قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سيدي بلعباس حكما بالسجن المؤبد في حق المدعو "كرباب بن علي" الملقب بجابر والبالغ من العمر 37 سنة،وذلك عقب إدانته "بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة والمشاركة في مجزرة ضد أعوان السلطة العمومية،إضافة إلى ارتكابه جناية القتل العمدي". تعود حيثيات القضية إلى 12 مارس 2006 عندما تقدم المدعو "م.م" إلى مصالح الدرك الوطني لحاسي الغلة بولاية عين تموشنت، للإبلاغ عن الإرهابي "كرباب بن علي" الذي كان على متن سيارة من نوع "مازدا" مغطاة برفقة أخيه "ك.ت" ،والمدعو "ن.غ" متجهين إلى دوار "القرارعة"،حيث تم نصب حاجز امني وتوقيفه وكان صاحب السيارة "ن.غ" قد اتفق مع "م.م" للإبلاغ عن الإرهابي الذي طلب منه أن يأويه بمزرعته أياما حتى يتمكن من إخراج وثائقه والهروب إلى جنوب البلاد،وبالضبط إلى بلدية "مكمن بن عمار"في النعامة مسقط رأسه. وعند استنطاقه اعترف المتهم انه كان متعاطفا مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وانخرط فيها سنة 94 "إيمانا منه بالجهاد"، كما اعترف بمشاركته في العديد من المجازر، حيث قامت الجماعة باغتيال الفلاح "خضراوي" الذي قتله "ق.بوعلام" الملقب "بجعفر" الذي لقي حتفه برفقة الارهابيان "معمر الزين، وقدور ياسين" المكنّى بالبارا، لأنه قدم معلومات عن الجماعة لرجال الأمن وسلبوا 121 مليون سنتيم من المواطنين كما قاموا بسرقة سيارة،وشارك في اغتيال 4 حراس بلديين سنة 2005 بعين الدفلى وسرقوا أسلحتهم ،وفي السنة الماضية قتلوا جنديين من الجيش الشعبي الوطني خلال اشتباك بشعبة الطيبين بغليزان أثناء قيام الجيش بعملية تمشيط للمنطقة. واعترف المتهم بأنه شارك مع الأمير بوحفص قبل 4 سنوات في نصب كمين مزيف لعناصر الحرس البلدي واغتيال عنصرين منهم بجبل قورايا بتيبازة ، بالإضافة إلى ذلك تولى مهمة تجنيد عدد كبير من المواطنين وحراسة المراكز وجمع الدخيرة من العامرية وتسليمها للجماعة. وخلال الفترة الممتدة ما بين 94 و 2006، تنقل عبر العديد من المراكز وانتمى إلى جماعات مختلفة تتمركز على مستوى جبال فرقوق بعين الدفلى،وانتقل سنة 1995 إلى جبل اسطمبول وانخرط في جماعة عبد الرحمان، أين مكث 4 اشهر انتقل بعدها إلى جبال تلاغ ليبقى شهرا ونصف،وبعد أن تدعمت الجماعة بالأسلحة انتقلت إلى جبل تسالة أين دخلوا في اشتباك مع رجال الأمن وفشلت مساعيهم في تنصيب جماعة إرهابية. وقد استدعاه عقال للانخراط في كتيبة "الخضراء" وبعد مخالفته لأوامره بشأن اغتيال النساء الشرطيات، جرد من السلاح وقيده المدعو "مصعب" 20 يوما،بعدها تمكن من الهروب إلى عين الدفلى والتقى مع الأمير الارهابي المكنى "عثمان بن عفان"،لينتقل إلى كتيبة الموت بقيادة المدعو أسامة بجبال الونشريس، وقد تسلم بندقية صيد من عيار 16 مم. في 2006 تنقل إلى منطقة لحزاب بغليزان مع الأمير أبو سرية، أين مكث 6 اشهر وفي تلك الفترة ظهرت بيانات المصالحة الوطنية فقرر مع الإرهابي مديوني محمد تسليم نفسيهما. وكان المتهم قد التقى بالأمير الوطني زيتوني بقصر البخاري الذي كلف نائبه بمحاكمته مع "الجماعة المتمردة"، وقد قتل مجموعة منهم في حين تمكن هو من الفرار. أمام المحكمة، أنكر الإرهابي جابر كل الأفعال المنسوبة إليه مصرحا انه لم يشارك في المجازر بل كان عناصر الجماعة يخبرونه عما كانوا يقومون به، ويكتفي هو بحراسة المراكز وتجنيد الملتحقين بالجماعة وجمع المؤونة،فيما قال الشهود أن الإرهابي كان "يحاول جمع وثائقه للفرار إلى جنوب الوطن". وفي تدخلاتها طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة السجن المؤبد مستندة في ذلك على المحاضر التي تؤكد أنه مجرم خطير نشط ضمن الجماعات الإرهابية واقترف العديد من الجرائم، وقد حاول إيهام المحكمة برواية تسليم نفسه للاستفادة من المصالحة الوطنية ولم يشأ أن يعترف بمشاركته "وكأنه كان في نزهة عبر ربوع الوطن مدة 12 سنة". ب.نادية