لازالت العديد من المؤسسات التربوية المبنية بمادة الأميونت، تستقبل سنويا التلاميذ عبر 13 ولاية، خاصة الابتدائيات، رغم ما تشكله من مخاطر على صحة المتمدرسين، بالمقابل كشفت إحصائيات أخيرة بأن هناك مؤسسات تربوية يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري لم تغير أسقفها لحد تاريخ اليوم. ودعا، أحمد خالد، رئيس جمعيات أولياء التلاميذ، في تصريح ل"الشروق"، السلطات الوصية إلى ضرورة القضاء بصفة نهائية على المدارس المبنية بمادة الأميونت أو ما يطلق عليها اسم "المدارس الجاهزة"، من خلال اعتماد "برنامج استعجالي"، مؤكدا بأن هذه المدارس موجودة ب13 ولاية موزعة عبر الوطن ويتعلق الأمر بولايات: الطارف، سوق أهراس، عنابة، بجاية، الشلف، بومرداس، الأغواط، عين الدفلى، المسيلة، خنشلة، وادي سوف، شرق العاصمة، الجلفة، لما تشكله من مخاطر على صحة المتمدرسين، في الوقت الذي أشار أن هناك بعضا من المدارس يعود تشييدها للعهد الاستعماري لم يتم هدمها لحد الساعة. من جهته، أوضح يعقوب بوقريط، رئيس جمعية الترقية والإدماج الاجتماعي لأحياء السكنات الجاهزة لبومرداس، في تصريح للشروق، أن حوالي 31 مؤسسة تربوية على مستوى الولاية مبنية بمادة الأميونت لاتزال تستقبل التلاميذ بينها 23 ابتدائية و8 متوسطات تقع ببودواو، خميس الخشنة، برج منايل، زموري، مؤكدا في ذات السياق بأن تاريخ تشييدها يعود للحقبة الاستعمارية، وإلى غاية تاريخ اليوم لم تستبدل أسقفها المبنية بتلك المادة، وعلى سبيل المثال متوسطة "محمد دحو" ببودواو التي تم تشييدها في سنة 1950. أما رئيس فيدرالية البناءات الجاهزة بولاية الشلف محمد يعقوبي، أكد في تصريحه أن مشكل المدارس المبنية بمادة الأميونت في طريق الزوال، غير أنه طرح بالمقابل مشكل التأخر في إنجاز بعض المدارس الجديدة التي شرع في تشييدها منذ سنتين، ولحد الساعة لم تستكمل، مما أدى بالسلطات إلى توزيع التلاميذ عبر مختلف المؤسسات التربوية في انتظار استقبال المؤسسات الجديدة. وعن مخاطر الأميونت، كشف بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء، في تصريح للشروق، أن مادة الأميونت تسب أمراضا مزمنة، في مقدمتها الإصابة بالتهاب القصابات الهوائية وسرطان الرئتين، موضحا أن الشخص الذي يستنشق تلك المادة تبدأ في الانتشار في القصبات الهوائية وتصل إلى أقصى الرئة، لتستقر وتسكن في جسم الإنسان دون أن تتحلل أو تخرج منه، ومع مرور الوقت تبدأ أعراض الأمراض في الظهور.