تتحدث الممثلة الجزائرية المقيمة في إيطاليا هدى حبيب في حوار مع "الشروق" عن تجربتها مع جعفر قاسم وصالح أوقروت والشخصيات التي تحلم بتجسيدها، وتكشف سبب عدم ظهورها في رمضان الجاري، وغيابها عن السينما وماذا حدث لها في كواليس مسلسل" دموع القلب" مع رانيا سيروتي وبهية راشدي. بداية على ماذا تشتغلين الآن؟ لا يوجد لي أي عمل، لأسباب كثيرة منها أنّ الممثل الذي يقطن خارج العاصمة لا يحظى بفرص كثيرة، وبالتالي المسافة للأسف الشديد أصبحت مشكلا كبيرا تعيق الممثلين الذين يسكنون في مدن الجزائر العميقة. بين الدراما والكوميديا والسينما أين تفضلي أن تكوني؟ أفضل الدراما، على مجال الكوميديا، ولكن بمشاركتي في سلسلة "بوزيد دايز" للمخرج جعفر قاسم وحققت نجاحا فيها، بدأت أحب أدواري في الفكاهة والكوميديا، وهو ما تحقق أيضا بمشاركتي في سلسلة "بزيان السعد"، حيث تقمصت الدور الرئيسي إلى جانب الممثل مصطفى لعريبي، ولكن أود أيضا أن أجرّب عالم السينما. شاهدك الجمهور في سلسلة "بوزيد دايز".. كيف كانت تجربتك مع الممثل صالح أوقروت والمخرج جعفر قاسم؟ صراحة، كانت تجربتي في "بوزيد دايز" رفقة النجم صالح أوقروت والمخرج جعفر قاسم رائعة ومميزة، وأذكر أنها تجربتي الثانية معهما بعد أول ظهور لي في "الجمعي فاميلي3" سنة 2009، المخرج جعفر قاسم قامة كبيرة، وأحب كثيرا العمل معه، والأمر سيان بالنسبة لصالح أوقرت الممثل والنجم الكبير، وكنّا عائلة واحدة وهو ما أدى إلى نجاح السلسلة وتألق الممثلين عبر قصصها. لم يشاهدك الجمهور في السينما، لماذا؟ أحب كثيرا لو أتقمص أدوارا سينمائية، واكتشاف هذا العالم، وبالرغم من أنني خريجة معهد برج الكيفان للفنون الدرامية ومارست المسرح، وشاركت في أعمال تلفزيونية، إلا أنّ العروض لتقمص أدوار سينمائية لم تقدم لي، وأتمنى أن تتحقق هذه الفرصة قريبا. ما هي الشخصية التي تحلمين بتجسيدها؟ أفضل تأدية دور شخصيات دينية وتاريخية وفنية، تلك الشخصيات النسوية القوية مثل الكاهنة وفاطمة نسومر وجميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي، وأشير كذلك أنني أحببت كثيرا شخصية "هند" (منى واصف) في فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد. ما رأيك في برامج الكاميرا الخفية الجزائرية في السنوات الأخيرة وفي رمضان الحالي مقارنة ببرامج الكاميرا الخفية في الماضي؟ رغم ما يقال عنها إنها تروج للعنف وشيء من هذا القبيل، إلا أنني أحببتها لأنّها قدمت شيئا مختلفا، وجعلت مثل هذه البرامج تخرج إلى عالم مغاير وجديد يبتعد عن الوجه التقليدي الذي قدمت به في الماضي، بدليل الاشتغال عليها كثيرا على مستوى التقنية والنوعية، وبخصوص أنّها تروّج للعنف أعتقد أنّه مستمد من طبيعتنا نحن الجزائريين نتسم بالعصبية والنرفزة. ما رأيك في فكرة أن يتولى مخرج أجنبي إخراج مسلسلات جزائرية أنا مع فكرة استقدام مخرج أجنبي أو عربي لإخراج أعمال درامية وكوميدية جزائرية، لأنّ الأمر يخرجنا من التقليد والنمطية وتحقيق بُعد عربي ودولي لم لا، لذلك لا يبقى المنتوج الفني محليا بل يُصدّر إلى الخارج، وأعتقد أنّ هذه المبادرات مفيدة للثقافة الجزائرية شريطة الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا وهويتنا الجزائرية، وبالتالي وجب العمل هكذا لتقديم أعمال نوعية. ما هي أجمل ذكرى وقعت لك في مشوارك الفني ولا زلت تتذكرينها؟ أجمل ذكرى حدثت لي في 2012 خلال مشاركتي في مسلسل "دموع القلب"، حيث وقع لي في الكواليس أنّ "طاطا بهية راشدي كانت تطبخ لنا وأعدّت لنا "بطاطا شطيطحة" وذلك لأنني كنت حاملا، كنت أتوّحم، وكذلك كانت رانيا سيروتي، وبالفعل كنا متوحدين ومتضامنين بيننا والممثلة بهية راشدي لعبت دورا كبيرا وكانت بمثابة أمنّا. وأسوأ ذكرى بعد مسيرتي الفنية التي بدأتها بمسلسل"الوهم" مع عبد الرزاق هلال، قدمت أعمالا أخرى، وبعد انقطاعي عن التمثيل 3 سنوات اشتغلت في "بوزيد دايز"، ولكن ما حدث أنني في تلك الفترة وجدت نفسي بلا عروض، لكن وجوه جديدة لا تملك خبرة تشارك بصورة عادية وخاصة الفتيات اللائي أصبحن نجمات بين ليلة وضحاها، وهذا ما حزّ في نفسي.