ختم الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي زيارته إلى الجزائر أمس بلقاء جمعه مع رجل الأعمال والرئيس المدير العام لمجمع سيفتال، اسعد ربراب، حيث قدم الرئيس التونسي عرضا صريحا لهذا الأخير لتوسيع استثماراته حتى تشمل تونس. محمد منصف المرزوقي الذي تنوعت رزنامة زيارته الرسمية إلى الجزائر وشملت لقاءات طلبها شخصيا وضمنتها مصالح الرئاسة التونسية، ضمن برنامج زيارته، كان لقاءه برجل الأعمال اسعد ربراب آخر نقطة في رزنامته، حيث كشفت مصادر حضرت اللقاء مع ربراب للشروق أن الرئيس التونسي قدم عرضا صريحا لرجل الأعمال، في مقابل تسهيلات وامتيازات توفرها الحكومة التونسية، هذا اللقاء الذي تم في حضور رجال الأعمال الذين ضمهم الوفد التونسي، هذا الأخير الذي كان قد التقى وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محمد بن مرادي أمس الأول. زيارة المرزوقي إلى الجزائر والتي دامت يومين، وصفها بالأكثر من الموفقة، وعلى الحساسية المفرطة للموضوع الذي شكل محور المحادثات التي لم تخرج عن إطار تفعيل مسار بناء اتحاد المغرب العربي، الذي يجب أن يمر حتما عبر مسلك العلاقات الجزائرية المغربية والوضع في ليبيا، بدا الرئيس التونسي جد متفائل رغم هذه المعطيات، التي تقول بصعوبة تطبيق مشروع المرزوقي الذي جعل من إحياء الصرح المغاربي شغله الشاغل وهدفه المنشود. فرغم تطابق الرؤى التي تحدث عنها المرزوقي في وجهات النظر بين الجزائروتونس بخصوص بعث الروح في التكتل المغاربي، لم يغفل الحديث عن عامل هام يتعلق بضرورة "استيفاء الشروط الموضوعية" حتى يلبي بوتفليقة دعوة حضور القمة المغاربية، التي لم يحدد لها المرزوقي آجالا بتونس، وعند الحديث عن استيفاء الشروط الموضوعية يجب بسط العديد من الملفات الثقيلة وكشف العديد من الأوراق التي تحكم العلاقات الجزائرية المغربية، ولا أمل في الحديث عن تنقية أجواء هذه العلاقات دون طي هذه الملفات ولملمة كل الأوراق المبعثرة، رغم دبلوماسية الواجهة المعتمدة من قبل الطرفين. بعيدا عن مشروع بعث الروح في جسد الإتحاد المغاربي ومد رئتي الجزائر والمغرب بكميات أوكسجين إضافية، أكد المرزوقي أن العلاقات الجزائرية-التونسية "لم تكن في يوم من الأيام أحسن مما هي عليه الآن"، خاصة عندما قال "العلاقات مع الشقيقة الكبرى -الجزائر- ستزداد متانة بفضل هذه الزيارة التي من شأنها أن تعزز العلاقات بين الشعوب المغاربية"، مبرزا أن زيارته للجزائر تكتسي "أهمية قصوى" لاسيما ما تعلق منها "بتفعيل" الإتحاد المغاربي وتعزيز العلاقة بين شعوبه. الرئيس التونسي وبخصوص أهم الملفات التي يزعم المغرب أنها تشوش على العلاقات مع الجزائر، والمتعلقة بقضية الصحراء الغربية، أكد أن هذه القضية "مؤلمة إنسانيا ويجب الاعتراف بوجودها وعدم تجاهلها". وأضاف الرئيس التونسي أن هذه القضية "مطروحة في الوقت الحالي على مستوى الاممالمتحدة"، مشيرا الى انه يتعين على البلدان المغاربية أن تعمل "شيئا فشيئا وعندما تتطور العلاقات وتفتح الحدود وتبدأ المشاريع فإنه سيكون هناك مناخ نفساني من التواصل والتعارف من شأنه خلق ظروف سياسية ونفسية جديدة يمكن على إثرها حل هذه المشكلة بكيفية تحفظ ماء الوجه والمصالح المشتركة للجميع".