عبد الناصر التساؤل الخالد الذي طرحه صدام حسين على قاتليه "هيك المرجلة".. لم يوقف حاصدي الرقاب من الأمريكان والصفويين من قطف بقية "مرجلة" العروبة البندر والتكريتي ليتركوا التساؤل من دون إجابة ومن دون علامات استفهام وتعجب.. هيك المرجلة؟ حتى أصحاب الفيل الذين جعل الله كيدهم في تضليل وأرسل عليهم قبل الرسالة المحمدية طيرا أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول. حتى هؤلاء عادوا الآن ليسيحوا في أفقر بلد عربي ينشرون فيه الديمقراطية ويختارون له من يحكمه، دون أن يدغدغ هذا التدخل الإثيوبي في الصومال هذه الجثة الضخمة النائمة ما بين المحيط والخليج، وفي أحسن أحوالها تتفهم التدخل الإثيوبي في الصومال، وتتفهم قصف الطائرات الأمريكية للرعاة الفقراء بحثا عن إرهابيين فجروا السفارات الأمريكية منذ عشر سنوات وتتفهم طرد المحاكم الإسلامية. بل حتى طرد الإسلام من البلاد الإفريقية العربية .. هي هيك المرجلة.. قد يكون فقر الصوماليين وسمرة بشرتهم وعدم مشاركة بناتهم في ستار أكاديمي ومسابقات عروض الأزياء والجمال هو الذي جعلهم بعيدين عن العيون العربية السود وبعيدين عن القلوب العربية الرهيفة، وقريبين من فوهة بندقية الإثيوبيين، وقريبين من صواريخ طائرات الأمريكان، ولا أحد فكر حتى في دعوة الجامعة العربية للإجتماع من أجل الإجتماع وقراءة الفاتحة على مقاديشو رابع عاصمة عربية تلتهمها نيران الإستعمار الحديث بعد القدس وبغداد وبيروت.. هي هيك المرجلة. حتى لبنان قلب الشرق، بعد أن صمد أمام العاصفة الإسرائيلية، سكن بدنه سرطان الصراع راح يغرّب نحو باريس في جلسات كيماوية هي في غالب الظن تهدّئ الألم، وتنوّم الأورام السرطانية دون أن تزيلها.. لبنان الصغير الذي منح العرب من كل شيء لم تسافر حكومته جنوبا نحو السعودية ولم تسافر معارضته شمالا نحو سوريا، بل اختارت باريس في زمن لا "طائف. فيها" هي هيك المرجلة. الذين هزّهم شنق صدام ونحره في عيد النحر الأكبر والذين هزهم نحر التكريتي والبندر ما بعد عيد النحر الأكبر، لم يدركوا أن الشنق طال منذ سنوات كل الأمة وفي كل أعيادها.. الفارق الوحيد أن الأمة لم تلتفت نحو شانقها ولم تجرأ حتى لتقول له.. هي هيك المرجلة!