سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجدي عبد الغني (عضو الإتحادية المصرية واللاعب الدولي السابق) في حوار حصري ل "..القنوات المصرية الخاصة لعبت دورا كبيرا في إشعال نار الفتنة بين الجزائر ومصر
يؤكد اللاعب الدولي السابق للمنتخب المصري، ونجم الأهلي، وعضو اتحاد الكرة المصري الحالي، مجدي عبد الغني، من خلال هذا الحوار عدة نقاط هامة تتعلق بتقييمه لمشوار المنتخب الوطني في المونديال، مرورا بأهم النقاط التي ساهمت في إشعال نار الفتنة، وصولا إلى مبادرة الصلح التي يتم الترويج لها في الفترة الأخيرة، كما تحدث صاحب الهدف الوحيد للمنتخب المصري في شباك المنتخب الهولندي في مونديال إيطاليا عن تداعيات الأزمة التي خلفتها العقوبة التي سلطتها العقوبة التي أصدرها الإتحاد الدولي في حق منتخب الفراعنة وكيف تمكن روراوة من إسقاط زاهر في ظرف قياسي، فضلا عن عدة نقاط أخرى تجدونها في هذا الحوار الشيق. بداية شكرا على قبولك محاورتنا؟ لا شكر على واجب.. أنا في خدمتك وخدمة الأشقاء الجزائريين، مع العلم أنني لا أتحدث كثيرا لوسائل الإعلام لكن لا بأس لأنك من الجزائر. بداية كيف تقيّم مشوار منتخبنا الوطني في المونديال الإفريقي؟ تريد الصراحة المنتخب الجزائري لم يقدم ما كان منتظرا منه في المونديال الإفريقي، بحكم أنه لم يتمكن من تسجيل أي هدف في الدورة والنتائج التي حققها لم تكن بحجم طموحات الشارع العربي الذي كانت كل أعينه موجهة إليه باعتباره الممثل الوحيد للعرب في المنافسة الإفريقية، لكن هذا لا يعني أنها كانت سلبية لأن الفريق في الأخير تمكن من أداء مباريات رجولية وخرج بأقل الأضرار. لكن الإعلام العربي أثنى كثيرا على مردود الخضر.. كيف تفسر هذا التناقض؟ حتى الإعلام المصري أثنى على الأداء الذي ظهر به المنتخب الجزائري، لكنني أتحدث بصفتي لاعب سابق في كرة القدم، وأعرف جيدا ما معنى أن فريق يتأهل، ولا أخفي عنك أن جل العرب أكدوا أنه كان بإمكان المنتخب الجزائري أن يتألق أكثر في حال لعب بنفس الطريقة التي واجه بها منتخبنا الوطني في التصفيات، لأن المنتخب المصري من أقوى المنتخبات الإفريقية والفريق الذي يفوز عليه بإمكانه الإطاحة بأي منتخب كان. وكأنك تريد القول إن المنتخب المصري كان قادرا على أداء دورة أحسن من التي قام بها الخضر، أليس كذلك؟ صحيح أن منتخبنا لم يتمكن من التأهل إلى المونديال الإفريقي والتي أعتبرها شخصيا لعنة مست جيل أبوتريكة، لكن صراحة هذا الجيل كان بإمكانه أن يتألق في المونديال وأن يقدم دورة مشرفة، وهذا بالنظر إلى الخبرة التي يتمتعون بها، بالنظر إلى تتويجهم بثلاثة كؤوس إفريقية متتالية، معطيات كان من الممكن أن ترجح كافة الفراعنة لتمثيل لعرب أحسن تمثيل دون التقليل من المنتخب الجزائري. تتحدث عن خبرة المنتخب المصري في القارة السمراء، ولكن المونديال يختلف تماما عن الكاف، فكيف ذلك؟ صحيح أن الجيل الذهبي للمنتخب المصري لم يتمكن من التأهل إلى المونديال، لكنه سبق له التعامل مع بعض المنافسات العالمية والإحتكاك بأكبر نجوم العالم، على غرار كأس القارات، أين تمكن منتخبنا من الفوز على بطل العالم، معطيات من شأنها أن تقف أمام المنتخبات التي واجهتها الجزائر. لكن ألا ترى أن المنتخب الجزائري أكبر احتكاكا بنجوم العالم من خلال مشاركة لاعبيه في أكبر البطولات الأوروبية؟ لكن الأمر يختلف صحيح أن المنتخب الجزائري يمتلك عدة أسماء تنشط في أكبر البطولات الأوروبية وهي في احتكاك دائم مع نجوم العالم، لكن الأمر يختلف عن المنتخب الوطني، بحكم أن الإنسجام الذي يمتلكه المنتخب المصري بالنظر إلى الإستقرار الكبير للمجموعة كان بإمكانه أن يساعد الفريق في التألق، خاصة في المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب الجزائري، وهنا أريد أن أشير إلى شيء هام. ما هو؟ المجموعة التي تواجد فيها المنتخب الجزائري تعتبر أسهل مجموعة في المونديال، ولو كان المنتخب المصري في نفس المجموعة لكان من المنتخبين المتأهلين إلى الدور الثاني. ألا ترى أن الخضر استطاعوا تحقيق نتائج أحسن من تلك التي حققها الفراعنة أمام كل من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية؟ يمكن قول ذلك بالنظر إلى النتائج، حيث تمكن الفريق الجزائري من فرض التعادل على المنتخب الإنجليزي في وقت خسر منتخبنا الوطني أمام الإنجليز في المواجهة الودية، كما تمكن رفاق زياني من الإنهزام بهدف يتيم أمام أمريكا في وقت انهزمنا أمامهم بثلاثية. إذا يمكن القول إن الجزائر حققت ما عجز عنه منتخبكم في الأخير؟ نحن لسنا هنا للمقارنة لأن ما أردت قوله إن المنتخب المصري كان بإمكانه التألق بحكم سيادته على القارة السمراء في الفترة الحالية. من جهتنا أردنا فقط توضيح الصورة أكثر، لأن المنافسة الإفريقية تختلف تماما عن المونديال.. (يتريث)... أوافقك الرأي صحيح أن المنافسة العالمية تختلف عن كأس أمم إفريقيا وكل فريق كان بإمكانه التألق كما كان بإمكانه أن يمر جانبا. وماذا عن المشاركة الإفريقية في جنوب إفريقيا بصفة عامة؟ المنتخبات الإفريقية لم تكن هي الأخرى في حجم التطلعات، خاصة المنتخب الكامروني الذي يعتبر من المنتخبات القوية، بالإضافة إلى كل من البلد المنظم، كوت ديفوار، نيجيريا والمنتخب الجزائري، بغض النظر عن المنتخب الغاني الذي أدى دورة أقل ما يمكن القول عنها إنها مشرفة إلى أبعد الحدود، لولا العقلية الإفريقية التي حرمته من دخول التاريخ والتأهل إلى المربع الذهبي. حسب رأيك ماذا ينقص المنتخبات الإفريقية حتى تتألق في المونديال؟ تنقصها الإحترافية، فعندما تشاهد لاعب في المنتخب الغاني وقائد في الفريق يسدد ضربة جزاء بطريقة غريبة، هنا تفهم لماذا لم تتمكن المنتخبات الإفريقية من التألق في المونديال بالرغم من أنها تملك في صفوفها خيرة نجوم العالم على غرار المنتخب الغاني والإيفواري. نعود للمنتخب الجزائري، الإتحادية الجزائرية لكرة القدم قررت الإبقاء على سعدان على رأس العارضة الفنية، ما هو رأيك؟ صراحة لا أريد الدخول في مثل هذه المتاهات لأن الأمر هنا يتعلق بالإتحادية الجزائرية لكرة القدم ومحمد روراوة هو المسؤول عن ذلك، أقل ما يمكن أن أقوله أن الناخب رابح سعدان ارتبط اسمه بتأهل الجزائر إلى المونديال وأعاد الكرة الجزائرية إلى الواجهة من خلال تأهل منتخب بلادكم إلى المونديال الإفريقي وكاس أمم إفريقيا، حتى وإن كان ذلك بضربة حظ له، لكن علينا كعرب أن نجدد ثقتنا في المدربين المحليين لأن من قاد الجزائر ومصر للتألق هي أسماء عربية مائة بالمائة. ماذا تريد أن تقصد بضربة حظ للناخب الوطني رابح سعدان؟ أقصد أن رهانه لم يكن أبدا التأهل إلى المونديال، لكن بعد أن أطاح بالمنتخب المصري في الجزائر، تغيرت المعطيات وأصبح المنتخب الجزائري أقرب إلى تحقيق المعجزة. لكن الخضر تمكنوا من التأهل في مباراة فاصلة، فأين هو الحظ من ذلك؟ ما أريد أن أقوله هو أن هدف الناخب الوطني الجزائري رابح سعدان تغير بعد الإطاحة بالمنتخب المصري في البليدة، ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك، لأن جل التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير كانت تصب في خانة أن الرهان هو التأهل إلى كأس أمم إفريقيا. نعود إلى قضية الإحتقان التي مست المنتخبين جراء أحداث القاهرة، حسب رأيك.. إلى ماذا ترجع كل الذي حدث؟ من قديم الزمان والمواجهات التي تجمع المنتخبين أو الأندية المصرية الجزائرية تتميز بالحرارة الزائدة، وهذا راجع لرغبة كل طرف في الخروج بكامل الزاد والتألق، لكن ما حدث في القاهرة والسودان راجع بالدرجة الأولى إلى الإعلام الذي تناول القضية بطريقة أقل ما يمكن القول عنها إنها غريبة، وبدوافع أقل ما يمكن القول عنه أنه تجارية "الربح وفقط". لكن ألا ترى أن الجانب المصري هو من بدأ الحرب الإعلامية بتطاوله على معالم الجزائر؟ هي أقلية من القنوات الخاصة والتي لا تعكس أبدا الشارع المصري لأن الكل يبجل ثورة التحرير الجزائرية، ومن غير اللائق أن تخرج مباراة في كرة القدم عن نطاقها الرياضي، حتى الإعلام الجزائري له ضلع في ذلك، وما أريد قوله لكل الإعلاميين هو التريث ونقل الحقائق كما هي في الواقع بدون إثارة أو تزوير الحقائق. تقصد أن أطرافا استغلت الفرصة لخدمة مصالحها الخاصة، أليس كذلك؟ من دون أدنى شك فبعض الإعلاميين الخواص استغلوا الفرصة من أجل الربح، لكن ما أثار غضبي أكثر هو تعامل الإعلام الصهيوني مع القضية، خاصة جريدة معاريف التي راحت تتكلم عن العرب والمسلمين مستغلة ذلك لتشويه الإسلام لرأي العام العالمي. محافظ الإسماعلية طرح فكرة إقامة مباراة ودية بين المنتخبين، هل هناك أي تفعيل لهذه المبادرة؟ نعم اتحاد الكرة المصري بصدد دراسة هذه الفكرة بالذات وسيطرحها في الأيام القليلة القادمة على الطرف الجزائري، وبالتحديد في اجتماع شمال إفريقيا، حيث من المنتظر أن نعالج القضية وأن نمهد الطريق لهذه المبادرة الطيبة حتى نتمكن من لم الشمل، مستغلين بذلك العلاقة الطيبة بين روراوة وأبوريدة. مؤشرات في الجزائر توحي أن أبوريدة وروراوة قلصا من عقوبة المنتخب المصري، هل هذا صحيح؟ صراحة أحرجتني بهذا السؤال لأني عن جد لا أعرف ذلك.. ما أعرفه أن العلاقة بين الطرفين طيبة لا أكثر ولا أقل. روراوة أحدث ثورة في مصر بعد تفوقه على زاهر، كيف كان ردكم باعتباركم عضو في اتحاد الكرة المصري؟ صحيح أن روراوة أحسن التعامل مع الأزمة وتمكن في ظرف قياسي من إيصال القضية إلى الرأي العالم العالمي، فضلا عن الملف الثقيل الذي أودعه لدى الإتحاد الدولي، لكن هذا لا يعني أنه أحدث ثورة في الشارع المصري. لكن الإعلام المصري أكد ذلك في عديد المرات الكل يعمل حسب توجهه ومصلحته الخاصة، وليس كل ما يقال صحيح مائة بالمائة. نبتعد عن أجواء الإحتقان ونعود إلى مبادرة الصلح ألا ترى أن مواجهة الشبيبة لكل من الأهلي والإسماعلية فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها؟ من دون أدنى شك الفرصة مواتية لإعادة المياه إلى مجاريها ولعل المبادرة التي قامت بها السلطات المحلية الإسماعلية أكبر دليل على رغبة الجانب المصري في طي صفحة الماضي وإعادة المياه إلى مجاريها لأن ما جمعه التاريخ، العروبة والإسلام لا يمكن أبدا أن تفرقه الكرة. في الفترة الأخيرة رشحت عدة أسماء لقيادة المنتخب الوطني قبل تجديد عقد سعدان، على غرار ماجر وبن شيخة، هل ترى أن هذه الأسماء قادرة على تقديم الأفضل للمنتخب؟ صحيح أن الأسماء التي تم تداولها كبيرة، على غرار ماجر الذي سبق لي مواجهته في البطولة البرتغالية، وكذا مع المنتخب الجزائري، وكذا محي الدين خالف الذي احترمه كثيرا كان بإمكانها أن تساعد المنتخب الجزائري لكن الكلمة في مثل هذه الأمور تعود دائما للإتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى رأسها الرجل الأول محمد روراوة. ما هي الأسماء الجزائرية التي سبق لك مواجهتها وترشحها لأن تكون على رأس العارضة الفنية في المستقبل؟ لو ذكرت كل اللاعبين الذين واجهتهم لما تمكنا من إنهاء الحوار.. بداية واجهت كل نجوم منتخب الثمانينيات، بداية بماجر، بلومي، سرباح والبقية، لكن صراحة لا أريد أن أرشح أحدا ليكون على رأس الطاقم الفني للخضر في الفترة القادمة لأنه ليس من صلاحياتي ، كما واجهت عدة أسماء أخرى مع الأندية الجزائرية على غرار مولودية الجزائر التي اعتبرها من أكبر الأندية الجزائرية من بين الأسماء التي أتذكرها بن شيخ الذي كان عن جد من أحسن اللاعبين في الفريق. كلمة أخيرة أشكركم على هذه الإلتفاتة الطيبة والتي أريدها أن تكون منبرا لأمرر من خلاله رسالة حب من الشعب المصري إلى الأشقاء الجزائريين عنوانها لننسى الماضي ونفكر في الحاضر والمستقبل.. نحن أشقاء بحكم التاريخ، العروبة والإسلام ولا يمكن أبدا للكرة أن تفرقنا.