يقول بعض عشاقه إن لا أحد يضاهيه موهبة في السنوات ال20 الأخيرة باستثناء ميسي! يعتقدون أنه لو لعب في شبابه في الدوري الإسباني لفعل ما يفعله ميسي بالضبط، لأنه كان يقوم بالمستحيل وهو يلعب في الدوري الأقوى والأعنف دفاعياً.. الحديث هنا عن أليساندرو ديل بييرو الذي قال عنه ميسي نفسه: "لو كنت أملك القرار لجعلت ديل بييرو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وأتمنى أن ألعب معه في الفريق نفسه". لا خلاف على موهبة "بينتوريكيو"، إذ جرت العادة أن يحصل اللاعبين على ألقاب، منها أسماء حيوانات أو معدات قوية.. لكن أليساندرو أعطي اسم أحد أهم رسامي إيطالياً "بينتوريكيو"، فديل بييرو لم يكن يلعب بالكرة، كان يرسم بها! إلا أن الملك سينزل عن عرشه بنهاية هذا الموسم كما صرح أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس، النادي الذي لم يغادره أليساندرو منذ وطأته قدماه أول مرة في عام 1993 قادما من نادي بادوفا، بعد أن رفضه نادي ميلان بسبب 4 ملايين يورو، ليخرج منذ أيام نائب رئيس ميلان غالياني معترفاً أن ذلك كان أكبر خطأ في تاريخ الميلان.. كيف لا يكون خطأ، ودل بييرو هو أحد أعظم عشر هدافين في تاريخ الدوري الإيطالي، وأهم هدافي يوفنتوس على الإطلاق، ورابع أهم هداف في تاريخ المنتخب الإيطالي.. إنه خطأ كبير من دون شك يا ميلان! كان لدى ديل بييرو الطفل حلمان، أن يكون لاعب كرة مثل بلاتيني، وأن يصبح سائق شاحنة! لم يضع الفتى الوقت لتحقيق أحلامه؛ وأثبت أنه يمتلك موهبة إلهية صافية، عندما سجل 8 أهداف في أول موسم له مع يوفنتوس الذي كان يضم روبرتو باجيو ورافانيلي وغيرهما، وانتهى الموسم بتتويج السيدة العجوز بلقب الدوري بعد غياب 9 سنوات، كما انتهى بتوديع روبرتو باجيو رمز الكرة الإيطالية، والسبب هو الموهبة الجديدة الخارقة التي ساهمت لاحقاً في فوز الفريق بدوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي لم يتمكن الملك من تحقيقها مجددا، إذ لم يحالفه الحظ برغم وصوله للنهائي مرات عدة. قال ستيفين جيرارد عن "الفنان المبدع": "إنه أفضل لاعب لمست أقدامه كرة القدم، فهو الوحيد الذي اجتمع فيه سحر مارادونا وموهبة باجيو"، ديل بييرو أمتع الجميع، وأحرز الدوري الإيطالي خمس مرات (السادسة والسابعة لم تحتسب)، إلا أن المشكلة كانت دائماً، كثرة الإصابات! لم تكن الجماهير وحدها من تعشق ديل بييرو، حتى الإصابات كانت تعشقه! وهذا كان سبباً رئيسيا في تذبذب مستوى الملك، من لاعب عادي جداً إلى لاعب خارق قادر على صنع الأهداف والتسجيل من أي مكان وبأي طريقة وفي أي وضعية، يسجل من الضربات الثابتة، بالرأس، باليمن والشمال، على الطائر وبالكعب، ويجمع الاثنين في واحدة أحياناً، كان يسجل من وضعيات غريبة.. حتى أن هناك ماركة تسجيل أهداف مسجلة باسمه وهي عندما يسدد الكرة من أقصى يمين منطقة الجزاء ليضعها في أقصى شمال الشباك! في الحلقة المقبلة من "ديل بييرو هو الملك.." نتحدث عن نكهة الكرة الإيطالية وعن الظلم والخيبات التي تعرض لها. قالوا عن ديل بييرو.. فيالي: حين جاءنا أول مرة لم يكن خائفا أو خجلا وكأنه لاعب محترف كبير و ذو خبرة، ثقته في نفسه و قتاليته جعلتنا نكون فريقا رائع وجعلت اليوفنتوس في أروع صورة. عمر سيفوري عنه في بداياته: قد يكون صغير السن إلا أن عقله أكبر من سنه والجميع أحبه لأخلاقه وحكمته وحبه لإنكار الذات، باختصار تمنيت لو كان أليكس أرجنتينيا. شيفشينكو: لاعب يصيبني الخوف منه عندما أرى الكرة في قدمه، كم تمنيت أن ألعب معه في فريق واحد. خوان ريكلمي: أريد أن ألعب مع ديل بيرو ولو لثواني. توتي: إذا كنت أنا ملك روما، فديل بييرو ملك إيطاليا كلها. ليبي: لا أثق في أبنائي بقدر ما أثق بأليكس, أحب أن ألقبه بالنحلة لأنه يعمل بجهد من أجل إسعاد الآخرين.. روبيرتو باجيو: إن كان لي خليفة, فخليفتي هو ديل بييرو. دينو زوف: يجب وضع ختم عليه مكتوب فيه "صنع في إيطاليا" لأنه فخر الصناعات الإيطالية. روبيرتو بيتيجا :لا يمكن أن تنكر وجوده أبدا سواء أحببته أو كرهته لأنه يمتعك بكل شيء ويقدم لك المتعة التي تبحث عنها في كرة القدم. بلاتيني: إنه ابني الروحي أحب الحديث معه وأرى فيه شبابي.. يعجبني فيه وفائه وفنه.. أليكس أثبت للجميع أنه خلق للعب لفريق عريق مثل اليوفنتوس وخلق ليكون أسطورة تضاف بجانب كل أساطير كرة القدم.