أبدى الرئيس بوتفليقة استياء من سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الغربية في حرمان البلدان الإفريقية من المعدات والتجهيزات الخاصة بتطوير استعمال الطاقة النووية، بينما تطور هي من برامجها قصد التسلح. وبشكل صريح دافع رئيس الجمهورية أمس لدى افتتاحه أشغال المؤتمر الجهوي الإفريقي حول استعمال الطاقة النووية في السلم والتنمية المستدامة بنزل الاوراسي، أمام مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي على حق الدول الإفريقية في الحصول على ما يلزمها من معدات لاستعمال الطاقة الذرية، خاصة وأن الغرض من استعمالها سلمي، لأهداف تخدم مباشرة التنمية. ورفع انشغال هذه الدول بضرورة حصولها على ما يلزمها من معدات حيث قال "إن عدم تناظر الأوضاع إزاء الذرة وتعقيد الصناعات والتكنولوجيات في العديد من البلدان المتطورة يجعلان من المستحيل أو شبه المستحيل اقتناء تجهيزات نووية يجري تصنيفها في بعض الأحيان، وبدون وجه حق، ضمن التكنولوجيات ذات الاستعمال المزدوج، وهو التصنيف المطاط القابل للتمدد". وتوجه الرئيس إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، المصري محمد البرادعي بطلب مباشر كاد يكون إحراجا له، لأنه لم يكن هذا الاخير ينتظره حينما قال "هل من مساعدة من وكالة يقودها ابن من أبناء إفريقيا البررة؟؟" واضعا إياه أمام حقيقة انتمائه إلى قارة إفريقيا "نحن وإياه ننتمي إلى قارة واحدة . وتوجه بالحديث مباشرة إلى الدول الغربية التي تمنع على البلدان في طريق النمو الحق في استعمال الطاقة النووية للأغراض التنموية، خاصة وأنها أثبتت أنها طاقة بديلة عن نقص البترول وارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، لكن البلدان التي تمتلك نفسها الأسلحة النووية هي التي تقف حجرة عثرة في وجه تمكن مثل دول إفريقيا من التقنيات النووية، وقال الرئيس في هذا الصدد "يبرز لدى الدول غير الحائزة للسلاح النووي انشغال مشروع أمام الضغوط التي يتعرضون لها قصد حملها على التعهد باستمرار بالتزامات جديدة باسم عدم الانتشار، في حين ما تزال الإجراءات الملموسة لنزع السلاح التي تم التفاوض والاتفاق بشأنها على المستوى الدولي غير مطبقة وتتقاعس البلدان الحائزة للسلاح النووي عن الوفاء بالتزامها بالتقليص بقدر معتبر من ترساناتها النووية ". وهذا كان حديث صريح من بوتفليقة على لسان البلدان الإفريقية باتجاه الدول الغربية مثل أمريكا التي لا زالت تطارد إيران لامتلاكها تقنيات الطاقة النووية، مع أنها في كل مرة تؤكد أن استعمالها سلمي. أما محمد البرادعي فذكر بالمجالات التي ساعدت وكالته بلدان إفريقيا في استعمال الطاقة الذرية بها، مثل الفلاحة، الصحة، اكتشاف مخزونات المياه الجوفية وغيرها، إضافة إلى مساعدات بتجهيزات للكشف عن الإشعاع النووي، لكن بالمقابل قال بأن تطور الاتجاه لاستعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية عبر العالم زاد بالمقابل القلق أيضا من استعمالها لأغراض التسلح. وبرر تحفظ البلدان الغربية من تمكين الدول في طريق النمو بالاستعمال بأغراض التسلح أو حتى سوء الاستعمال بسبب الخطأ. وقال بان 30 دولة من بينها 23 إفريقية ممن أمضت على الاتفاقية الدولية لمنع استعمال الأسلحة النووية لم تحترم التزاماتها القانونية. غنية قمراوي: [email protected]