تم تسجيل إصابة 38 شخصا بتسمّمات غذائية مختلفة (فردية وجماعية) خلال الثلاثي الثاني من السنة الجارية 2018 على مستوى ولاية الجزائر، حسبما علم من ممثل المديرية الولائية للتجارة. وأوضح دهار العياشي أن الأرقام التي خضعت لدراسة ورقابة مديرية الصحة لولاية الجزائر أفصحت عن تسجيل 7 بؤر تسمم غذائي خلال الثلاثي الثاني من 2018 (1 أفريل إلى 23 جوان) نجم عنها إصابة 38 شخصا منها تسمّمات جماعية وفردية على مستوى عديد المطاعم ومحلات الأكل الخفيف بالعاصمة تم توجيههم نحو مختلف المرافق الصحية لتلقي العلاج تفاديا للتعقيدات وقد تم تبليغ مديرية التجارة بالحالات المعنية لمتابعة المتسببين في ذلك. وذكر في ذات السياق أن التقرير الذي تلقته مصالح مديرية التجارة لولاية الجزائر سمح بكشف المتسببين في هذا التجاوز الخطير في حق المستهلك، حيث شرعت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير محاضر رسمية، مشيرا إلى أن أسباب إصابة هؤلاء الأشخاص ترجع إلى تناولهم مشتقات الحليب وحلويات ومرطبات فاسدة وكذا لحوم بيضاء وسمك ومايونيز وغيرها من المواد التي لا يتم إعدادها جيدا ووفق الشروط الصحية على مستوى المطاعم ومحلات "فاست فود". وأوضح أن أكبر عدد من حالات التسمّم الغذائي المسجلة خلال الفترة المعنية وقعت على مستوى محل الإطعام السريع بالقبة بتسجيل تسمم 20 شخصا جراء تناولهم سندويتشات بطاطا مقلية بالمايونيز وتم اتخاذ قرار بغلق المحل بعد معاينته، كما تم تسجيل تسمّم 4 أشخاص بعد تناولهم لدجاج بعين البنيان وكذا تسمّم 4 أشخاص آخرين بسبب تناولهم للحم مفروم ببرج الكيفان. وأضاف المتحدث أن بعض التجار لا يمتثلون لمعايير وشروط الحفظ وسلسلة التبريد والنظافة الصحية لما يتم تقديمه من وجبات غذائية وأطباق للزبائن ما يؤدي إلى تسمّمات منها عدم احترام سلسلة التبريد الخاصة بالمواد الحساسة سريعة التلف كمشتقات الحليب (الياغورت والأجبان…إلخ ) واللحوم ومشتقاتها كاللحم المفروم و"الكاشير" والدجاج إلى جانب المرطبات والحلويات والبيض المعرض لأشعة الشمس مباشرة. ولم يخف ممثل مديرية التجارة التخوف الكبير من إصابات التسمّم الغذائي على مستوى الولائم والأعراس في البيوت وقاعات الحفلات خاصة في فترة العطل، حيث تتمسك الأسر بمواعيد أفراحها في الصيف. وحذّر القائمون على هذه المناسبات العائلية والجماعية من إهمال كيفية حفظ اللحوم الحمراء منها والبيضاء من خلال توفير مقاييس التبريد الجيد والحرص على توفير شروط نظافة للمكلفين بالطبخ والتحقق من سلامتهم من أي مرض معد قد يتنقل عن طريق اللمس. وأكد المصدر قيام أعوان رقابة الغش والنوعية التابعين للمديرية طيلة موسم الاصطياف بتكثيف دورات المراقبة لمختلف الفضاءات والمراكز التجارية ومحلات بيع المأكولات والمثلجات من أجل ضمان توفير المعايير الأساسية كالنظافة وقمع الغش حفاظا على الصحة العمومية لتفادي وقوع حالات التسمّمات. وأشار في ذات الصدد الى أن الحملات التحسيسية التي تنظمها وزارة التجارة ومصالحها متواصلة عبر مختلف الفضاءات العمومية والشواطئ ومصالحها أعطت ثمارها ميدانيا لما تتضمنه من نصائح وإرشادات نوعية للمستهلكين ومنحهم ثقافة اقتناء مواد غذائية ذات جودة من خلال مراقبة الوسم الغذائي ومؤشر تاريخ نهاية الصلاحية وغيرها لتفادي الأخطار الناجمة المؤدية إلى التسمّمات.