تتعرض الحامل خلال فترة حملها إلى تغيرات كثيرة تطرأ على جسدها قد تجعلها تشعر بالاضطراب والخوف من حدوث مضاعفات تؤثر على صحتها وحياة جنينها، خاصة عندما لا يمكنها التمييز بين الأعراض الطبيعية والأعراض الخطيرة التي تستوجب استشارة طبيبتها. ولهذا سيعرض عليكم جواهر الشروق في هذا الموضوع بعض الحالات التي قد تتعرض لها الحامل وتكون خطرا عليها: 1- النزيف يسبب النزيف أثناء الحمل ذعراً للحامل سواءً كانت في الشهر الأول أو الأخير ورغم أنه من الأمور الشائعة إلا أنه يجب معرفة ومتابعة كمية النزيف ولونه، ثم التوجه مباشرة إما إلى طبيبتك الخاصة أو إلى المستشفى لعمل التحاليل والفحوصات اللازمة وكذا متابعة صحة الجنين. ومعرفة أسباب حدوثه، فمن الضروري التعامل مع الموضوع بجدية وعدم إهماله. 2- الانقباضات تشعر العديد من الحوامل وخصوصا في الحمل الأول، بالتقلصات والانقباضات في الرحم، فإذا كانت غير مؤلمة و بوتيرة غير منتظمة فليس هناك ما يدعو للقلق. وتشمل هذه الانقباضات الإمساك، والجفاف، والغازات، لذا احرصي على شرب الكميات المناسبة من الماء. كما قد تشير الانقباضات ما قبل الأسبوع الرابع والعشرين إلى وجود التهابات بالمسالك البولية أو عدوى بخميرة فطرية، عندها إن كانت التقلصات التي تشعرين بها مؤلمة أو منتظمة عليك بمراجعة الطبيب. 3- تباطؤ أو توقف حركة الجنين بين الأسبوع 17 و18 من الحمل ستبدئين بالشعور بحركات جنينك، حتى وإن كانت حركات خفيفة جدا، إلى أن تصبح حركاته أقوى لدرجة الركلات في الأسبوع 24 من الحمل. جدير بالذكر أنه غالبا ما ينشط الجنين في الليل أكثر من النهار. أما تباطؤ حركة الجنين قد ينتج عن تمزق الكيس الأمينوسي وفقدان السائل الأمينوسي، هذا الأمر سيؤدي لفقد الجنين للتغذية والأكسجين، لذا في حال شعرت بتسرب للسوائل بالإضافة لتراجع حركة الجنين، راجعي الطبيب. انقطاع المشيمة عن جدار الرحم سبب أخر لنقص حركة الجنين، الأمر الذي يوقف ويقيد وصول الدم والأكسجين للجنين. هذه الحالة هي الأكثر حاجة للتدخل السريع من قبل الأطباء، ففي حال مضت 90 دقيقة كحد أقصى على حركة جنينك راجعي الطبيب في الحال. 4- آلام الساق خلال الحمل يزداد انتاج هرمونات البروجسترون في جسم الحامل، فيتسبب ذلك بتوسع الأوردة في الساقين ما يؤدي إلى تباطؤ تدفق الدم لهما، هذا بدوره قد يسبب تجلط الدم والتخثر الوريدي. التجلطات العميقة هي أمر خطير، وقد يكون مميتا، وهي قد تحدث في أيٍ من مراحل الحمل حتى 6 أسابيع بعد الولادة. في حين يصعب تمييز التجلطات من التشنجات الطبيعية للقدم، لذا في حال شعرت بألم حاد في ربلة الساق خصوصا ان كانت في ساق واحدة من اثنتين عليك مراجعة الطبيب حالا. 5- التورم يظهر التورم عند الحامل، في أي شهر من أشهر الحمل، غير أنه يتجلى في الشهر الخامس ويزداد الأمر سوءًا خلال الثلث الثالث والأخير. بشكل عام لا بد أن تطال المرأة الحامل تورمات في الكاحل واليدين، حيث أن ينتج المزيد من السوائل لتغطية احتياجات الجنين، لدرجة أنه قد تشكل السوائل حتى 25% من وزن الحامل الإضافي. لكن أي تورم مفاجئ وغير تدريجي يستدعي الاهتمام، في حال واجهت حالة مماثلة أو رافق التورم لديك ارتفاع في ضغط الدم والصداع عليك أن تراجعي الطبيب. 6- ارتفاع في درجة الحرارة ان ارتفاع درجة الحرارة يعتبر من التغيرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل كأمر طبيعي نتيجة زيادة عملية الاستقلاب أو نتيجة التغيرات الهرمونية، حيث يمكن أن تكون مؤقتة وغير مقلقة كأن تصل إلى أكثر من 37.5 درجة مئوية أو تعتبر مقلقة جدا إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى 39.4 درجة مئوية وأكثر، وهي من علامات الحمى المرتبطة بأسباب معينة كالإصابة بأحد الفيروسات والتي تستدعي التدخل الطبي. 7- الصداع الشعور بالصداع وبخاصة الصداع على جانبي الرأس عرض شائع أثناء الحمل، وأحيانا الصداع النصفي، وغالبا ما يكون ذلك أثناء الثلث الأول من الحمل، وبخاصة إذا كنتِ دائمة التعرض للصداع قبل الحمل، فسيزداد الأمر سوءاً بعد الحمل، ولكنه غالباً ما يقل أو يختفي أثناء الثلث الثاني والثالث من الحمل، وذلك نتيجة لاستقرار نسب الهرمونات بجسمك، وتعود جسمك على الوضع الجديد. ورغم ذلك، فإن الصداع خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل قد يشير لما هو خطير، كتسمم الحمل مثلا، او الارتفاع الدائم في ضغط دمها. لذا في حال بدأت تشعرين بالصداع بشكل مفاجئ في ثلثي الحمل الأخيرين، أو كان الصداع قويا عليك عدم التواني عن اللجوء للطبيب. 8- الإفرازات المهبلية من الطبيعي أن تزداد كمية الإفرازات بشكل واضح خلال الحمل، حيث أن جسم الحامل يفرز مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، ما يؤدي إلى تدفق الدم إلى المهبل (لا منه) . لكن في حال كانت الإفرازات تحتوي على الدم أيضا، أو كنت تشعرين بالألم والضغط عليك إعلام طبيبك بذلك، حيث أن الإفرازات في المرحلة الثانية فصاعدا قد تعني أن عنق الرحم يتوسع في نية للتهيؤ للولادة، ما قد يؤدي للإجهاض أو الولادة المبكرة. 9- الاكتئاب بالرغم من السعادة التي تغمر أي إمرة عند معرفتها بحملها، إلا أن هذه الفرحة قد ترافقها نوبات قلق، ارتباك، إجهاد، وقد تتفاقم لتصل إلى مرحلة الإكتئاب. تعاني ما بين 14 % إلى 23 % من الحوامل من هذا المشكل. في حين أن الاكتئاب خلال الحمل هو مؤشر يدل على ارتفاع احتمال إصابة المرأة باكتئاب بعد الولادة الذي يؤثر على صحة الطفل العاطفية وصحة الأم النفسية. لذا في حال بدأت تشعرين بالاكتئاب، عليك مراجعة طبيبك مباشرة فور إدراكك لذلك، وسيقوم هو بدوره بتوجيهك لأخصائي صحة نفسية.