انطلق استفتاء الأحد وسط تصعيد دموي لحملة عسكرية يقودها النظام لسحق احتجاجات تنادي بالتغيير، نجم عنها مقتل ما يزيد عن 8 آلاف قتيل، منذ نحو عام، وفق تقديرات دولية وأسفرت العمليات ساعات قبل الاستفتاء عن مقتل 94 شخصا بينهم 68 مدنيا في وقت تعثرت فيه المفاوضات الهادفة إلى إجلاء الجرحى من حي بابا عمرو في مدينة حمص بين الصليب الأحمر والحكومة السورية على رأسهم الصحفيون الغربيون الذين كانوا قد استغاثوا بدولهم عبر تسجيلات بثت على اليوتوب. وفي ظل هذه الظروف القاهرة التي يعيشها السوريون في المناطق الساخنة التي لم يتوقف فيها القصف لأيام متتالية، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في سوريا صباح أمس للاستفتاء على دستور جديد ينص على انتخاب رئيس الجمهورية ويبقي صلاحيات واسعة له مع إلغاء الدور القيادي لحزب البعث الحاكم منذ حوالي خمسين عاما، حسب التلفزيون السوري. ويحق لنحو 14مليونا سوريا تجاوزت أعمارهم ال18 عاما التصويت على الدستور الجديد الذي يحل محل الدستور الحالي والمعمول به منذ عام 1973، عقب وصول حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، إلى السلطة في انقلاب عسكري. من جهتها رفضت المعارضة التصويت والدستور المقترح ووصفته بأنه تمثيلية.ونقلت وكالة أنباء سانا الحكومية عن معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي أن الوزارة اتخذت كل "الإجراءات الكفيلة بحسن سير عملية الاستفتاء التي انطلقت في الساعة السابعة من يوم الأحد وذلك ضمانا لنزاهتها بشكل يكفل حق المواطن في الإدلاء بصوته بجو من الحرية والشفافية داعيا المواطنين إلى المشاركة الفعالة في هذا الاستفتاء كونه يشكل الطريق الصحيح لرسم مستقبل سورية وتحقيق آمال وطموحات مواطنيها في الحرية والديمقراطية." وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بيان لها على موقعها على شبكة الانترنت "هذا دستور وضعه مجرمون فاقدون للشرعية لم يطبقوا شيئا من الدستور السابق ولم يراعوا قانونا ولا عرفا ولا انسانية".ودعت الهيئة إلى المقاطعة التامة وعدم الذهاب إلى مراكز الاستفتاء و"عمل صناديق في أماكن المظاهرات للاستفتاء على إعدام المجرم بشار" .وتعقيبا على الاستفتاء خاطب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الرئيس الأسد بقوله "من ناحية تقول انك ستجري استفتاء ومن الناحية الثانية تهاجم بنيران الدبابات على المناطق المدنية هل ما زلت تعتقد أن الناس ستذهب إلى الاستفتاء في اليوم التالي في نفس المدينة؟".