عبرت دولة قطر عن بالغ تأثرها بسقوط الطائرة العسكرية والتي أودت بحياة 257 شخص، وذكر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في رسالة تعزية إلى الرئيس بوتفليقة "إنه تلقى نبأ تحطم الطائرة العسكرية وما نجم عنه من ضحايا عسكريين ومدنيين ببالغ الأسف والتأثر". معربا باسمه وباسم شعب دولة قطر عن خالص التعزية وصادق المواساة بهذا المصاب الأليم، داعيا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته ويدخلهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر وحسن العزاء وأن يجنب الرئيس والشعب الجزائري الشقيق كل مكروه ويحفظهم من كل سوء. من جانبه، نائب أمير دولة قطر عبد الله بن حمد آل ثاني، ذكر في رسالة التعزية التي بعث بها إلى الرئيس بوتفليقة كذلك "أسأل الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ الرئيس وشعب الجزائر من أي سوء". كما عزى رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية لدولة قطر عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، الوزير الأول أحمد أويحيى، وحملت الرسالة "أسمى المعاني أصدق التعازي والمواساة في ضحايا تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية، نيابة عن حكومة دولة قطر وأصالة عن نفسه… داعيا المولى جل وعلا أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويجعل مثواهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ويجنب الشعب الجزائري الشقيق كل مكروه". سفير دولة قطربالجزائر، إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وجميع منتسبي الهيئة الدبلوماسية، قدموا تعازيهم وخالص مواساتهم للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا، ودعوا المولى عز وجل أن يتقبل الضحايا شهداء عند ربهم أحياء يرزقون وأن يتغمدهم بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويعجل سبحانه بالشفاء العاجل للمصابين ولذويهم جميعهم بالصبر والسلوان. وكتب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الشيخ يوسف القرضاوي، في رسالة التعزية التي بعث بها إلى الجزائر "بكامل القضاء والتسليم بقضاء الله قدره، تقدم المؤسسة للقيادة والحكومة وشعب الجزائر، في استشهاد ثلة من أبناء الجزائر، داعيين الله أن يرزق الشهداء الرحمة وأن يلهم عائلاتهم الصبر والسلوان، والشفاء العاجل للجرحى". وتابع الشيخ القرضاوي "نعبر عن حزننا العميق، ونسأل الله أن يحفظ الشعب الجزائري من كل مكروه وأذى، وأن يحفظه ذخرا للأمة وقضاياه العادلة وفي مقدمتها فلسطين ودرتها القدس، التي لم تبخل الجزائر قيادة وشعبا على نصرتها ودعمها على كافة الأصعدة". المشاركون في ملتقى المذهب المالكي في تأبينية لضحايا الفاجعة نجل البوطي: ضحايا الطائرة هم شهداء الأمة الإسلامية جمعاء نظم القائمون على فعاليات الملتقى الدولي للمذهب المالكي بعين الدفلى جلسة تأبينية حضرها العلماء والباحثون المشاركون عقب الحادثة الأليمة التي ألمت بالمجتمع الجزائري، حيث أعرب هؤلاء عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب الجزائري والعائلات المعنية التي فقدت أبناءها. وقال الدكتور محمد بن أحمد بن صالح الصالح من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض إن الجزائر رمز الشهادة والتضحية، فيما قال الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء الشام وعميد كلية الشريعة بدمشق (وهو نجل الشهيد الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله) إن شهداء الجزائر هم شهداء الأمة الإسلامية والعربية جميعا، من جهته، هنأ الدكتور الشيخ أحمد نو رسيف رئيس مركز راشد بن سعيد الإسلامي بدبي الجزائر بقوافل الشهداء ودعا لهم بالرحمة وأن يلحقهم الله بالأنبياء والصديقين في جنات النعيم، وإلى ذلك تقدم الدكتورعبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بتعازيه القلبية باسم الجمهورية العربية المصرية شعبا وحكومة وباسم الأزهر الشريف. من جهته، أثنى الدكتور أسامة الرفاعي مفتي منطقة عكار بالجمهورية اللبنانية على قوة وصلابة الجزائريين في المحن، وبينما قال رئيس جامعة الزيتونة إن القلوب تتحسر، قال الدكتور أحمد ياسين القرالة من الأردن إن الجيش الجزائري جيش كل العرب وكلما حلت بنا الأزمات وجدناه واقفا إلى جانب إخوانه، كما عبر كل المشاركين من مختلف ولايات الوطن عن تعاطفهم الكبير مع كل عائلات الضحايا. رسائل الأحزاب والسّفراء والمسؤولين تتهاطل لليوم الثاني: نعزي أهالي الشهداء إثر فاجعة بوفاريك تهاطلت لليوم الثاني على التوالي تعازي المسؤولين، رؤساء المنظمات والأحزاب فضلا عن بعض سفراء الدول العربية والأجنبية، تعبيرا عن أسفهم للفاجعة التي ألمت بالجزائريين إثر فقدان 257 شهيد في حادث سقوط طائرة عسكرية ببوفاريك ولاية البليدة أمس الأول. وعبر منسق الحرس البلدي بالبويرة والسكرتير السابق للتنسيقية الوطنية للحرس البلدي ضيف عبد القادر، نيابة عن كل أفراد التعبئة عن بالغ حزنهم لنبإ فقدان ضحايا عساكر تحط الطائرة العسكرية، مقدما تعازيهم الخالصة إلى عائلات الضحايا، سائلا الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان لقدر الله، ودعت التنسيقية للضحايا بالرحمة وجنة الفردوس الأعلى، مؤكدة أن الشعب الجزائري بكل حدوده الأربعة مع وحدة التراب الوطني كما سيبقى غيورا على بلد الشهداء ولن يقبل أي مكروه يمس بالأمن والاستقرار، وحيى الجيش الوطني وكل أسلاك الأمن واصفا إياهم بالعمود الفقري للبلاد، وختم منسق الحرس البلدي رسالته بالقول إن الجزائر لن تلبس ثوب الحداد ما دام الجيش وأسلاك الأمن بالمرصاد. سفارة تركيا: نشاطر أحزان حكومة الجزائر الصديقة وشعبها الشقيق لم تتوان سفارة تركيا في تقديم تعازيها نيابة عن الشعب التركي حيث أشار بيانها إلى أنها تلقت خبر مقتل أكثر من 250 شخص جراء سقوط طائرة نقل عسكرية يوم 11 أفريل في البليدة، بحزن وأسى كبيرين، سائلة الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، مقدمة التعازي لذويهم، متمنية لهم الصبر والسلوان كما قدمت وقوفها بجنب أحزان الحكومة الجزائرية الصديقة والشعب الجزائري الشقيق. المجلس الوطني لحقوق الإنسان هو الآخر عزى أسر ضحايا الحادث، واصفا الأربعاء بيوم مشؤوم، وعلى إثر هذه الفاجعة التي مست بلادنا العزيزة، لا يسع كل أعضاء وموظفي المجلس، إلا أن يرفعوا دعاء الرحمة والمغفرة لشهداء الواجب، سائلين الله تعالى أن يجزلهم المثوبة وينزلهم منزلة الكرام البررة بين النبيين والصديقين، وأشار المجلس إلى أننا نتقاسم في هذا الوقت العصيب الجرح العميق الذي امتزجت فيه دماء الجزائريين والصحراويين جراء هذه الفاجعة التي تمتزج فيها مشاعر الحزن والتأثر وأواصر التضامن والمحبة بين الشعبين الشقيقين، داعيا أن ييسر الله أمور ذويهم من العسر إلى اليسر ويوعزهم على الاحتساب وتقبل الابتلاء ويبدل حزنهم بنور الإيمان ويدرأهم من أي مصاب في حبيب أو قريب. من جهتها، لم تتوان حركة الإصلاح الوطني في التعبير عن حزنها للمصاب الجلل حيث عزت أسر الضحايا، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد روحهم بواسع رحمته وموفور مغفرته، داعية للجرحى بالشفاء العاجل، واعتبرت الحركة أن الشعب الجزائري كله أهل للعزاء، فأعظم الله أجر الجميع وأحسن عزاء كل المعزين، سائلة المولى أن يتقبل قتلانا مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يربط على قلوب أهليهم وذويهم وقادتهم وزملائهم بالصبر الجميل وأن يعوضهم في مصابهم خيرا. سفارة ألمانيا: نتقاسم الآلام مع عائلات الضحايا سفارة ألمانيا سارعت إلى تقديم التعازي، وأشار بيانها إلى أنها تلقت نبأ حادثة تحطم الطائرة ووفاة كامل أفرادها، بفزع كبير لما ألم بالجزائر، وأكدت أنها تتقاسم آلام عائلات الضحايا، معبرة عن تضامنهم مع الشعب الجزائري كما وجهت السفارة تعازيهم الصادقة للحكومة الجزائرية. وكان رئيس جمهورية ألمانيا الفدرالية – فرنك ولتر ستينماير- قد أرسل ببرقية تعاز إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة –حسب ما جاء بالبيان. أعلنوا عن أرقامهم على مواقع التواصل الاجتماعي جزائريون يفتحون بيوتهم لأُسر الشهداء تداولت مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات تضامنية واسعة للكثير من الجزائريين الذين أبدوا رغبتهم في استضافة عائلات شهداء تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك، والتي قدمت إلى العاصمة للاستفسار عن ضحايا الحادث المأساوي، خاصة أن إجراءات استلام الشهداء من مستشفى عين النعجة العسكري استمرت لثلاثة أيام بسبب تعقيدات التعرف على الشهداء وتسليمهم إلى ذويهم. هذه الحملة التضامنية لقيت استجابة واسعة من طرف المواطنين الذين قصدوا أمس، المستشفى العسكري بعين النعجة لاستضافة عائلات الشهداء والذين قدموا من مختلف الولايات للوقوف على صدمة الحادثة التي أثرت على الجانب الصحي للكثير من الأمهات والآباء والأقارب ما دفع المواطنين إلى التكافل معهم ومواساتهم واستضافتهم في بيوتهم، وهو الأمر الذي يعبر عن أصالة الجزائريين وتكافلهم في الشدائد والنوائب، ولم يقتصر الأمر عند فتح بيوت العائلات لاستضافة عائلات الضحايا بل امتد الأمر إلى نقل الطعام والشراب لأسر الشهداء أمس عند مدخل المستشفى العسكري بعين النعجة والذي كان مكتظا عن آخره بسبب توافد أقارب الضحايا من مختلف مناطق الوطن لاستلام جثث الشهداء. الشروق اتصلت ببعض المواطنين الذين أعلنوا عن أرقام هواتفهم على شبكة التواصل الاجتماعي لاستضافة عائلات شهداء الواجب الوطني، والذين أكدوا أن مبادرتهم هدفها مواساة أسر الضحايا ومساعدتهم على تجاوز محنتهم ومرافقتهم في إجراءات استلام جثث شهدائهم، ومن المواطنين من عرضوا على العائلات نقل جثث ضحاياهم إلى مختلف الولايات ، وهو الأمر الذي لقي استحسان أسر الشهداء الذين شكروا تعاون الجزائريين وتكافلهم في هذه الفاجعة التي باتت حديث العام والخاص في البيوت والشوارع والمقاهي والمدارس والجامعات.. ترحما على أرواح ضحايا تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية مدارس تلغي احتفالية يوم العلم وأخرى تحولها إلى دروس في حب الوطن بوهران استهل، صبيحة أمس، تلاميذ، أساتذة وإداريو مختلف مؤسسات قطاع التربية بوهران، يومهم الدراسي، وعلى غير عادتهم، بقراءة الفاتحة، تحية علم منكس، ووقفات صمت ترحما على أرواح أكثر من 250 ضحية في حادث سقوط الطائرة العسكرية صبيحة أول أمس الأربعاء، بعد لحظات من إقلاعها من قاعدة مطار بوفاريك العسكري. هذا السلوك الذي جاء تنفيذا لمراسلة كانت قد وجهتها مديرية التربية لولاية وهران، أول أمس، إلى كافة مديري المؤسسات التربوية، وكلف مفتشو الإدارة لجميع الأطوار بمهمة متابعتها، بعد الإعلان الرسمي عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، قد ارتأى مديرو بعض المدارس الابتدائية وأساتذتها تعزيزه باستغلال مناسبة يوم العلم، المصادف لتاريخ 16 أفريل، لتنشيط تظاهرات تعليمية وتربوية تدور مواضيعها حول كيفية التخطيط لبناء الوطن بالعلم والمعرفة، واعتبار قافلة شهداء الواجب الذين لاقوا حتفهم في تحطم الطائرة العسكرية، مؤخرا، مثلا يحتذى به في التضحية بالنفس والنفيس في سبيل حماية هذا الوطن، والذود عن أمنه واستقراره. كما تشير مصادر تربوية إلى إقدام أساتذة في بعض المؤسسات، أمس، إلى إحداث تغييرات جذرية في برنامج الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، رغم تفرغهم من التحضيرات التي كانوا قد قاموا بها قبل حدوث الكارثة، ومطالبتهم التلاميذ بالتعبير الحر عن آرائهم، وانطباعاتهم، وكل ما يختلج أذهانهم من أفكار ومشاعر حيال ضحايا سقوط الطائرة العسكرية، وبخاصة الظروف والأسباب التي جعلتهم من ركابها، وكذا تصور اللحظات الأخيرة التي كانت تفصلهم بين الحياة والموت، وهذا سواء في شكل رسومات، أو تعابير مكتوبة، أو تقديم عروض مسرحية تصب في نفس الموضوع الجوهري المستحدث لهذه المناسبة، والتي يريدها منظموها هذه المرة خالية من كافة مظاهر الاحتفال المعتادة، هذا الاثنين، فيما فضل مديرون آخرون إلغاء الاحتفال كليا بيوم العلم، وجعل المناسبة عادية كسائر أيام الدراسة، رغم تعودهم على تخليدها في يومها المحدد في كل سنة.