رايس مبولحي قصة حارس الخضر في بلاد الساموراي

مبولحي عزف على الموندول في اليابان... وفي 2010 لعب المونديال

لاعبو ريوكيو (القسم الثالث): "لم نصدق لما شاهدناه في كأس العالم وناصرنا الجزائر من أجله"
مشوار غريب ومغامرات مختلفة في ثقافات وبلدان عديدة، هي أهم ميزة يختلف عنها حارس الخضر وهاب رايس مبولحي عن بقية زملائه في المنتخب الجزائري، ورغم أنه انطلق في مسيرته الكروية مثل البقية في البطولة الفرنسية التي تعد أهم بطولة يختارها الجزائريون للبروز والتألق، هذا الأخير لم يكن سهلا لجميعه بما فيهم مبولحي الذي عانى التهميش في نادي "مارسيليا" ولم تمنح له الفرصة لإثبات قدراته وتسجيل مشاركات رسمية، قبل أن يقرر خوض مغامرة نحو وجهة أخرى قصد بعث مشواره في العديد من البلدان، على غرار اسكتلندا، اليونان وبلغاريا وأخيرا روسيا لكن مروره على البطولة اليابانية مع فريق في القسم الثالث يدعى "ريوكيو" يعد أحد المحطات التي تبقى غامضة في مشوار حارس الخضر، خاصة وأنّ بلاد الساموراي تختلف اختلاف جدري عن البلدان الأخرى في مختلف الأمور إن لم نقل مجملها، لكن تمكنا من اختراق عوامل المسافة والزمن وصعوبة اللغة لكشف بعض ما عاشه مبولحي في اليابان.
لم يوفق في فرنسا، اسكتلندا واليونان
لم يجد مبولحي ضالته في فرنسا، وقرر الذهاب إلى البطولة الاسكتلندية سنة في 2006 ولعب لفريق "هارتس" الذي يلعب له حاليا مدافع مولودية الجزائر سابقا إسماعيل بوزيد، لكن لم يوفق في التألق والبروز ولم يشارك في أي لقاء رسمي مع الفريق الاسكتلندي، هذا وتيقن مبولحي أن عليه شدّ الرحال نحو وجهة أخرى لعل الحظ يكون معه هناك، وبالتالي توجه نحو بلاد الإغريق ولعب لفريقي "ايثنيكوس" في 2007، أين لعب معه 5 مباريات، وفي 2008 انتقل نحو بانتيتو ليكوس وحصل على فرصة أكبر وشارك في 8 مباريات رسمية وخلالها احتك مبولحي مع لاعبين واكتسب خبرة ولو صغيرة لكنها كانت انطلاقة بالنسبة له.
اقتنع أن الحظ يجب البحث عنه ولم يخش بلاد الساموراي
اقتنع مبولحي أنه يجب البحث عن الحظ وقد تجده في أقصى الأرض، ولم يخش تجربة في بلاد الساموراي، حيث عرض عليه الانتقال نحو فريق "ريوكيو" الياباني المنتمي إلى القسم الثالث، حيث رغم أن المغامرة تعد جد صعبة وعواقبها قد تكون وخيمة، لاختياره بلاد لا تعتبر فيها كرة القدم لعبة شهيرة، رغم أنها وجدت لها مكانا فيما بعد، إلا أن مبولحي قبِل التحدي ولعب بين عامي 2008 و2009 للفريق الياباني، أين كان المدرب تروسي وراء الصفقة وفضل نقله معه بعد أن عرض عليه تدريب الفريق، وبما أن العرض كان مقبولا ماليا قبل الفكرة.
خاض 22 مباراة استفاد منها كثيرا
خاض مبولحي 22 مباراة رسمية مع فريقه الياباني، جعلته يكتسب حجم من المنافسة يمكنه من إبراز البعض من قدراته، وبما أنه كان صغيرا في السن ومورفولوجيته لم تكتمل جيدا، فإنه لم يتألق بكثرة لكنه بالمقابل لم يخفق وحافظ على قيادته للفريق، إذ كان الحارس الأول دون منازع، وترك بصمته في التشكيلة، كما صنع فرحة الفريق في عدة مباريات وقدّم وجها بارزا.
عزف الموندول.. تعلم اليابانية.. وتعايش مع التقاليد هناك
تعايش مبولحي مع التقاليد والثقافة اليابانية، رغم أنه خجول ويبتعد كثيرا عن الأضواء أصدقائه ليسو كثر، واستغل أوقات فراغه في عزف آلة الموندول، أين قضى أوقات شيقة وتعلم اليابانية رغم صعوبتها لكن ليس بطلاقة واندمج هناك بسهولة، جعلت مغامرته رائعة رغم عامل الغربة الشوق إلى الأهل.
لم ييأس وانتقل إلى سلافيا صوفيا البلغاري في 2009
واصل مبولحي مغامرته وخرجاته غير المتوقعة، والتي كان بنفسه غير مصدقا لها، وأن القدر هو الذي قاده نحو المكان الذي لا يتوقعه أبدا، وجاءته فرصة عبر مناجير خاص للعب في البطولة البلغارية، كما فكر جيدا واعتبر الفرصة جد رائعة لأنه سيلعب في القسم الأول
ويقترب من الديار، وعليه قرر مغادرة بلاد الساموراي نحو بلاد البلغار، وهناك لعب مع فريق "سلافيا صوفيا" أين سطع نجمه وخاض 29 مباراة رسمية في الدوري الأول المحترف، أحس خلالها مبولحي أن طريق النجومية بدأت تتعبد رويدا رويدا.
توّج معه بجائزة أحسن حارس في بلغاريا
توّج مبولحي مع فريق "سلافيا صوفيا" بجائزة أحسن حارس في بلغاريا، ورغم هذا التتويج لم يتوقع حتى في الأحلام أن يختصر طريق كبيرة من ناد ياباني نحو منتخب وطني، وإن كان يحمل الجنسية الفرنسية ويحق له حمل الجنسية الجزائرية، فلم يفكر في ذلك مطلقا من منطلق أنه لن يشد انتباه الاثنين ولا يزال أمامه عملا كبيرا.
التجارب مع مانشستر رفعت من قيمته
التجارب التي خاضها مبولحي مع مانشستر يونايتد كانت بمثابة إشهار عالمي كبير، واستفاد من ذلك وشد انتباه الخضر والمسؤولين لضمه للمنتخب الوطني تحضيرا لمونديال جنوب إفريقيا.
مفاجأة العمر ودعوة المنتخب الجزائري
لم يكن مبولحي معروفا لدى الجزائريين في تلك الفترة، وكان الكل منشغلا بالانجاز الذي حققه زملاء شاوشي بطل "أم درمان" ولا أحد كان يرى أحسن منه حتى تلك الفترة، لكن مع اقتراب المونديال بدأ الشيخ رابح سعدان في تدعيم التشكيلة قبل رحلة جنوب إفريقيا وكان قلة فقط من يدري أن هناك حارسا جزائريا ينشط في بلغاريا، لكن شغف الجزائريين جعل الكلام ينشر حتى وصل مسمع المعنيين، إلا أن عرض الناخب الوطني الذي أرسل لمعاينته وكان التقرير إيجابيا ووجهت له الدعوة لتعد أكبر مفاجأة في العمر بالنسبة لمبولحي وحتى لفريق سلافيا ولمقربيه وعائلته بعد أن أصبح قريبا من المشاركة في مونديال 2010.
استغل أول خطأ لشاوشي ودخل التاريخ أمام إنجلترا وأمريكا
مرت الأيام بسرعة على مبولحي منذ انضمامه للخضر، والتزم الصمت وراء شاوشي مستغلا أول خطأ منه، أين ناب عنه في أكبر أهم المباريات في تاريخ الكرة الجزائرية أمام نجوم إنجلترا، أين تألق مبولحي حينها بقوة وأشاد الجميع بقدراته وأنسى الجماهير الجزائرية في حارسها البطل شاوشي وأصبح الجوهرة السوداء في أقصر مدة.
زملاؤه في اليابان لم يصدقوا أعينهم لمّا رأوه في المونديال
تابعت بعض المواقع اليابانية أخبار مبولحي بعد مغادرته للفريق، وظلت في بعض الأحيان تنقل جديده، وأشارت إلى انتقاله إلى بلغاريا وتألقه واختياره كأحسن حارس، لكن تفاجأت أنه اقترب من مانشستر يونايتد وهلل الجميع في الفريق وكان فخرا لنادي يلعب في القسم الثالث بالنسبة لهم يقترب من العملاق مانشستر بعها جاءت المفاجأة الكبرى لزملائه في الفريق، لما شاهدوا يلعب في المونديال لصالح المنتخب الجزائري بعد أن كان في وقت مضي بينهم وهذه بعض التصريحات لهم.
زميله في ريوكيو (كينجي هادا): "أعجبت بمبولحي وأهنئه بالمونديال"
نقلت تقارير يابانية عبر مواقع مقربة للفريق، وكذا الموقع الرسمي للنادي، عدة تصريحات تخض زملاءه وقال كينجي هادا في خصوص مبولحي "أعجبت بمبولحي وأهنئه بالمشاركة في المونديال وحظا موفقا".
يوما موري موتو: "مبولحي في كأس العالم لم أصدق عيناي"
من جهته، انتاب زميله دهشة كبيرة بعد أن شاهده في جنوب إفريقيا، وقال عنه مبولحي في كأس العالم لم أصدق الأمر ولم أصدق عيناي أنّي رأيته يلعب وأنا أسانده من اليابان".
نوايا: "لعبنا سويا وهو يشارك في المونديال؟! أنا أسانده بعد المنتخب الياباني"
أكد زميل له في فريق ريوكيو، أن اندهش مثل بقية زملاءه وقال "لعبنا سويا وهو يشارك في المونديال في إشارة منه إلى علامات التعجب وعدم التصديق، لكنه بالمقابل أكد أنه يسانده مع الجزائر بعد المنتخب الياباني".
أنصار الخضر شدّوا انتباههم في المونديال
حتى وأن كان الفرق كبيرا ولا مجال المقارنة بين عدد السكان في اليابان والجزائر، إلا أنّ أنصار وجماهير الخضر شدت انتباههم، حيث نالوا نصيبهم وتم تخصيص تقارير عنهم باليابانية، وهذه الصور توضح القيمة الكبيرة لجماهير المنتخب الوطني التي لا تعرف المستحيل.
أخباره لا تزال تصلهم وتحدثوا عن انتقاله إلى روسيا
ترك مبولحي انطباعا جيدا، وأصبحت أخباره تصل عبر المواقع المقربة من الفريق، خاصة وأنه أصبح نجما. هذا وأشار تقرير لموقع ياباني أنّ مبولحي انتقل إلى فريق "سوفيتوف" الروسي من سلافيا، بعد أن انتهت فترة إعارته من "سيسكا صوفيا" ليسجل اسمه بأحرف من ذهب بعد رحلات استكشاف مثيرة.
روبورتاج: م. حمزة