتطلع دائما إلى الحفاظ على النتائج الإيجابية والإنجازات التي أضحت تحققها هذه الأخيرة. غياب الإرادة السياسية زاد من عمق أزمة الكرة المغربية ووجه النجم السابق للكرة المغربية، محمود التيمومي، في حصة بكل روح رياضية، عبر قناة الجزيرة الرياضية، للجزائري حفيظ دراجي، أمس الأول، انتقادات حادة، لغياب الإرادة السياسية لدى الهيئات المعنية بأمور الكرة المغربية، على غرار ما يحدث في الجزائر لدرجة عدم الاهتمام بإيجاد الحلول أو وضع برامج وخطط من شأنها تدارك الوضع قبل التصفيات القادمة، موضحا أن أغلب الهيئات الرياضية المغربية يشرف عليها أشخاص لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد ولا خبرة لهم بالمجال الرياضي، وأن العشوائية والارتجالية صارت هي المبدأ الحاكم للجامعة الملكية المغربية، محمّلا إياهم مسؤولية التراجع الرهيب الذي تعرفةكرة لاقدم المغربية في السنوات الأخيرة، ومُعيبا على الأحزاب الوطنية عزوفها عن الاهتمام بالنقاشات الدائرة حول مستقبل الرياضة المغربية، وعدم لعبها لأي دور في وضع خطط أو تقديم حتى أفكار للخروج من الأزمة، على غرار ما يحدث بالجزائر، مما يراه رفضا صريحا من قِبلهم لتحمل مسؤولياتهم من هذا الجانب. تأخر تعيين مدرب لأسود الأطلس يرهن حظوظهم في التحديات القادمة ليواصل نجم الكرة المغربية السابق، هجومه على الجامعة الملكية من خلال تأكيده بأن تأخر هذه الأخيرة في تعيين مدرب جديد للمنتخب الأول، من شأنه رهن حظوظهم في التحديات القادمة إلى درجة أن الأمر صار يمثل مرحلة فراغ كبير تعرفه كرة القدم المغربية، مرجعا ذلك إلى التغيير الذي وقع على الإتحاد المغربي، والذي يرى أنه كان ينبغي التريث فيه أو على الأقل إعادة النظر في بعض الهيئات التي تسير الإتحاد فقط، مضيفا أن تعيين المدرب الجديد صار ضرورة تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى، لإعطائه الوقت الكافي لتحضير المنتخب ليكون في المستوى خلال التصفيات القادمة والتي لم يعد يفصلنا عن انطلاقها الكثير. نحو العودة إلى الاستنجاد بالإطارات المحلية ويعيب الشارع المغربي عامة والنجوم السابقين لكرة القدم المغربية، على المسؤولين الحاليين تهميش الكفاءات المحلية، وتجاهل أطروحاتها بخصوص تنمية الرياضة المغربية، على غرار الباحث والدكتور المغربي حسين حرمة اللّه، الذي طالما تحدث عن إشكالات الكرة المغربية، وتم تجاهل كل الحلول التي طرحها لتستفيد منها دول الخليج، في الوقت الذي كان المغرب أجدر بالإستفادة من مجهودات أبنائه، مستدلين على ذلك بنجاح الجزائر في الوصول إلى المستوى الذي هي عليه الآن بفضل مدرب محلي، مما يتطلب حسبهم إعادة التفكير في تجديد الثقة في المدرب المحلي، الذي أثبت نجاعته من خلال تجربة بادو زكي السابقة. حرمة اللّه وبادو زكي مطلب شعبي يرفضه الساسة وبالتعريج على الأسماء المرشحة لتولي زمام العارضة الفنية لأسود الأطلس، من ضمن قائمة طويلة لأسماء مدربين محليين وأجانب، نجد أن اسمي الدكتور والباحث حسن حرمة اللّه، والحارس السابق للمنتخب المغربي بادو زكي، في مقدمتها في ظل تحول أمر تولي أحدهما العارضة الفنية لأسود الأطلس إلى مطلب شعبي يرفضه بعض المسؤولين على الجامعة الملكية، نتيجة التناقض العام في الرؤى مع هؤلاء، وانفرادهم بالقرار الرياضي الذي دفع ثمنه المنتخب المغربي، من خلال التجربة السابقة التي دفعت إلى استهلاك أربع مدربين في فترة قصيرة، ما دفع الجميع إلى المطالبة بوضع الثقة في الإطار المحلي وعدم تجاهله، خاصة وأن عواقب هذا التجاهل أدت ببعض الكفاءات المغربية إلى رفض الإشراف على أسود الأطلس، على غرار الدكتور حسن حرمة اللّه، الذي كان مرشحا لذلك لولا رفضه المهمة الملك يرسم خارطة طريق لإعادة الرياضة المغربية إلى السكة وشكلت رسالة الملك المغربي، محمد السادس، محور نقاش إداره الإعلامي الجزائري، حفيظ دراجي، في حصته الأسبوعية، بكل روح رياضية، والتي استضاف من خلالها العديد من الوجوه السياسية المهتمة بالشأن الرياضي المغربي، ونجوم سابقين للرياضة المغربية، والتي اعتبرها الجميع بمثابة رسالة يمكن الانطلاق من خلالها لوضع خارطة طريق لإعادة النهوض بالرياضة المغربية، مؤكدين بأنها جاءت لتعبّر بصدق عن توجهات الجماهير المغربية التي وجدت فيها جوابا عما يختلجها من تخوفات وتساؤلات حول مستقبل فريقها خلال التصفيات القادمة، خاصة أنها دعت كل الأطراف المسؤولة على الرياضة المغربية، إلى تحمّل مسؤولياتها لإعادة الكرة المغربية إلى الطريق الصحيح، من خلال السعي إلى التأهل لكأس إفريقيا القادمة وإعداد العدة لمنافسة المنتخب الجزائري، خاصة وأن المهمة تبدو صعبة في ظل التطور المستمر الذي تعرفه كرة القدم الجزائرية.