قاطع الأطباء المقيمون، الأحد، جلسة الحوار التي دعتهم إليها وزارة الصحة قبيل مقاطعتهم للمناوبات الليلية التي انطلقت في 29 أفريل الجاري كأول خطوة تصعيدية بعد ما لم تلق مطالبهم أي آذان صاغية. وقال ممثل الأطباء المقيمين الدكتور طايلب محمد أنهم سيقاطعون جلسة الحوار التي حددتها وزارة الصحة، الأحد، على الساعة 15.30 بعد الزوال، وهذا قبل بداية المناوبات الليلية والتي سيقاطعها المقيمون بعد ما لم تحرك الوصاية ساكنا لإيجاد حلول لمطالبهم رغم دخول إضرابهم شهره السادس، واعتبر ذات المتحدث أن دعوتهم للحوار بهذا الشكل المفاجئ وقبيل انطلاق المقاطعة، ماهي إلا مناورة إعلامية من الوزارة، حتى تظهر للرأي العام أنها مستعدة للحوار وتسعى لحل المشكل، وتساءل ذات المتحدث عن تزامن جلسة الحوار مع بداية مقاطعة المناوبات، والتي ستزرع الشك في نفوس المقيمين –يضيف- وتجعلهم يتراجعون عن المقاطعة بعد ما دعت الوزارة للحوار. أما بخصوص ضمان الاستعجالات للمرضى وإمكانية تضررهم من المقاطعة، أكد الدكتور طايلب على أن الأصل في المناوبة حسب القانون فالمسؤول عنها هو الطبيب المختص والأستاذ المساعد الاستشفائي وليس الطبيب المقيم باعتباره طبيبا في طور التكوين، وأضاف ممثل المقيمين أن إضرابهم ومقاطعتهم للمناوبات عرت الواقع المر والحقيقة التي كانت تحدث في المستشفيات الجامعية، حيث كانت المصالح الاستشفائية تحمل المقيمين ما لا طاقة لهم به وترغمهم على أداء عمل ليس من صلاحيتهم، وفي مقابل ذلك -يقول- يمنع الطبيب المقيم من المطالبة بحقه وتمارس ضده السلطة الاحتقار ويقابل بالضرب والإهانة والتهميش، ليؤكد "هذه السياسة نرفضها رفضا قاطعا"، مشددا على أنهم لا يحملون صفة الموظف وهذا حسب القانون الذي أقرته وزارة العمل سنة 2011، وليسوا معنيين بالمناوبات وحدهم. من جهته، الدكتور بوطالب حمزة، أوضح ان جلسة الحوار التي دعت إليها وزارة الصحة لم تكن بطريقة رسمية، وأنهم سمعوا بها في وقت متأخر، ولن يقبلوا التعامل بهذه الطريقة الارتجالية، كما أكد أن التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين لطالما كانت مع الحوار، لكنها ترفض التلاعب الحاصل بقضيتها من قبل الوصاية، كما أشار ذات المتحدث إلى أن قرار مقاطعة المناوبات الليلية لا رجعة فيه حتى الحصول على مطالبهم المشروعة. المواطنون متخوفون من مقاطعة المناوبات وفي جولة ل"الشروق" بمصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، صباح الأحد، لمسنا تخوف المواطنين والمرضى من إعلان الأطباء المقيمين لمقاطعة المناوبات، غير أن المصلحة كانت تسير بشكل عادي مع قليل من الضغط والانتظار الذي كان بالقرب من مكتب الطبيب المكلف بالاستعجالات، خاصة أن الإضراب دخل شهره الثالث، والمقاطعة التي تم الإعلان عنها تخص المناوبات الليلية وهي الحد الأدنى من الخدمات التي ظل المقيمون محافظين عليها طيلة أشهر الإضراب، مع مقاطعتهم للعمل الصباحي، فكلما كان يصل مريض للمصلحة كان السؤال الأول الذي يطرحه هو: هل هنالك أطباء، أم أنكم في إضراب؟ ليطمئن بعد ما يعلم أن الأمر يتعلق بالمناوبات الليليلة، لكن عليه أن ينتظر دوره لمدة من الزمن، لأن المصلحة تعمل تحت الضغط بسبب إضراب المقيمين منذ أشهر.