حالة إحتيال مدهشة حدثت غداة زيارة النجم العالمي زين الدين زيدان إلى الجزائر، كان بطلها محتال عاصمي هو الآن في حالة فرار، وضحيتها شاب يبيع "الفول السوداني" وأبويه الفقيرين القاطنين ببلدة عصفور الفقيرة القابعة في ولاية "من دون والي" الطارف الحدودية، التي شهدت بداية الأسبوع فرحة عارمة جراء خبر إلتفاتة زيدان لأحد أبناء "القرية" المدعو "محسن كندي" الذي منحه حسب الأهالي زين الدين زيدان ثلاثة جوازات لأداء الحج رفقة والديه. والحكاية أن محسن بائع "الكاوكاو" قبالة مقر بلدية عصفور هو أحد عشاق الألعاب السحرية لزيدان، وعندما سمع بخبر حضوره إلى الجزائر قطع على نفسه بأن يراه ويلتقي بالساحر الذي سلب عقله فترك "طاولة الكاوكاو" وجمع ما عنده من أموال وسافر إلى العاصمة، إلى أن بلغ مطار هواري بومدين، ولكنه اصطدم بأمواج الإعلاميين والشخصيات والجماهير التي كانت جميعها تريد رؤية زيدان، فعاد خائبا بعد أن حرق مسافة 1200 كلم "ذهابا وإيابا" ومعها مبلغ لا يقل عن 2000 دج ثمن الرحلة "الخائبة". وانتشرت حكاية الفتى الذي لم يشاهد زيدان، فنشرت الحكاية جريدة محلية تصدر في منطقة عنابة، وإلتقف الخبر أحد المحتالين الذي بلغت به الجرأة حد الإتصال برئيس بلدية عصفور موهما البلدية بأنه إطار في الفيديرالية الجزائرية لكرة القدم ويمتلك جوازات سفر لثلاثة أشخاص منحها زيدان للشاب محسن ولأبويه حتى يؤدوا فريضة الحج، مصالح البلدية كانت جسر لقاء ما بين "المحتال" و"الضحية" وتم الإتفاق على رقم هاتفي يتم من خلاله التواصل لتسلم جوازات الحج والرقم هو 093.97.51.20، محسن البريء تسلم في فرح رقم هاتف "إطار الفاف" وأيضا الرمز البريدي الإلكتروني لمكتب بريد الجزائر بالقبة حتى يقوم بإرسال "6 ملايين" أي بمعدل 20 ألف دينار على كل شخص "حاج" وهو إجراء حسب المحتال خارج عن منحة زين الدين زيدان البالغة 75 مليونا والتي تكفل رحلة "عنابة العاصمة" والإقامة في العاصمة. ولأن المكالمة جاءت من مقر البلدية فإن "حسن" صدق كل ما جاء فيها، وأرسل "حويشة العمر" أي مبلغ "6 ملايين" على البريد الإلكتروني الذي تحصل عليه باسم الإطار المزعوم "ب" جلول... المشكلة أن الضحية محسن مازال تحت الصدمة، حيث قال للشروق اليومي "نعم سأذهب إلى الحج رفقة أمي وشقيقتي، لأن أبي مريض" بالرغم من أن رئيس بلدية عصفور السيد حسين بوخريصة أكد للشروق اليومي بأن الحكاية مجرد إحتيال، وأقر بأن المحتال إتصل بالبلدية وتحدث عن مبلغ 75 مليونا التي منحها زيدان "للحجيج الوهميين"، كما اعترف شيخ البلدية بأنهم قاموا بتبليغ "الضحية" بالمكالمة الهاتفية وربطوا معه الإتصال.. مصالح الدرك التي سألتها الشروق اليومي نفت أن يكون الضحية قدم شكوى مما يعني أن التحقيق في القضية لم ينطلق بعد، كما تأكدنا بأن المبلغ المرسل من محسن إلى "القبة" تم سحبه بسرعة باسم "ب. جلول" أي أن "الطعم" تم ابتلاعه كامل. زيدان حضر وسافر.. وعاشق ألعابه محسن لم يعد يمتلك حتى ثمن شراء "كمشة كاوكاو" زيدان نطح ماتيزرازي" والمحتالون باسم زيدان نطحوا محسن والآخرين. م.ط فريخ