محمد يعقوبي: [email protected] سواء تعلق الأمر بجند السماء أو بجند الهواء فإن العملية برمتها مقصود منها التشويش على "جند الأرض" الذين يصنعون المقاومة العراقية ببسالة وشجاعة كبيرتين، ولعلها من الأهداف الاستراتيجية لمن يطلقون هذا النوع من الجماعات "الخرافية" أن ينحرفوا بإهتمام الناس ودعمهم للمقاومة، من خلال طرح علامة إستفهام كبيرة على هوية هذه المقاومة وحقيقة الأهداف والشعارات التي تحملها. وعندما يتحول هدف المقاومة من طرد الإحتلال الأمريكي من العراق إلى إغتيال المراجع الشيعية بحجة التعجيل بظهور المهدي، يصبح من حق الجميع أن يراجعوا أنفسهم قبل تقديم أي نوع من الدعم للمقاومة. ربما لم ينجح الإحتلال في صرف العراقيين عن المقاومة بإثارة الفتنة الطائفية، فلجأ إلى إثارة الفتنة ذاتها داخل الطائفة الواحدة وإلا ما معنى وجود جماعة شيعية مختصة في قتل الشيعة؟ بما قد يحول القتل والإجرام إلى تخصصات قائمة على المذهبية تارة وعلى الخرافة تارة أخرى وعلى الولاءات السياسية في الكثير من الأحيان. إنهم يريدون إغراق المقاومة النزيهة والشريفة في مستنقع "الجماعات الدموية" الفاقدة للهوية والهدف والقائمة على مبدأ القتل بدون سبب ولا مبرر، لأنها هي التي تعطي للاحتلال وعملائه مبررات البقاء والاستقواء وإستنزاف خيرات البلد، وليست في النهاية سوى نسخة لبقية الجماعات والميليشيات الطائفية التي تقتل السنة وتحرق مساجدهم وتقتل الشيعة وتستهدف مقاماتهم وأضرحتهم. ليست إيران أخطر على العراق من أمريكا وإسرائيل كما قد يتصور البعض، لكن مسؤوليتها أكبر من مسؤولية العراقيين أنفسهم في الحفاظ على وحدة وإستقرار هذا البلد، ولتكن لإيران الشجاعة لرفع الغطاء عن كل الذين يقتلون بإسم "عصمة الأئمة" والذين يستغلون المرجعية الشيعية ليعبثوا في العراق إستباحة وقتلا، فقد كنا نتمنى أن تقول إيران رأيها في "جند السماء" الذين يريدون التعجيل بظهور المهدي بقتل الشيعة وإبادة العراقيين، وأن تقول إيران أيضا رأيها في "جند الأرض" الذين يخوضون المقاومة بعيدا عن الفتنة الطائفية.