طرحت قضية استيراد اللحوم الأوروبية لمواجهة النقص وسد العجز الذي قد يلازم فترة شهر الفضيل الذي هو على الأبواب، الكثير من الجدل بين المواطنين الذين لم يهضموا الطريقة التي تتعامل بها الجهات الوصية سنويا مع هذا المجال حيث تختار وجهات لا يثق فيها المواطن كثيرا بشأن استيراد مواد استهلاكية حساسة تفرض على مستورديها تأشيرها بعلامة "حلال" خاصة تلك التي تصنف ضمن الأساسيات في شهر رمضان شأن اللحوم. فبعد دول آسيا التي ظلت طوال السنوات الماضية المصدر الأساسي التي تمون السوق الجزائرية بلحومها المجمدة خاصة في رمضان، وبعد المد والجزر بشأن استيراد لحوم السودان التي تلغى قراراتها في آخر لحظة كل مرة بحجة غلائها، ها هي الجهات المعنية تتقرب من اللحوم الأوروبية وبالتحديد الفرنسية والإسبانية لسد العجز المسجل في لحوم الأبقار التي لا توفر سوى 2 بالمائة من الإنتاج المحلي مقابل الاكتفاء في لحوم الغنم. المواطنون من جهتهم عبروا عن تذمرهم لقرار تموين السوق بلحوم أوروبية لا يثقون في وسمها "الحلال" نظرا إلى غياب أي ضمانة تؤكد صحة الوسم وبدليل الأخبار التي يتداولها المغتربون أنفسهم بالحديث عن الشكوك التي تراودهم حول طريقة الذبح حتى إن أغلبهم يفرون نحو القصابات الإسلامية دون غيرها. الموضوع طرح على رئيس الفدرالية الوطنية للحوم محمد الطاهر رمرم في اتصال مع "الشروق" مباشرة من إسبانيا، فأكد المتحدث أن الاستيراد لن يشمل إلا لحوم الأبقار التي تسجل الجزائر عجزا سنويا فيها، مشيرا إلى أن 2 بالمائة الذي تضمنه الجزائر في هذه الشعبة لا يغطي الطلب المتزايد خاصة في الشهر الفضيل ما يجبر على الذهاب إلى خيار الاستيراد لسد العجز، وأضاف –المتحدث- أن لحوم رمضان هذه السنة ستكون إسبانية وليست فرنسية كما يروج له نظرا إلى أسعارها المنخفضة، وعن تخوف المستهلكين من طريقة الذبح التي تصنع الحدث خاصة أن استهلاكه سيكون مقرونا بالشهر الفضيل، أكد رمرم أن الفدرالية طرحت فكرة استقدام الأبقار حية وذبحها بأرض الوطن، مشيرا إلى أن الجهات المعنية أبدت ترحيبا بالفكرة ويمكن أن تجسدها بنسبة مئوية تشمل كمية من رؤوس البقر دون أخرى . أما الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، فأكد ل"الشروق"، أن الجزائر لها اكتفاء ذاتي في شعبة لحوم الغنم بكمية وطنية تقدر ب 28 مليون رأس مقابل نقص كبير في رؤوس الأبقار ما يجبر السلطات على استيرادها مع حلول الشهر الفضيل لكثرة الطلب على هذا النوع من اللحوم، واسترسل المتحدث بالقول بضرورة استقدام رؤوس العجول المستوردة وذبحها بأرض الوطن حتى يطمئن المواطن إلى أنه سيأكل لحما حلالا وبالتالي الاستفادة من الأحشاء والجلود وتوفير يد عاملة حتى ولو في موسم معين لدعم الوطن والمواطن معا.