غادرت البليدة مُكرها.. الإتحاد دائما في القلب وقد أعود يوما حلّ الحارس السابق لعرين مدينة الورود والحالي لإتحاد عنابة الهادي واضح ضيفا على مقر يومية "الشباك" وخصنا بهذا الحوار الصريح الذي كشف فيه عن عدة أمور قال إنه يفصح عنها لأول مرة، وكان الحديث شيّق مع ابن واد العلايڤ الذي لا يعرف البروتوكولات والذي يتحدث بكل عفوية وصدق، وكان النصيب الأوفر من فحوى الحوار أن محدثنا كشف عن القصة الكاملة والحقيقية لمغادرته لفريق القلب إتحاد البليدة، كما أكد أنه مازال يحلم بالعودة إليه مرة أخرى، وذكر أيضا أسباب عدم وصوله إلى حد الآن للمنتخب الوطني وأهم المحطات في مشواره الكروي سيما وأنه كان يسرد الحقائق بتأثر كبير.. تابعوا بداية مرحبا بكم في مقر "الشباك" ونشكر تلبيتكم الدعوة.. شكرا لكم ولجريدة "الشباك" على هذا الاهتمام، أنا تحت تصرفكم ومستعد للإجابة على كل أسئلتكم وانشغالاتكم، ولي الشرف أن أكون ضيفا عندكم. كيف وجدت الأجواء في فترة الراحة التي تقضيها بالبليدة وبالضبط بمسقط رأسك بواد العلايڤ؟ في الحقيقة وبالنظر إلى التزاماتي مع فريقي صرّت أشتاق وأحن للأجواء في البليدة، وبما أنّ البطولة توقفت، منحنا الطاقم الفني فترة راحة ومن الطبيعي أن أقضيها بمسقط رأسي رفقة الأهل والأحباب والأجواء جيدة في واد العلايڤ وكل شيء على ما يرام. وما هي أخبار فريقك إتحاد عنابة؟ مررنا بفترة صعبة في الجولات الأخيرة التي قضيناها مع المدرب السابق عبد القادر عمراني، بسبب غياب النتائج السلبية لكن سرعان ما عدت المياه إلى مجاريها بعد تغيير المدرب لأن الفريق ومع احترامي الكبير للمدرب عمراني الذي لا أحمّله مسؤولية النتائج السلبية التي حصلنا عليها كان بحاجة ماسة إلى "ديكليك". المعروف أنّ أنصار عنابة يعشقون فريقهم حد النخاع ويفرضون عادة على لاعبيهم ضغطا رهيبا كيف تتعامل مع هذا الضغط؟ في الحقيقة الآن أصبحت من اللاعبين القدامى في عنابة، وأنصار أي فريق مهما كان دون الحديث عن أنصار عنابة بصفة خاصة تجدهم يحبون أنديتهم ويُطالبون بالنتائج الإيجابية، الآن أصبحت أعرف البيت جيدا ولا أجد أي مشكل في التعامل مع الأنصار أو مع محيط الفريق. إذن تمكنت من كسب ثقة الهولڤانز؟ الحمد لله؛ علاقتي بأنصار فريقي جد طيبة هناك ثقة كبيرة متبادلة بيننا كبرت بمرور الوقت، فالحمد لله أنا لا أقصر في حق فريقي وأبذل كل ما في وسعى لإسعادهم وهم يقدرون التضحيات التي أقوم بها اتجاه الفريق الذي أحمل ألونه وأتمنى أن أكون دوما عند حسن ظنهم. يمكن القول إنك وفي ظرف وجيز أصبحت قائدا للفريق.. ما سرّ ذلك؟ لا يوجد أي سرّ؛ كل ما في الأمر أن جل زملائي القدامى في الفريق غادروا الفريق فأصبحت من بين أقدم اللاعبين في التشكيلة، وبصراحة الأنصار هم الذين قلدوني شارة القائد والحمد لله أنا بالقدر مع أنصار عنابة وحتى مع الطاقم الفني والإدارة. على ذكرك الإدارة هل يمكن أن تشرح لنا طبيعة علاقتك مع الرئيس منادي الذي علمنا أنه يستشيرك كثيرا؟ علاقتي مع الرئيس منادي جيدة وهناك أيضا ثقة كبيرة متبادلة بيننا، فبعد أكثر من موسمين قضيتهما في عنابة أصبحت من بين أبناء الفريق والرئيس منادي يقدرني ويحترمني وبما أنّي قائد الفريق فكثيرا ما يستشرني في أمور تخص الفريق، ولا أمانع في الإدلاء برأي مادامت عنصرا في التشكيلة وأريد الخير للفريق الذي أحمل ألوانه. ما تعليقك عن التغيير الذي حدث على سياسة الرئيس منادي الذي تحول إلى سياسة التشبيب بعد أن كان في السابق يتعاقد مع ألمع اللاعبين؟ الرئيس منادي هو المسؤول الأول عن النادي ومن حقه تسيير فريقه بالطريقة التي يراها تناسبه، أظن أنّ تشكيلة فريقي حاليا هي مزيج بين لاعبين يملكون الخبرة وكفاءات شبانية ستقول كلمتها مستقبلا حتما. اسمك كحارس مرمى ارتبط بفريقك الأول إتحاد البليدة، لنتحدث قليلا عن فريق مدينة الورود هل مازلت تتابع أخباره؟ بالطبع؛ هذا أمر مفروغ منه؛ فالبليدة فريق القلب الذي أعشقه وأناصره ولا يمكن أبدا أن تتغيّر نظرة حبي له، فأنا ابن البليدة وأتابع أخبار فريقي المفضل عن كثب وأريد له كل الخير، بدليل أنّي أحضر حتى لمشاهدة المباريات. لكن لماذا غادرت البليدة في السابق مادامت تُكِّن له كل هذا الحب؟ الله غالب.. مكتوب ربّي، صدقني الآن لا أريد أن أتهم بعض الأطراف فهناك أمور لا داعي لكشفها على صفحات الجرائد فالجميع يعرفها، المهم أنّي غادرت البليدة مُكرها، وأن الرئيس زعيم "ما قيمني" وأجبرني على المغادرة لكن مستقبلي لم ينته فيما بعد. لكن الأكيد أنك مازلت تشهد أن البليدة فتحت لك أبواب الشهرة والتألق؟ أمور كهذه لا يمكن أن ينكرها أي لاعب عاقل مكاني فأقولها وأكررها فضل البليدة عليّ كبير ولن أنساه ما حييت لكن خروجي منها لم يكن بالطريقة التي كنت أتمناها، عموما ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. يقال إن صراعا كبيرا كان بينك وبين زميلك السابق في البليدة الحارس محمد صمادي هل من توضيح؟ .. صمادي حارس كبير؛ أعتبره مثل أخي، ولا أنكر أيضا أنّي تعلمت منه الكثير فلقد كنت لمدة طويلة الحارس البديل له، لكن أن كنت في منحى تصاعدي وصمادي كان في منحى تنازلي.. ومن الطبيعي أن يكون المستقبل أمامي في حين أن صمادي كان في نهاية مشواره، المشكل الوحيد، أنه لم يهضم تألقي وعموما أمور كهذه تحدث على مستوى كل الأندية. من بين المباريات التي لا ينساها أنصار إتحاد البليدة مباراة نصف النهائي التي أقصيتم فيها بضربات الجزاء أمام مولودية الجزائر وكنت أنت حارسا للتشكيلة حدثنا قليلا عن هذه المواجهة؟ آه.. أنا أيضا سأبقى أتذكر تلك المباراة فلقد حدث لي فيها ما حدث، كيف لا ونحن كنا على بعد ركلة جزاء واحدة من بلوغ النهائي، عموما الحظ لم يكن إلى جانبنا حينها والسيدة الكأس أدارت ظهرها لنا. لكن البعض يحمّلك المسؤولية لأنك لم تتصدى لأي ضربة جزاء؟ صحيح لم أتصد لأي ضربة جزاء، لكن عناصر المولودية ضيّعوا ضربتين وكانت الأولوية لنا وحتى بوفون حارس المنتخب الإيطالي لم يتصد لضربات الجزاء التي يكون فيها عادة الحظ حليف الحراس، وأريد أن أضيف أمرا مهما لو سمحت. أجل بالطبع تفضل ما هو؟ أذكر جيدا؛ ويذكر الجمهور البليدي أننا كنا على بعد تسجيل ضربة جزاء واحدة للتأهل دون المرور للسلسلة الثانية، وتكفل بتنفيذ الضربة الأخيرة القائد ديس حينها ولكنه ضيّعها، وحينها جاء دوري ففقدت كل تركيزي لم أكن أقوى حتى على الوقوف على خط المرمى، وعموما كما قلت لك سابقا ضربات الترجيح فيها كثير من الحظ. وكيف عشت ما بعد تلك الفترة؟ أولا؛ أذكر جيدا أنّ والدتي نقلت مباشرة وعلى جناح السرعة للمستشفى بعد إقصائنا من منافسة الكأس، وكنت مصدوما حينها لكن تضامن الأنصار معي واللاعبين وحتى أبناء حيي خفف من روعتي. إذن الوالدة مناصرة لإتحاد البليدة؟ بالطبع؛ أنحدر من عائلة رياضية بليدية محضة، فوالدتي شقيقة الإخوة زان اللذان قدما الكثير للبليدة وهي تناصر البليدة قلبا وقالبا وبالطبع تتابع أخبار الأندية التي ألعب لها. إذن لا تضيّع مطلقا المباريات المتلفزة التي تلعبها؟ للأسف لا منذ حادثة إقصائنا في نصف نهائي كأس الجمهورية، أين أغميا عليها وتم نقلها للمستشفى أصبحت لا تشاهد مبارياتي المتلفزة لأنها تخاف عليا كثيرا وتخشى من أن يصيبني أي مكروه. لنتحدث عن تنقلك لسعيدة كيف كان ذلك؟ في الحقيقة؛ سعيدة لم تكن مطلقا من بين الأندية التي طلبت خدماتي وكنت حينها على وشك الالتحاق بالموك، وفي آخر لحظة تفاوضت مع بن حمزة واقتنعت بالعرض ووقعت مباشرة والحمد لله أديت موسما استثنائيا زاد من تهافت الأندية على التعاقد معي. رغم سقوط سعيدة إلى القسم الثاني إلا أنك كنت حينها من بين ألمع الحراس المطلوبين في الأندية المحلية ما سرّ ذلك؟ أنا عندما أحمل ألوان فريق ما ألعب بجدية وأدافع عن ألوانه بكل قوة، والحمد لله في سعيدة وجدت الرجال الذين وقفوا إلى جانبي، ورغم سقوط الفريق إلا أنه لا أحد حمّلني المسؤولية وكانت العروض تتهاطل عليّ وشاءت الأقدار أن أغادر والتحق بعنابة. وكيف كان هذا التحول؟ هذه أيضا قصة وحكاية أخرى، كنت مطلوبا في أكثر من نادي لكن القدر ساقني إلى عنابة، حيث كنت مطلوبا في سطيف، القبائل ومولودية الجزائر وكنت قريبا جدا من الالتحاق بالعميد بما أنّ العرض كان جد مغر لكنني تريث وفكرت بجدية وأسقطت العميد من حساباتي واخترت عنابة عن قناعة. ولماذا رفضت المولودية مادام أن العرض كان مغريا كما تقول؟ (يصمت.. ثم يجيب) صدقني رفضت المولودية احتراما لمشاعر أنصار إتحاد البليدة الذين أعتبر نفسي واحدا منهم، وبما أنّي أعرف الحساسية الكبيرة الموجودة بين أنصار الفريقين قررت أن أخسر قليلا من المال وأحافظ على علاقتي الجيدة مع السلفادور الذين أحبهم وأحترمهم كثيرا وأدرك تمام الإدراك أنهم يبادلونني نفس الشعور. نفهم من كلامك أنك مازلت تطمع في العودة للبليدة يوما ما.. أليس كذلك؟ أجل لمَ لا؛ فالبليدة فريقي المفضل وما حدث لي يمكن أن يحدث مع أي لاعب آخر، وقد يكتب لي القدر أن أعود يوما ما إلى البليدة، بغض النظر عن من يحكم الفريق أو الرئيس الذي يترأسه لأن البليدة فريق شعبي وملك لكل محبيه. الآن وبعد تألقك اللافت متى نرى واضح في المنتخب الوطني؟ المنتخب الوطني حلمي وحلم كل لاعب طموح، لكن إلى حد الآن لم أحصل على فرصتي، فلقد استدعيت لتربص الحراس وكنت حينها أعاني من إصابة وكان وزني زائدا نوعا ما عن اللزوم، وبمجرد صعودي على الميزان رفع بن شيخة منحي الفرصة، عموما لن أفقد الأمل وسأبقى أثابر لأحقق هدفي. علمنا أنك اقتنيت بعض المعدات لفريق حيك في الآونة الأخيرة وهو الأمر الذي استحسنه الجميع كيف أقدمت على هذه المبادرة؟ في الحقيقة لم أكن أشأ أن يبلغ هذا الخبر مسامع الصحافة لأن الإنسان الذي يفعل الخير يفعله في السرّ والكتمان، عموما لم أقدم بشيء كبير والفئات الشبانية يستحقون كل الدعم. في الأخير يتهمك أنصار إتحاد الحراش بأنك أشرت إليهم بلقطة غير رياضية هل هذا صحيح؟ صدقني لما طالعت هذا الخبر في الجريدة لم أتمالك نفسي، باعتبار أنّي لاعب "وليد فامليا" ولا يمكنني أن أقدم على فعلة كهذه سواء مع أنصار الحراش الذي أحترمهم كثيرا أو مع أنصار فريق آخر كل ما في الأمر أنّي في مباراة سعيدة والحراش طلبت من ممرض الفريق الدخول لإسعافي بعد أن أحسست بآلام حادة على مستوى الأربطة المقربة وأشرت لمسعف الفريق بيدي أن أتألم في مكان الإصابة الأربطة المقربة وحينها ظن أنصار الحراش أنّي قمت اتجاههم بلقطة غير رياضية، واستغل الفرصة لأؤكد أنّي أحترم الكواسر كثيرا والأكثر من ذلك أنهم "حبابي". بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أشكركم بدوري على الاهتمام وأتمنى أن أكون قد تمكنت من الإجابة على أسئلتكم، وأتمنى أيضا أن أكون قد وفقت في توضيح بعض الأمور التي كانت غامضة مثل قضية أنصار الحراش. حاوره: وليد. م