ستظل أمسية أول أمس الأحد راسخة في ذهن الناخب الوطني السابق رابح سعدان، رغم أنه استقال من تدريب المنتخب الوطني قبل شهر من الآن، وبالضبط بعد مباراة تانزانيا التي انتهت بالتعادل الإيجابي على أرضية تشاكر، إلا أنه كان أشد المتأثرين بعد الهزيمة التي مني بها أشباله السابقين في بانغي، أمام منتخب أقل ما يقال عنه أنه أضعف بكثير من الخضر وحسب أحد المقربين منه فإن سعدان لم يشاهد اللقاء أصلا، بسبب تواجده في تونس وانشغاله ببعض الأمور التي منعته من مشاهدة المباراة حسب ذات المصدر، إلا أنه رفض مشاهدة الخضر ولم يتحمل أن يرى المنتخب يلعب بعيدا عنه وفي دكه الإحتياط مدرب آخر، رغم أنه لا يكن أي إحساس سيئ لبن شيخة، إلا أن مشاهدة المنتخب في هذه الظروف تبقى صعبة، خاصة أن هذه المباراة الأولى التي يلعبها الخضر بعد استقالته وصعب عليه مشاهدة أشباله السابقين الذين تربطه بهم علاقات جيدة وعائلية. سبق وأن حذر من منتخب أفريقيا الوسطى وتانزانيا بعد القرعة ويتذكر الكل ردة فعل سعدان وتصريحاته عقب إجراء قرعة تصفيات أمم أفريقيا، التي ستقام في الغابون وغينيا الإستوائية 2012، وبعد أن رشح الجميع الجزائر والمغرب للتنافس على المركز الأول المؤهل مباشرة إلى النهائيات، حذر سعدان من منتخبي أفريقيا الوسطى وتانزانيا وقال بالحرف الواحد: "كرة القدم الإفريقية تطورت كثيرا ولا يجب استصغار أفريقيا الوسطى وتانزانيا، رغم أنهما مجهولان مقارنة بالجزائر والمغرب، والتنافس على تأشيرة التأهل إلى الكان سيلعب بين الفرق الأربعة وليس الجزائر والمغرب فقط". كلما يغادر المنتخب إلا ويدخل في أزمة نتائج ومن مساوئ الصدف أن المنتخب الوطني يدخل في أزمة نتائج، مباشرة بعد مغادرة الشيخ رابح سعدان للعارضة الفنية للمنتخب الوطني، والجميع يتذكر سنة 2004 وبعد الأداء الطيب الذي قدمه رفقاء الصغير آنذاك زياني، ضد عمالقة الكرة الإفريقية الكامرون ومنتخب الفراعنة بهدف آشيو بقيادة سعدان، الذي أقيل مباشرة بعد ذلك وعين مكانه كفالي، الذي عجز عن تأهيل المنتخب مرتين متتاليتين إلى أمم إفريقيا وانتظر الجميع عودة سعدان، لتعود النتائج وكان التاريخ يعيد نفسه هذه المرة والتخوف بدى من عدم المرور إلى الكان، بعد أن خضنا كأس العالم قبل أشهر قليلة، وذلك مباشرة بعد استقالة سعدان من على رأس المنتخب الوطني. إشاعة وفاته أغضبته كثيرا وزادت من تذمره وما زاد الطين بلة هي إشاعة وفاته التي روجها أحد المواقع الحقيرة المصرية، التي نقلت الخبر من أحد الصحف الجزائرية التي تدعي الريادة في الجزائر، والتي سمع بها بعد أن تهاطلت عليه المكالمات للتأكد من الخبر، وبما أنه كان خارج الوطن فصعب الإتصال به لتزيد الأمور سوءا إلى غاية أن علم بالخبر، ووكل الله على الذي كان السبب في ترويج الإشاعة، سواء كانت من الجزائر أو مصر لأن ذلك عيب كبير وأصبح الجميع يبحث عن الشهرة، والربح على حساب أرواح الأفراد الغالية والتي لا تقدر بثمن، لأنه قبل أي شيء إنسان ونفس الإنسان غالية. الكل أدرك الآن أن المشكل ليس في المدرب وبعد الأداء المخيب الذي أظهره نجوم المنتخب على غرار بلحاج، الذي ضيع نفسه وعنتر الذي لا يكفيه القلب والإرادة، في ظل المستوى الضعيف الذي وصل إليه، ويبدة الذي لا يحتمل حرارة الجزائر، فما بالك بأدغال إفريقيا الوسطى، واستهتار غزال بمشاعر 35 مليون جزائري، وأنانية جبور الذي لا تهمه إلا مصلحته مع ناديه، ليتأكد للجميع أن المشكل لم يكن في سعدان ولا في بن شيخة بقدر ما هو في اللاعبين أنفسهم، إن لم نقل من أعلى هرم في الكرة الجزائرية الذي يسير الساحرة المستديرة بدكتاتورية وعشوائية لا مثيل لها.